تنافس روسي _أميركي على نتائجها
الانتخابات في اوكرانيا قد تتحول لثورة "كستناء"

فالح الحُمراني من موسكو: قبل بوم واحد من الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا المقررة غدا الاحد، تشير استطلاعات الراي العام الى ان رئيس الوزراء فيكتور يانكوفيتش المدعوم من روسيا، وزعيم حركة "اوكرانيا بيتنا الليبرالية " فيكتور يوشينكا الموالي للغرب، هما اقوى المتنافسان على منصب الرئيس. وهناك توقعات من قبل مراقبين بان انتخابات الرئاسة في أوكرانيا قد تنتهي لا الى فرز الأصوات وإنما إلى أزمة سياسية واسعة النطاق عندما سينزل الناس الى الشوارع في محاولة التأثير في قرار اللجنة الانتخابية المركزية، او انها ستطلق شرارة " ثورة كستناء" على غرار ثورة الورود في جورجيا .
وهذه هي رابع انتخابات رئاسية في اوكرانيا منذ اعلانها الاستقلال عام1991 .ويحتاج الفائز في الانتخابات الحصول على اكثر من 50% من اصوات الناخبين ال 37،6مليون ناخب الذين سيشاركون فيها.وافتتحت في اوكراينا 33،3 الف قسما انتخابيا و125 في الخارج.
ورمت موسكو وواشنطن بثقليهما للتاثير على نتائج الانتخابات ففيما قام الرئيس فلاديمير بوتين لزيارة لكييف لتقديم الدعم ليانكوفتش الذي يوعد بانه سينتهج سياسة تحالفية مع موسكو، هددت واشنطن بانها ستفرض عقوبات على اوكراينا اذا ما وقعت انتهاكات لصالح بانكوفيتش والتضييق على وسائل الاعلام.
وصرح رئيس المجلس المدني الوطني الروسي للشؤون الدولية سيرغي ماركوف في مؤتمر صحفي عقد في المركز الإعلامي للنادي الروسي "انتخابات - 2004" بكييف بأن "انتخابات الرئاسة في أوكرانيا قد تنتهي لا الى فرز الأصوات وإنما إلى أزمة سياسية واسعة النطاق عندما سينزل الناس الى الشوارع في محاولة التأثير في قرار اللجنة الانتخابية المركزية".
وأشار الى "أننا قد شهدنا البروفة" في اشارة الى أحداث 23 تشرين اول (أكتوبر) في كييف حين اشتبك المتظاهرون ومن بينهم نواب برلمان مع جنود القوات الداخلية.
ولاحظ المحلل السياسي فيتالي تريتياكوف، ان الساحة الانتخابية الأوكرانية تشهد لأول مرة خلال الأعوام القليلة الماضية صراعا سياسيا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. فقد توافد عدد لا يحصى من الخبراء على اختلاف تخصصاتهم على كييف من الولايات المتحدة وروسيا. منوها بان الذين يتعاملون مع يوشينكو هم الأميركيون والروس على السواء، في حين يتعامل مع يانوكوفيتش الوافدون من روسيا فقط. وحسب معلوماته فثمة من بين الذين يتعاملون مع يوشينكو مبعوثو رجل الاعمال وخصم بوتين " بوريس بيريزوفسكي". ويرى تريتاكوف في مقال نشره في موسكو: ان المعركة الانتخابية الأوكرانيةالحالية ترافقها مواجهة بين واشنطن وموسكو تشبه المواجهة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة إبان حرب فيتنام ولكن دون استعمال السلاح.وأتيح لروسيا لأول مرة خلال سنوات طويلة ان تتغلب على الأمريكان سياسيا.
ولاحظ ان وهناك ما يبرر بل يستدعي مشاركة "خبراء" موسكو في الحملة الانتخابية الأوكراني: أولا إن الولايات المتحدة تدخلت في الانتخابات الرئاسية الروسية عام 1996 على هذا النحو. ثانيا إن الولايات المتحدة فعلت هذا مرارا وتنوي الاستمرار في هذا الخط في سائر البلدان الأخرى الكائنة في الساحة السوفيتية سابقا أي في مجال المصالح الحيوية الروسية. ثالثا إن النشاط الروسي في أوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية ليس إلا ردا على النشاط الأمريكي الهادف إلى دعم مرشح الفريق الذي يتغافل عن المصالح الروسية. رابعا إن الأمريكان وضعوا بالفعل سيناريو "ثورة الكستنا" لأوكرانيا على غرار "ثورة الورد" في جورجيا الجمهورية القوقازية السوفيتية السابقة.ويمكن القول، إذن، ان النشاط السياسي الروسي في أوكرانيا في الوقت الراهن هو رد للنشاط الأمريكي. وإذا التفتنا إلى حقيقة ان أوكرانيا أبعد عن الولايات المتحدة من فيتنام وانه يقيم فيها ملايين الروس فنخلص إلى استنتاج أننا مدعوون للتصويت لصالح مرشح محدد لمنصب رئاسة جمهورية أوكرانيا. كما قال تريتياكوف.