روما: حذرت اليوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من أن كميات كبيرة من النفايات الكيمياوية السامة الناجمة عن مبيدات الآفات المهجورة أو غير المستعملة تشكل خطراً متفاقماً يهدد بإستمرار الشعوب والبيئة في كل من أوروبا الشرقية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
ويقدرعلى سبيل المثال ، أن في أوكرانيا هناك نحو 19,500 طن من الكيماويات المعمرة، وفي مقدونيا 10 آلاف طن ،وفي بولندا 15 ألف طن وفي ملدوفا 6600 طن ، أما المخزونات في آسيا فأن السجلات تشير في الوقت الحاضر إلى وجود 6 آلاف طن بإستثناء الصين التي يُعتقد أن مشكلة فضلات المبيدات فيها واسعة الإنتشار ، في حين يوجد في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية نحو 10 آلاف طن مصرحٌ بها، علماً بأن البلدان تطلب بإستمرار من منظمة الأغذية والزراعة المساعدة في هذا المجال.
وبمناسبة إنعقاد مشاورات الخبراء في روما يومي 8 و9 سبتمبر /أيلول الجاري قال السيد مارك دافيز ، رئيس برنامج المنظمة للوقاية والتخلص من المبيدات المهجورة، " أن البلدان المتأثرة تدعو بإلحاح كبير وباستمرار ، طالبةً يد العون لإزالة مخزوناتها من المبيدات المهجورة والحيلولة دون تراكم المزيد من النفايات السامة ".
وقال أيضا أن" منظمة الأغذية والزراعة لا يمكنها للأسف أن تستجيب للبلدان الأعضاء المحتاجة للمساعدة ما لم تتوفر لديها أموال إضافية من البلدان المانحة سيما وأن الأموال المخصصة لبرنامج المنظمة للوقاية والتخلص من المبيدات المهجورة ستنفد مع نهاية العام الحالي " .
نفايات خطرة :
تتكون المبيدات المهجورة جراء حملات مكافحة الآفات وما تخلفه من نفايات حيث أنها تتراكم لأن عدداً من المنتجات يتم حظرها لأسباب صحية أو بيئية ، ولم يتم أبداً إزالتها والتخلص منها . فالمخزونات تبقى حيث يجري خزنها وغالباً ما تتدهور فتلوث البيئة وتعرض الناس للخطر . وأن أشد المتأثرين بها هم في الغالب المجتمعات الريفية الفقيرة التي قد لا تدرك حتى الطابع السام للكيماويات التي تتعرض إليها يومياً
وتحتوي مواقع النفايات على بعض أخطر الأنواع من مبيدات الحشرات مثل ألدرن وكلوردين ودي دي تي وديلدرين وإندرين وبي أو بي وهيبتاكلور بالإضافة إلى الفوسفات العضوية.
وتتباين حالة مخزونات المبيدات المهجورة من حيث أن هناك منتجات تم خزنها بصورة جيدة وفي الإمكان إستعمالها في الميدان ، وبين منتجات قد تسربت من خلال حاوياتها إلى التربة . ويُعد التسمم بسبب المبيدات أمراً شائعاً يرجع سببه إلى المواقع التي لا تخضع للإدارة
أفريقيا :
ويقدر حجم المخزونات من المبيدات المهجورة في 53 دولة أفريقية بمقدار 50 ألف طن . وتشارك المنظمة حالياً في برنامج خاص بالمخزونات في أفريقيا وهو بمثابة مبادرةً متعددة الشراكات تهدف إلى التخلص من مخزونات المبيدات المهجورة في البلدان الأفريقية وتطبيق الإجراءات الموقعية للحيلولة دون تكرارها .
ومع ذلك ، تدعو عدة بلدان أفريقية ليس بمقدورها أن تستفيد من البرنامج المذكورأعلاه في مراحله الأولية ، تدعو المنظمة لتقديم المساعدة الفورية اليها.
وإستناداً إلى السيد دافيز "فأن بلداناً مثل الجزائر والكاميرون والصومال وأريتريا والسنغال تشعر بالقلق إلى حد بعيد إزاء إستمرار الآثار البيئية والصحية القاسية الناجمة عن مخزوناتها من المبيدات المهجورة
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الأغذية والزراعة كانت قد حددت بفضل دعم مالي من اليابان نحو 600 طن من المبيدات المهجورة في موزمبيق رغم عمليات التنظيف السابقة فيها. فقد وفرت اليابان مبلغاً مقداره 850 ألف دولار لإنجاز هذا المشروع علماً بأنها قد تعهدت بمبلغ إضافي مقداره مليون دولار لأغراض عمليات التخلص من تلك المبيدات والوقاية منها
وكانت هولندا قد أسهمت أيضا في عمليات المنظمة للتخلص من المبيدات المهجورة بمبلغ مقداره 8,9 مليون دولار ، كما تعهدت بمليوني دولار إضافية دعماً للبرنامج الخاص بمخزونات المبيدات في أفريقيا .
ويرى السيد دافيز" أن إجراءات الوقاية والتخلص من المبيدات المهجورة بحاجة ماسة كي تكون مترابطة بعضها بالبعض الآخر ، وأن حملات التوعية بشأن الحد من إستخدام المبيدات وتحديد الأهداف وإحترام الصحة البشرية والبيئة بحاجة إلى دفعة إلى أمام وعلى نحو عاجل في العديد من البلدان ، سيما وان المزيد من البلدان تبدي الآن رغبة لمعالجة مشكلة المبيدات وإستعمالاتها .
ومما يذكر أن كلفة التخلص من طن واحد من نفايات المبيدات المهجورة تقدر بنحو 3500 دولار ،علماً بأن معظم البلدان النامية لا تتيسر لديها الوسائل لضمان التخلص من النفايات الخطرة بصورة مأمونة .
أن إندلاع السيل الهائل من الجراد في الوقت الحاضر في أفريقيا يستدعي إجراءات مكافحة موسعة . فالبلدان المتأثرة والمنظمة تبذل جميع الجهود بما يضمن عدم تكوين مخزونات إضافية من المبيدات المهجورة والحد من آثارها على البيئة.
وتعد منظمة الأغذية والزراعة الوكالة الأولى التي تحتل موقع الصدارة في التعامل مع مبيدات الآفات المهجورة منذ عام 1994 ، حيث أنها تتولى جرد المعلومات ومراقبة وتنسيق مشاريع التخلص من المبيدات ، كما تقوم بنشر الخطوط التوجيهية بشأن الوقاية والإدارة ، فضلا عن تعزيز ودعم برامج إدارة الآفات المتكاملة والإجراءات القوية لمكافحة المبيدات .
التعليقات