لندن من كمال قبيسي: الفرق بين أسامة بن لادن وأخيه غير الشقيق، يسلم، هو كالفرق بين الوردة وأشواكها، ففي الوقت الذي يبث فيه الأول رائحة الدم المسفوك وثاني أوكسيد الكاربون المنبعث من سيارات مفخخة وتفجيرات ويحرّض الناشطين بفروع «القاعدة» على قطع الرؤوس وذبحها على الطريقة الأصولية في العراق وسواه، يطل أخوه غير الشقيق بنظرة إلى الرؤوس والذقون مختلفة تماما، فيطرح في الأسواق بدءا من الاثنين المقبل عطورا ولوسيونات خميرتها من النرجس والياسمين للرجال والنساء، وبماركة عالمية مسجلة تحمل اسمه الأول، تملأ حياة الناس بالبهجة. ويسلم، هو في الحقيقة يسلم بن لادن، المقيم منذ 1985 بجنيف، في سويسرا، حيث يملك ويدير الشركة السعودية للاستثمار، المعروفة باسم «سيكو» في بلاد الساعات، وهي شركة ناشطة في حقول تجارية عدة، وتملك ماركة «بن لادن» العالمية المسجلة باسمها منذ عامين، والتي استثمرت 500 ألف يورو، أي تقريبا 623 ألف دولار، لإنتاج العطور واللوسيونات الجديدة في زجاجات صغيرة، ستباع الواحدة منها بستين يورو في أسواق الاتحاد الأوروبي بدءا من الاثنين، وعليها رمز YB المشتق من الحرفين الأولين لاسم يسلم بن لادن، والشبيهين بالخط الذي اعتمده مصمم الأزياء الفرنسي الراحل، إيف سان لوران، كرمز لماركاته الشهيرة. وشرح يسلم في بيان بثه أمس في وسائل الإعلام إنه استعرض بأنفه 30 نوعا من الروائح منذ بدأ بالتجارب قبل عام لإنتاج ما قال عنه إنه «حلم الطفولة» حتى وقع اختياره على النرجس والياسمين «كخميرة أساسية للأريج الجديد (..) ولأن العطر سلعة شخصية، فقد قررت أن أضع عليه اسمي الشخصي، لا اسم عائلتي»، بحسب ما ورد في البيان الذي أشار فيه إلى أن طرح العطر الجديد في الأسواق سيتم خلال «المعرض العالمي للسوق الحرة» الذي ستبدأ فعالياته غدا في مدينة كان، على الساحل الجنوبي لفرنسا. والمعروف عن يسلم، 54 سنة، أنه واجه مشكلات متنوعة بسبب تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) قبل 3 سنوات، وبعضها خطير جدا. ففي أوائل العام الماضي مثلا حققت الشرطة السويسرية مع 7 مؤسسات لها علاقة بشركة «سيكو» بتكليف من القضاء الفرنسي، الذي كان يشتبه ذلك الوقت بعمليات غسيل للأموال قام بها يسلم، الحاصل على الجنسية السويسرية، والمصنف بين أغنى 300 رجل أعمال في سويسرا، حيث قدروا ثروته بحوالي 150 مليون فرنك سويسري، أي أكثر من 120 مليون دولار، بحسب جرد نشرته مجلة «بيلان» الاقتصادية في جنيف، لكن يسلم شرح الأمور لقاض فرنسي استجوبه مرات عدة، بل قدم له ما يثبت بأنه بعيد تماما عن عمليات التبييض المالي، فخرج بريئا. ثم اصطدم يسلم بمشكلة مع زوجته السويسرية، وانتهت بطلاق بينهما قبل عام، وكذلك برغبة لدى ابنته وفاء، المقيمة حاليا في لندن، حيث تعد نفسها لتصبح مطربة أغاني بريطانية شعبية.