أسامة مهدي من لندن : اعتبرت مصادر عراقية اعلان رئيس الوزراء اياد علاوي اليوم عن امكانية اجراء الانتخابات العامة المقبلة على مدى اسبوعين او ثلاثة بمثابة حل وسط لارضاء المصرين على اجرائها في موعدها في الثلاثين من الشهر المقبل والمطالبين بتأجيلها ستة اشهر اخرى فيما اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله لعلاوي في موسكو دعم بلاده للعراق ضد الارهاب في وقت بحث الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق مع نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري امن الحدود المشتركة بينما نسف مسلحون الليلة كنيستين في مدينة الموصل الشمالية .
وقالت المصادر التي تحدثت معها " إيلاف" اليوم ان علاوي يهدف من اشارته هذه إرضاء المراجع الدينية وخاصة الشيعية والاحزاب التي وقفت مع الحكومة وايدتها في اجراء الانتخابات في موعدها واضفاء مصداقية على تأكيدات المسؤولين العراقيين والاميركيين الذين ما فتئوا يعلنون ان الانتخابات ستجري في موعدها المحدد اضافة الى عدم التجاوز على قانون ادارة الدولة الذي نص على ضرورة اجراء الانتخابات التي ستختار 275 عضوا في المجلس الوطني "البرلمان" قبل نهاية كانون الثاني (يناير) عام 2005 باعتبار ان عدم الالتزام ببنود القانون قد يدفع اطرافا اخرى الى الطلب بتأجيل المواعيد المقررة الاخرى بالنسبة الى اختيار حكومة دائمة وكتابة دستور دائم واختيار برلمان دائم في نهاية العام 2005 وهو ما سيؤدي الى افشال العملية السياسية وادخال البلاد في دوامة اضطرابات لايمكن التكهن بنتائجها السلبية على العملية الديمقراطية في العراق .
واضافت المصادر ان اجراء الانتخابات على مدى اسابيع في بعض المناطق المضطربة يعني تأجيلا للعملية الانتخابية اسابيع عدة ومنح السلطات العراقية حرية تحريك قواتها بين المدن العراقية لضمان سلامة الانتخابات فيها بالتتابع وضمان الامن الذي تتحجج القوى المطالبة بتأجيل الانتخابات بانهياره في الضغط لعدم اجرائها في موعدها وتأجيلها اشهراعدة في محاولة من علاوي لاقناعها او عدد منها بالتخلي عن مقاطعتها والمشاركة فيها .
وقد اتصلت "إيلاف" هاتفيا برئيس المفوضية العليا للانتخابات الدكتور حسين الهنداوي وسألته عما اذا كانت المفوضية مستعدة لاجراء الانتخابات والاشراف عليها طوال هذه الاسابيع كما اشار علاوي الا انه اعتذر عن الاجابة قائلا انه يريد الاطلاع على تصريحات رئيس الوزراء كاملة ودراستها مليا ثم اتخاذ قرار بشأنها . وتتوزع مواقف العراقيين اليوم بين مؤيّـد لإجراء الانتخابات في موعدها، وآخر يدعو إلى إرجاء الموعد لحين توفّـر فُـرص أفضل لإجرائها على نحو صحيح. وفيما يصر ممثلون عن غالبية الأحزاب والتيارات الشيعية على إجراء الانتخابات في موعدها يُـطالب ممثلون عن السنّـة العرب بتأجيلها فيما يتخذ الاكراد موقفا توفيقيا حيث انهم يؤكدون انهم على استعداد للمشاركة فيها في موعدها ولكن اذا تقرر اجماع على تأجيلها فانهم لن يعارضوا ذلك .
وقال علاوي اليوم إن الانتخابات يمكن أن تجري على اسبوعين أو ثلاثة اسابيع كي يتسنى لكل ناخب الادلاء بصوته في أمان مؤكدا في تصريحات صحافية انها ستجري كما هو مقررعلى الرغم من استمرار العنف.
