نبيل شرف الدين من القاهرة: في تصريحات خاصة أدلى بها لشبكة إيلاف الإخبارية، ألمح الناشط الحقوقي المصري ـ الأميركي د. سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية في القاهرة إلى أن المحامين الذين رفضت محكمة جنوب القاهرة قبول دعواهم التي طالبوا فيها بإسقاط الجنسية المصرية عنه، أنهم قد يكونوا مدفوعين من قبل أجهزة حكومية في مصر للنيل منه، كما ربط توقيت تحركهم القضائي المرفوض هذا بإعلانه الاعتزام بالترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية من جهة، وتصريحاته التي قال فيها إن مركز ابن خلدون الذي يرأسه سيراقب الانتخابات القادمة في مصر .

ومضى إبراهيم قائلاً إنه بافتراض صحة قيام هذا العدد من المحامين (300 محام) برفع الدعوى التي رفضتها المحكمة، فإنه لا يشكل وزنًا بالنظر إلى أن في مصر ما يربو على ربع مليون محام، وبالتالي لا يشكل ثلاثمائة منهم نسبة تذكر .

تأتي هذه التصريحات على خلفية إعلان محكمة الجنايات في القاهرة عدم اختصاصها بالنظر في شكوى تقدم بها 300 محام مصري يطلبون فيها سحب الجنسية المصرية من الناشط المصري في حقوق الإنسان سعد الدين إبراهيم، وقال المحامون في شكواهم إن إبراهيم أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في القاهرة ورئيس مركز ابن خلدون لحقوق الإنسان "أساء" إلى مصر في عدد من البرامج التلفزيونية، غير أن المحكمة أكدت في معرض رفضها أن سحب الجنسية المصرية هو من اختصاص وزير الداخلية وفق القانون.

وكان القضاء المصري برأ في الاستئناف إبراهيم في 18 آذار (مارس) الماضي من تهمة مماثلة بـ "الإساءة إلى سمعة مصر وتلقي أموالا من الخارج خاصة من الاتحاد الأوروبي ومن جامعة حيفا الإسرائيلية، وحلف شمال الأطلنطي، وذلك بعد أن كانت محكمة ابتدائية قد قضت بسجن إبراهيم سبعة أعوام بتهمة تلقي أموال من الخارج، وقد أثار هذا الحكم موجة انتقادات واسعة في أوروبا والولايات المتحدة ، كما يتعرض مركز ابن خلدون الذي ينظم ندوات لمثقفين وإصلاحيين مناوئين للتشدد الديني لحملات انتقاد عنيفة في الصحافة المحلية المصرية، سواء الحكومية منها أو الموسومة بالمستقلة .

تقرير الانتخابات

على صعيد متصل صدر تقرير مركز ابن خلدون بشأن مراقبته للانتخابات التكميلية استهله برصد لجنة المراقبة قائلاً إنها تكونت من 15 مراقب قسموا إلى ست مجموعات ووزعوا على ست مقرات انتخابية هي مقر كلية البنات الانتخابي ( 4 مراقبين) ، مقر مدرسة رفاعة الطهطاوي الانتخابي (مراقبين) مقر المدرسة الفكرية الانتخابي ( مراقبين)، مقر المدرسة النموذجية الانتخابي( مراقبين) ، مقر نادي السكة الحديد الانتخابي (مراقبين)، مقر مدرسة السيدة نفيسة الانتخابي (مراقبين) وقام محمد منصور رئيس اللجنة بالتنسيق والمرور على جميع اللجان وتدوين ملاحظات المراقبين حول سير العملية الانتخابية، و يلاحظ ان اللجنة راقبت سير العملية الانتخابية في هذه المقرات الست فقط من اصل 28 مقر انتخابي . هذا وقد حاول كل المراقبين الدخول إلى مكان صناديق الانتخاب لمراقبة مدي نزاهة عملية التصويت الا ان الأمن منع دخولهم حتى بعد ان ابرز اعضاء اللجنة ما يفيد بأنهم مراقبون محايدون للعملية الانتخابية ، فاكتفى المراقبون بمراقبة العملية الانتخابية من خارج اللجان .

ملاحظات المراقبين

وقد تركزت ملاحظات المراقبين حول الآتي :

1 ـ ان العملية الانتخابية كانت هادئة في جميع اللجان ولم تشهد اي حوادث عنف او مشاجرات باستثناء بعض الاحتكاكات البسيطة التي حدثت بين مؤيدي الحزب الوطني ومؤيدي حزب الغد خاصة في مقر لجنة كلية البنات .

2 ـ تميزت الانتخابات بضعف الإقبال الجماهيري في معظم فترات اليوم الانتخابي وايدت ذلك الأرقام الحكومية التي قدرت عدد من أدلى بصوته بحوالي 4713 من اصل 163800 صوت انتخابي داخل الدائرة أي بنسبة 5و2 % فقط . كما رصد المراقبون غياب عدد كبير من مندوبي المرشحين مما أخر عملية التصويت في بعض اللجان .

3 ـ أجمع المراقبون في المقار الست على ان عناصر الأمن لم تتدخل بشكل مباشر في العملية الانتخابية لصالح مرشح الحزب الحاكم ولم تؤثر على الناخبين أو مضايقة مؤيدي المرشحين المنافسين للحكومة .ولكن قام عدد من افراد الأمن بسؤال مراقبي المركز عن سبب وجودهم بطريقة حادة ، وعندما اجابوهم بأنهم مراقبين محايدون للعملية الانتخابية وابرزوا لهم ما يثبت ذلك وافقوا بامتعاض على وجودهم خارج اللجان.

