نصر المجالي من لندن: طالب برلمانيان فلسطينيان في المجلس التشريعي وهما عبد الجواد صالح وحسن خريشة اليوم بضرورة استجواب كل من محمد رشيد المستشار المالي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكذلك زوجة الرئيس السيدة سهى عرفات من جانب المجلس لتقصي مصير مبالغ مالية ضخمة تخص الشعب الفلسطيني، كان يديرها رشيد بمعرفة من عرفات وزوجته، وهي عبارة عن استثمارات في شركات عربية وعالمة وكذلك في العقارات، ونقلت صحيفة بريطانية معروفة اليوم تصريحات لعبد الجواد صالح الذي مثل محافظة رام الله والبيرة في المجلس التشريعي.

ويعتبر صالح ضمن مجموعة فلسطينية ظلت على الدوام تطالب القيادة الفلسطينية بضرورة إصلاحات شاملة ليس فقط على الصعيد السياسي ، بل على الصعيد الاقتصادي أيضا، وكان على طرفي النقيض مع الجهات المقربة من الرئيس عرفات، إذ طرد من إحدى جلسات المجلس التشريعي قبل شهرين لإثارته قضية الإسمنت وتورط شخصيات فلسطينية في استيراده لصالح إسرائيل التي استخدمته في بناء الجدار العازل.

يشار إلى أن آخر التقارير الطبية الصادرة عن مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي ذكرت اليوم أن الزعيم الفلسطيني يعاني من هبوط حاد في عمل الكبد، بينما كان تقرير صحافي فرنسي ذكر أن مستشفى بيرسي لم يجر مخططا ثانيا يعتبر مهما لتحديد طبيعة قيام دماغ عرفات بمهماته.

وقالت صحيفة "ليبراسيون" إن أطباء المستشفى العسكري وهو الأهم في العالم لأمراض الدم يواجهون ضغوطا كبيرة من أجل عدم تمكينهم من إجراء المخطط الدماغي الثاني الذي سيحدد النتيجة الحتمية لمصير الرئيس عرفات، واشارت الصحيفة إلى أن عملية تخطيط الدماغ جرت مرة واحدة يوم الخميس الماضي فقط.

وتقول معلومات من عواصم عديدة، أن تأخير إعلان مصير عرفات الذي يمر بحالة تجمع بين الحياة والموت منذ خمسة أيام، يعود لعاملين مهمين، أولهما التوصل إلى نتيجة في مسألتي تحديد مكان دفنه، إذ لا تزال إسرائيل تمانع في دفنه حسب وصيته في القدس، وتجري محادثات بشأن ذلك بين أطراف فرنسية وإسرائيلية وفلسطينية، أما الأمر الثاني، فهو يتعلق بضرورة اتفاق القيادة الفلسطينية على اسم الشخصية التي ستخلف عرفات. وتوالي القيادة الفلسطينية اجتماعاتها منذ أمس للتوصل إلى قرارات حاسمة وفي وقت قريب.

كما أن هذه القيادة ستستمع الليلة وغدا إلى تقرير شامل يقدمه العقيد محمد دحلان وزير الأمن السابق، الذي وصل إلى رام الله قبل ساعات موفدا من عائلة الرئيس عرفات لإبلاغ القيادة الفلسطينية بآخر التقارير والتطورات، وكان دحلان أحد مرافقين قلائل اصطحبوا عرفات في رحلته الباريسية إلى جانب كل من محمد رشيد والسيدة سهى عرفات ومستشار عرفات نبيل أبو ردينة.

وقالت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية ذات الانتشار الواسع في تقرير لها اليوم أن تدهور صحة عرفات، شجع مجددا أحد أعضاء المجلس التشريعي وهو عبد الجواد صالح على الدعوة مجددا إلى إجراء تحقيق مع محمد رشيد مستشار عرفات المالي الذي يسيطر على حسابات تقدر بمليارات الدولارات لصالح منظمة التحرير الفلسطينية ولا يعرف مصيرها إلا هو واسمه الأصلي خالد سلام إضافة إلى سهى عرفات.

وفضلا عن دعوة عبد الجواد صالح، فإن عضوا آخر في المجلس التشريعي هو حسن خريشة ابلغ الصحيفة من جانبه "سنظل وراء محمد رشيد حتى نعرف مصير تلك المليارات من الدولارات، فهي أموال الشعب الفلسطيني".

يذكر أن آخر تقرير مالي صدر بشكل رسمي عن السلطة الوطنية الفلسطينية في الشهر الماضي أشار إلى أن ميزانية السلطة تعاني عجزا ماليا في كل شهر يبلغ 73 مليون جنيه.

وقال البرلماني الفلسطيني حسن خريشة متفقا مع زميله عبد الجواد صالح في تصريحاته أنه يعرف "ثلاثة أو أربعة من الموالين للسيد عرفات لهم حسابات بنكية سرية في الخارج، فالسيد عرفات دفع كثيرا من أموال الشعب الفلسطيني لهؤلاء لشراء ذممهم وليكونوا موالين له".

يذكر أن عبد الجواد صالح شغل منصب وزير الزراعة في ثاني حكومة فلسطينية شكلها عرفات في العام 1998 ،وكان عرفات شكل خمس حكومات قبل حكومتي محمود عباس وأحمد قريع، وجاء اعتذار عبد الجواد صالح عن المشاركة في الحكومة الثالثة وشغل المنصب الوزاري الذي عرض عليه، وذلك لتمسكه برفضه السياسات التي تمارسها السلطة الفلسطينية التي ظل يتهمها بالفساد، وهو دعي لتقديم شهادة أمام اللجنة المالية التابعة للكونغرس الأميركي في 4 شباط ( فبراير) الماضي، و كانت مهمة اللجنة تقصي الفساد في الأراضي الفلسطينية.