واوضح انه لضمان مشاركة كل العشائر والاعراق والطوائف الدينية في أمان فان الانتخابات يمكن أن تجري على مراحل بحيث يتم التصويت في أيام مختلفة حسب توزيع المحافظات. وقال "اعتقد أنه يمكن تخيل توزيع عملية التصويت على 15 او 20 يوما بحيث يختلف الموعد حسب المحافظة " مضيفا ان هذا سيتيح اتخاذ إجراءات أمنية كافية.
وحول تصريحات المبعوث الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي بأنه سيكون من الصعب اجراء الانتخابات اذا استمر العنف اجاب علاوي "تاريخ 30 كانون الثاني تحدد. يمكن ان يكون لكل انسان رأيه...ولكن الانتخابات ستجرى." وقال إن الهدوء مستتب في 14 أو 15 من محافظات العراق الثماني عشرة وإنه في العديد من بؤر الاضطراب السابقة مثل مدينة الصدر في بغداد ومدينة النجف في الجنوب تجري الآن أعمال إعادة الإعمار على قدم وساق. وأضاف أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة وأنه سيسمح للمراقبين الاجانب بمتابعة كل مراحل التصويت.
واليوم دعا الامين العام للجامعة العربية الى مؤتمر"للمصالحة" الوطنية في العراق قبل الانتخابات مؤكدا ان الوقت ما زال متاحا لعقده.
وقال موسى ان "الوضع في العراق يتطلب عملية مصالحة فورية وشاملة" حتى يمكن ان تتم الانتخابات بمشاركة كل القوى العراقية وبشكل "يكفل مصداقية" لها .
واعتبر موسى ان "الوقت ضيق ولكنه كاف" للاعداد لهذا المؤتمر وعقده قبل الانتخابات مشيرا الى ضرورة "عدم استبعاد" اي قوة عراقية في اشارة الى القوى السياسية السنية وشدد على اهمية دور الامم المتحدة في العراق في الاشراف على العملية السياسية.
وأعلن الرئيس العراقي غازي الياور خلال لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن أمس التزامه وبوش بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
وحث الياور العراقيين بأطيافهم كافة على المشاركة في الانتخابات وانتقد موقف علماء السنة الداعي الى مقاطعتها، مؤكدا أنه لن يسمح "لجيوش الظلام" بإذكاء حرب أهلية في العراق. وقال إن "من الظلم أن يطلق على المتمردين العراقيين أنهم من السنة" موضحا أنهم "خليط من الناس يجمع بينهم شيء واحد هو الكراهية للمجتمع العراقي والكراهية للديمقراطية". وتوقع الياور أن تبقى القوات الأميركية في العراق مدة ستة أو ثمانية أشهر أو عام.
من جهته ربط بوش بين الانتخابات العراقية والهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في جدة أمس، قائلا "إن الإرهابيين عاقدون العزم على إخراج الانتخابات العراقية عن مسارها". وأضاف أن القادة العسكريين الأميركيين الذين يعملون مع السفير الأميركي في العراق جون نغروبونتي والقوات العراقية سيفعلون ما بوسعهم لتأمين المناطق التي تجرى فيها الانتخابات، مستبعدا إمكانية ضمان الأمن في جميع المناطق.
وشن المسلحون المتمردون في الاشهر الاخيرة هجمات متكررة على الشرطة العراقية والحرس الوطني في اطار حملة منسقة في ما يبدو لتقويض قوات الامن الناشئة في البلاد قبل الانتخابات.
علاوي بحث مع بوتين الارهاب والانتخابات
وفي موسكو قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله اياد علاوي اليوم الثلاثاء انه "لا يتصور كيف يمكن تنظيم انتخابات في ظروف احتلال تام" للعراق "من قوات اجنبية".
ونقلت تقارير صحافية عن بوتين قوله لعلاوي "بصراحة، لا يمكنني ان اتصور كيف يمكن تنظيم انتخابات في ظروف احتلال تام لبلد من قوات اجنبية. ولا اتصور ايضا كيف ستتمكنون، بمفردكم، من اعادة الوضع في البلاد الى طبيعته ومنع تفككه".
