جاء إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن دخول خفض التمثيل الدبلوماسي لدى الفلسطينيين حيز التفيذ اعتبارًا من اليوم الإثنين، متزامنًا مع ختام جولة في المنطقة لمستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، قالت التقارير إنها خصصت لتسويق "صفقة القرن" لحل يرفضه الفلسطينيون وبعض الأطراف العربية للصراع مع إسرائيل.

إيلاف: قال بيان الخارجية الأميركية إنه "في الرابع من مارس 2019، سيتم دمج قنصلية الولايات المتحدة العامة في القدس بسفارة الولايات المتحدة في القدس لتشكلان بعثة دبلوماسية واحدة".

وتعتبر إسرائيل أن القدس بكاملها، بما في ذلك القدس الشرقية التي احتلتها وضمتها إسرائيل عام 1967، "عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم"، الأمر الذي لا يحظى باعتراف دولي.

وكانت القنصلية الأميركية في القدس مثلت بحكم الأمر الواقع سفارة لدى الفلسطينيين منذ توقيع اتفاق أوسلو في تسعينات القرن الماضي. وهي تعد أعلى بعثة دبلوماسية أميركية إلى الفلسطينيين، الذين يسعون، بدعم دولي، إلى أن تصبح القدس الشرقية عاصمة الدولة، التي يريدون تأسيسها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

تحسين الفاعلية&
وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن هذه الخطوة التي أعلن عنها في أكتوبر 2018 لن تشكل تغييرًا في السياسة، وتهدف إلى تحسين "الفاعلية".

لكن المسؤولين الفلسطينيين اعتبروا أن هذا القرار هو خطوة أخرى ضدهم من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي جمدوا الاتصالات معها بعد قراره في 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، روبرت بالادينو، إن القرار جاء من أجل كفاءة العمل، ولكي تكون هناك "استمرارية كاملة للنشاط الدبلوماسي، والخدمات القنصلية الأميركية".

أضاف في بيان: "لا يشير القرار إلى تغيير في السياسة الأميركية بشأن القدس، أو الضفة الغربية أو قطاع غزة". وتابع بالادينو: "الحدود المفصلة للسيادة الإسرائيلية في القدس تخضع لمفاوضات الوضع النهائي، بين الطرفين".

وأثار أعلان قرار إنشاء بعثة دبلوماسية واحدة في القدس، في أكتوبر الماضي مخاوف الفلسطينيين، من أن إدارة ترمب تقلل من شأن التعامل مع مخاوفهم بشأن مدينة القدس المتنازع عليها التي تضم أماكن مقدسة في اليهودية والإسلام والمسيحية.

جولة كوشنر
يشار إلى أن هذه التطورات المتسارعة، تأتي في ختام جولة لمستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، شملت كلًا من تركيا ومصر والسعودية والإمارات وقطر لإجراء محادثات تركزت على خطة أميركية للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن".

قال كوشنر، الذي يتولى مسؤولية وضع سياسة واشنطن بشأن إسرائيل والفلسطينيين، إن الخطة ستتناول قضايا الوضع النهائي للصراع، بما في ذلك ترسيم الحدود.

وقال مسؤولون أميركيون إن جولة كوشنر في المنطقة تهدف إلى إطلاع دولها على الشق الاقتصادي لخطة السلام، التي تعتزم إدارة ترمب الإعلان عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية في أبريل المقبل.

وكان كوشنر أعلن في الآونة الأخيرة أن الإدارة الأميركية ستقدّم خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي يطلَق عليها "صفقة القرن"، بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرّرة في التاسع من أبريل المقبل.

وأعلنت القيادة الفلسطينية رفضها المسبق خطة السلام الأميركية، بعدما أعلن ترمب أنها ستُسقط موضوع القدس من طاولة المفاوضات. كما أوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأميركية، بعد إعلان ترمب، في السادس من ديسمبر 2017، الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة الأميركية إليها.