4 ـ قام المراقبون بسؤال عينة عشوائية من الناخبين حول حيادية القضاة وهل اذا ما تدخلوا للتأثير على الناخبين للتصويت لمرشح الحكومة فأجابوا بالرفض.

5ـ رصد المراقبون وجود اخطاء كثيرة في جداول الناخبين تمثلت في وجود اختلاف في أحد أسماء الناخب او تكرار الاسم اكثر من مرة في الجداول الانتخابية او عدم وجود الاسم أصلا في الجدول الانتخابي و قبل بعض القضاة تصويت الناخبين ذوي الأخطاء في الأسماء بينما رفض بعض القضاة الآخرين ذلك.

6 ـ لاحظ المراقبون ان الناخبون يقومون بالانتخاب بواسطة البطاقة الشخصية وبعضهم بالبطاقة الانتخابية وهو ما جعل مندوبي المرشحين الآخرين يوجهون اتهامات صريحة بأن أنصار مرشح الحزب الوطني يقومون بالانتخاب مرتين مرة بالبطاقة الشخصية ومرة بالبطاقة الانتخابية.

7 ـ رصد المراقبون مساندة حكومية واضحة لمرشحة الحزب الوطني تمثلت في:

* حضور وزير القوى العاملة ورؤساء الاجهزة الحكومية لتأييد مرشحة الحكومة .
* حضور مجموعة كبيرة من اتوبيسات شركات البترول المملوءة بالموظفين لانتخاب مرشح الحكومة وبسؤال مجموعة منهم عن سبب اختيارهم للسيدة ثريا لبنة مرشحة الحكومة تهرب البعض من الاجابة واجاب البعض بتردد ان ذلك جاء بناء على اوامر من قيادات وزارة البترول .
* رصد مراقبي لجنة رفاعة الطهطاوي وصول مجموعة سيارات لنقل الناخبين إلى هذه اللجنة وبسؤال من فيها من قبل المراقبين عن المرشح الذين سيقومون بانتخابه أجابوا بأنه الجمل (الرمز الانتخابي للسيدة ثريا لبنة مرشحة الحكومة) ولوحظ عدم معرفتهم لاسم مرشح الحكومة أصلا ، وقد أجاب بعضهم انهم يتلقون مساعدات مالية من مجموعة من الجمعيات الخيرية وأن هذه المساعدات مشروطة بالتصويت لصالح مرشح الحكومة .
* تم رفع اسم المرشح محمود عبد الموجود من الترشيح وابلاغ الناخبين ان هذا المرشح شطب نظرا لحكم المحكمة الصادر قبل يوم واحد من يوم الانتخابات في الساعة الثالثة عصرا وذلك للطعن في صفته الانتخابية كمرشح عمال رغم ان هذا المرشح كان يخوض الانتخابات سابقا لصالح الحزب الوطني تحت نفس الصفة ، ثم فجأة أعيد تسجيله مرة أخرى داخل السباق الانتخابي بعد تقديم استشكال لوقف الحكم في الواحدة ظهر يوم الانتخابات مما أفقد المرشح فرصته في المنافسة خلال الفترة الصباحية بالاضافة إلى ان سلطات الامن لم تعلن عن رجوعه إلى المنافسة بصورة واضحة مثلما اعلنت على استبعاده من السباق.
* قام المراقبون باستطلاع نسبة التصويت لكل مرشح عن طريق اختيار عينة عشوائية من الناخبين فحصلت مرشحة الحزب الحاكم السيدة ثريا لبنة على 80% من اصوات مقر كلية البنات و90% في مقري المدرسة الفكرية والنموذجية وحصلت على 80% في مقر نادي السكة 90% وحصلت على 50% في مقر مدرسة السيدة نفيسة. وهي نسبة مقاربة إلى النتائج النهائية التي أعلنت لاحقا .

الفرز والنتائج

واختتم التقرير قائلاً إن عملية التصويت أغلقت في السابعة مساء، وقد رفضت قوات الامن دخول لجان المراقبة للجان الفرز كما تعاملوا مع مندوبي المرشحين بخشونة زائدة وعدائية واضحة، لوحظ أن الصناديق لم تكن زجاجية كما وصلت بعض الصناديق بدون تشميع بالشمع الاحمر ، واكتفت بعض قوات الامن بلصق هذه الصناديق بشريط لاصق فقط وقد حملت هذه الصناديق أرقام اللجان: 105 ؛ 107 ، 108 ، 109 ، 111، 112، 19، 2 ، كما لاحظ المراقبون أن بعض الصناديق لم تكن مغلقة أصلاً، طبقا للإجراءات القانونية وهذه الصناديق تحمل أرقام اللجان 38، 4، 22، وقد جاءت النتائج النهائية المعلن بفوز السيدة ثريا لبنة مرشحة الحزب الوطني بـ 2916 صوت، وحصل السيد محمود عبد الجواد على 531 صوت، وحصل السيد عبد العظيم العجان على 515 وحصل السيد هشام إبراهيم على 255 صوت وحصلت السيدة إيمان محمد على 88 صوت. من مجموع الأصوات الصحيحة وهي 4404 صوتاً .