واشارالى ان روسيا دعمت القرار 1546 الصادر عن مجلس الامن الدولي حول تنظيم انتخابات في العراق في 30 كانون الثاني . وقال "اننا مستعدون لمساندة جهودكم الهادفة الى ارساء الاستقرار في البلاد. واننا نراقب بقلق كبير صعوبة العمليات في بلد ارتبطنا معه منذ مدة طويلة بعلاقات صداقة".
واضاف "اننا متضامنون مع نضالكم ضد الارهاب ونفهم ان هناك عمليات في العراق تتجاوز اطار هذه المشكلة".
ومن جهته اعلن علاوي أن قرار موسكو شطب ديون العراق "سيساهم من دون اي شك في أن تلعب روسيا دورا رياديا في اعادة اعمار الاقتصاد والصناعة في العراق".
واعتبر علاوي ان زيارته الى روسيا هدفها "ترميم العلاقات التاريخية" بين الشعبين واضاف "ان بلدنا يمر باوقات صعبة. نحن نواجه ظاهرة الارهاب الدولي والمحلي لكننا نؤمن باننا سننتصر بفضل موقف الدول الصديقة والدول العربية وبفضل شجاعة شعبنا".
الجعفري بحث الاوضاع في العراق مع الاسد
وفي دمشق اجتمع الرئيس السوري بشار الاسد مع نائب الرئيس العراقي ابراهيم الجعفري حيث جرى تبادل وجهات النظر حول الساحة العراقية وسبل تطوير العلاقات بين البلدين الجارين لما فيه خير الشعبين الشقيقين كما قال ناطق باسم الجعفري .
واشار عبد الرزاق الكاظمي في تصريح صحافي ارسل الى " إيلاف " انه تم خلال الاجتماع تسليط الاضواء على ملف الانتخابات القادمة في العراق وضرورة اجرائها في موعدها المحدد في الثلاثين من كانون الثاني المقبل لما فيه من اثار بناءة على المسيرة السياسية وصولا الى انتخاب الحكومة الموقتة وصياغة الدستور الدائم ، واستقرار العراق وانعكاساته الايجابية على الدول الاقليمية المجاورة .
واضاف انه تمت الاشادة بمستوى الوعي الذي يتحلى به الشارع العراقي ازاء محاولات بث الفرقة والتناحر الطائفي والقومي والسياسي التي تسعى اليها العناصر الارهابية ، كما جرى التأكيد على اهمية تعاون سورية في دعم العراق لحفظ امن حدوده المشتركة وعلى اهمية مساندة العملية السياسية في العراق من اجل الوصول الى تحقيق اهداف الشعب العراقي في السيادة والاستقلال ، ووحدة العراق وبناء الحياة الديمقراطية , التي تعزز استقرار البلاد ليأخذ العراق دوره الاقليمي والدولي الفاعل والمؤثر في المنطقة والعالم.
وقال ان الرئيس السوري أكد دعم بلاده حكومةً وشعبا للجهود البناءة التي تبذلها القوى السياسية الوطنية العراقية في المرحلة الحساسة من تاريخ العراق لتحقيق اهداف الشعب العراقي وتطلعاته المشروعة في عراق موحد مستقل كريم .
نسف كنيستين في الموصل
وفي مدينة الموصل الشمالية قام مسلحون الليلة باقتحام كنيستين وامروا الحراس بالمغادرة ثم قاموا بتفجير الكنيستين بوساطة عبوات ناسفة ثم منعوا سيارات الاطفاء من اطفاء النيران التي شبت فيهما.
وتشهد الموصل التي تسكنها عائلات مسيحية كثيرة اعمال عنف موجهة ضد المسيحيين منذ اسابيع شملت عمليات تفجير كنائس واغتيالات واختطاف وتفجير مخازن الامر الذي خلق ذعرا بين المسيحيين العراقيين الذين يقارب عددهم المليون من عمليات ارهابية منظمة تستهدفهم ما دفع بحوالي الفي عائلة الى هجرة العراق الى دول مجاورة وخاصة الى سورية .
التعليقات