في أولى أماسي عكاظ الادائية

" شهرزاد " تحكي المرأة بإيماءات الجسد

شهرزاد ليلة الإفتتاح
محمود الخطيب من عمان : جاء عرض " شهرزاد " الذي أدته فرقة الرقص الحديث بدار الاوبرا المصرية بمصاحبة الموسيقار العراقي نصير شمة ومجموعة عيون الموسيقية مساء الاحد بافتتاح الدورة الرابعة من السوق الثقافي الدولي " سوق عكاظ " في ساحة معبد هرقل بجبل القلعة الاثري أخاذا بجمالياته وبطابعة الاسطوري مجسدا بالتعبير الحركي والايماءات الجسدية حكاية المرأة حين تكون قادرة على التغيير.
والعرض الذي بدأة وانهاه شمة بالعزف على آلة العود حضرة أكثر من ثمانمئة وخمسين شخصا وهو حضور جيد قياسا باسعار التذاكر المرتفعة يتقدمهم الامير رعد بن زيد والاميرة ماجدة رعد ووزير الدولة الناطق الرسمي باسم الحكومة المكلفة بحقيبة الثقافة اسمى خضر وعدد من الاعيان والوزراء , قدمت فية فرقة الرقص لوحاتها على موسيقى الخالد المستشرق كورساكوف بالتزاوج مع موسيقى تخت ابن البيئة نفسها والأتي من بلاد شهرزاد نصير شمة , فالمويسقى التي أبدها شمة وعزفتها في العرض الذي قدم ايضا مساء امس لمرة جديدة مجموعة عيون كانت تنسج عرض راقص مسرحى متكامل مكون من أربعة مقاطع كتبها كورساكوف هاربا من الاقتباس المتعمد فهو كتب رائعته نتيجة قراءته لألف ليلة وليلة فجاءت صورة مدروسة باتقان بجملها وسحرها المنغم باتقان، فكل ما تسمعه الأذن هو تصوير لما نقرأه في كتاب أو نراه في مخيلتنا أو نشمه عطراً أو ايقاعاً، لم يسبق لأحد أن وصل الى التعبير الحسى لتفسير الجمل، الى رؤية كما قام بها كورساكوف فحتى تكرار الجمل بصيغة مختلفة كل مرة يدعنا مسترسلين لفتح أذهاننا لندخل الى عالم السراب اللامتناهى.
وبالنظر الى أدوات التعبير الفني التي استخدمها كورساكوف كالقمر و النجوم والشجر والأجنحة والأشرعة والبحر والقراصنة والجن والسياف مسرور والعاشقان من بلاد الهند والسند والجنس والغرام فالموسيقى في كل مكان والايقاع والنغم, أضف إليها مقامات التخت الشرقي التي أبدعها نصير لينسج حركاتها الأربعة مقاطع عطر وبخور من تاريخنا العتيق تضفى الى عظمة الأحاسيس المدفونة ننثرها بشفافية عواطفنا وقلوبنا العشقة التى تمثلها لقاءات الحب بين شهرزاد وشهريار.
وتبقى شهرزاد التي تغنى العالم بجمالها وحكمتها شخصية اسطورية استرسلت فيها الخيالات في جميع انحاء العالم وباتت الى الآن حلم الغرب الغامض، فقد أثارت قصتها وحكاياتها جدلاً حسيًا في تناول خيالات الشرق وأصبحت البطلة والرمز لآلاف الليالي العطرة بمباخر الشرق. ومع مرور الزمن ترجمت قصة شهرزاد الى جميع لغات الفن سواء القديم أو المعاصر من فنون مسرحية وسينمائية الى موسيقية وراقصة وفنون تشكيلية من رسم ونحت وحتى قصص الأطفال بل الرسوم المتحركة.
و نصير شمة المولود في مدينة الكوت العراقية عام 1963 قد أكمل دراسته الجامعية في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد عام 1987. ليصبح بعدها العزف على ألة العود تخصصة الاساسي .
يعد الآن الفنان نصير شمة واحدا من أبرز الموسيقين العرب الذين برزوا بجدارة مع نهايات القرن العشرين، واستطاعوا أن يدخلوا القرن الواحد والعشرين بخطوات راسخة تستند على منجز تراكمي ونوعي من التأليف الموسيقي المنفرد. حصل نصير شمة على العديد من الجوائز التقديرية والتركيمية وقدم العديد من العروض الموسيقية في العديد من دول العالم.
يعمل شمة حاليا أستاذا للعود في بيت العود العربي- الهراوى- القاهرة في مشروعا أسسه الفنان لخلق مواصفات للعازف المنفرد, كما وأسس مجموعة عيون لموسيقى التخت العربي في القاهرة.