دراسة تاريخية عن أشهر أكلات العرب فى عيد الأضحى
الرقاق فى مصر وأم رقيقة فى السودان واليولفاف فى المغرب..

حسام عبد القادر من القاهرة: كان أول احتفال بعيد الأضحى فى مصر عام 18 هجرية عندما أقيمت أول صلاة للعيد بمدينة العريش بعد أن فتحتها الجيوش الإسلامية بقيادة عمرو بن العاص واحتفل المسلمون بفتح مصر وكذلك بعيد الأضحى، وكان "الثريد واللحم" أو ما يشبه الفتة فى هذه الأيام هو أشهر أطعمة العرب وقتها، وعن أشهر أكلات العرب وطقوس الاحتفال بالعيد الأضحى قام المؤرخ إبراهيم عنانى عضو اتحاد المؤرخين العرب بعمل دراسة تاريخية طريفة حيث أكد أن انتشار أطعمة عيد الأضحى فى مصر "الفتة والرقاق واللحوم" يرجع بشكل أساسى للدولة الفاطمية التى نستمد منها معظم مظاهر وطقوس احتفالاتنا فبعدما صلى الخليفة الفاطمة المعز لدين الله أول صلاة عيد أضحى عام 326هـ على الطريقة الشيعية أطال فى الصلاة وقرأ الفاتحة قبل التكبير المعروف فى صلاة العيد ثم صعد المنبر وسلم على الناس يميناً وشمالاً ونشر الأعلام الفاطمية على جانبى المنبر وخطب وراءها واستفتح الخطبة بالبسملة، وكان يجلس بين الخطبتين على وسادة ثقيلة من الحرير الديباج وبعد أن خطب وانصرف فى موكب كبير من جنوده تبعه حشد كبير من الناس حتى وصل إلى قصر الذهب مقر الحكم وأذن للناس جميعاً بالدخول للتفرج على "الشمسة" الفاطمية وهى حلية ضخمة كانت ترسل إلى الكعبة فى موسم الحج بصحبة قائد خاص لتعلق فى وجه الكعبة وكانت تشبه الشمس ولها ذراعاً تشبه أشعة الشمس وتدل على شهور السنة وكل ذراع ينتهى بحلية على شكل هلال يرمز للشهور القمرية وكان المعز قد أمر بنصبها فى إيوان القصر يوم عرفة وزينها فى أبهى زينة لتبهر الأنظار وذهل الناس عندما رأوا كل هذا القدر من الذهب والياقوت الأحمر والأصفر والأزرق وفى جوانبها مكتوب آيات الحج بزمرد أخضر وحشو الكتابة بدرر كبيرة وحشو "الشمسة" بالمسك المسحوق وبعد ذلك أمر المعز للناس جميعاً بالدخول للطعام وكان يضم عشرات الأنواع التى لم يرها المصريون من قبل ومنها الأطعمة التى لازالت مرتبطة بعيد الأضحى حتى الآن واستمرت هذه العادة تتكرر كل عام حتى أصبحت هذه العادات وهذه الأطعمة جزءاً من احتفال المصريين بالعيد، أما بالنسبة لأشهر أنواع الأطعمة التى يقبل عليها المصريون فى العيد فيأتى الرقاق على القمة.
وإذا كان المصريون يميزون احتفالاتهم بالعديد من الأكلات الجميلة، إلا أنهم لا ينفردون بهذه العادة فالشعوب العربية كلها أيضاً تميز أعيادها بالأطعمة فمثلاً فى السودان يأكلون كبد الخروف والكرشة بالفول السودانى وشوربة بمسحوق البامية المجففة تسمى "أم رقيقة" وفى المغرب تعد وجبة تسمى "باليولفاف" وهى الكبد ملفوف فى شرائح من لحم الخروف مع الكسكسى المغربى، أما فى ليبيا فيأكلون الأمعاء محشوة بالخلطة مع الكوراع بالشطة، وإذا انتقلنا للجناح الآسيوى من العالم العربى فى السعودية مثلاً تعد الكبسة من الأرز واللحم والمكسرات إلى جانب الدغابيس والعصيدة هى الطعام الرسمى للعيد، وفى عمان يأكلون "المشاكيك" وهى عيدان خشبية تثبت فيها قطع اللحمة وتشوى على الفحم، وإذا كان الخروف هو الشعار الرسمى للاحتفال بعيد الأضحى فإن مواطنى البحرين يفضلون فى هذا اليوم إلى جانب الفتة واللحمة أكل "المحشة" وهى دجاج مقلى مع البطاطس وأرز بحمص الشام.