محمد الشايظمي الدار البيضاء: شرعت المحكمة الوطنية في العاصمة التركية اسطنبول صباح اليوم في محاكمة مغربي يدعى "زكرياء صبح" أوقف قبل أربعة أشهر من طرف السلطات التركية بتهمة الإرهاب.

و كان المشتبه به أوقف بعد معلومات استخباراتية راقبت تحركاته، و اللقاءات التي أجراها مع بعض العناصر العربية، والأجنبية التي تقيم على الأراضي التركية الموضوعة تحت المراقبة من طرف جهاز الأمن الداخلي.

ووجه الإدعاء العام التركي عقب استيفاء التحقيقات معه من طرف قاضي التحقيق المكلف تهم التخطيط و التدبير لنسف كنيسة يهودي في استنبول، و التدرب على تطوير مركبات يمكن أن تستعمل في تفجيرات، بما فيها صواعق و مواد ناسفة.

و لم يعلم بعد ما إذا أمكن للمغربي الإستعانة بمحام مختص في إطار المساعدة القضائية التي توفرها المحكمة للمتهم، خلال أولى الجلسات التي تشهد تورط مغربي في الإعداد لأعمال أرهابية داخل التراب التركي.

و جاء في ملف قاضي التحقيق ان زكرياء صبح التقى في مدينة اسطنبول شخصا آخر ليبي مشتبه في انتمائه إلى الجماعة الليبية المقاتلة إحدى الجماعات المصنفة دوليا على أنها تنظيم إرهابي، بعد ما ثبت أنها تابعة فكريا لتنظيم القاعدة المحظور، و واجهته في شمال إفريقيا.
و لم يقر المغربي ما إذا كان ينتمي إلى الجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة التي يتزعمها المغربي" محمد الكربوزي" الملقب بأبو إلياس، و المقيم في لندن منذ 16 سنة، و الحاصل على الجنسية البريطانية.

و هي الجماعة التي كانت أعلنت بيانها التأسيسي من اسطنبول قبل سنوات، بهدف تجميع المغاربة الذين خضعوا لتدريبات في افغانستان خصوصا معسكر "خلدن"، و آخرين متأثرين بمنهج تنظيم القاعدة لخوض ما أسموه بالجهاد على أرض المغرب، و تسهيل هجرة المغاربة إلى أفغانستان للتدرب هناك على السلاح و الجهاد من خلال شبكات توفرت لها الموارد المالية بشكل جيد، هذا و تشتبه السلطات المغربية في وقوف الجماعة المقاتلة وراء تفجيرات الدار البيضاء العام الماضي هذا و لم ترشح معلومات عن إذن السلطات القضائية التركية لأحد من السفارة المغربية في استنبول بحضور ممثل عنها أطوار المحاكمة بصفة مراقب، كما هو متعارف عليه في العرف الدبلوماسي.

و بمقابل ذلك، راسلت السلطات المغربية قبل أسبوعين نظيرتها التركية بخصوص مشتبه به تركي يدعى "عبد الله أسوسان"، قالت أنه على علاقة بمجموعة من العناصر التي ثبت تورطها في التفجيرات الإرهابية التي شهدتها الدار البيضاء العام الماضي.

و طالبت السلطات المغربية الجهات المختصة في تركيا في إطار التعاون الأمني بين البلدين بمزيد من المعلومات بخصوص المشتبه به، و إذا ما كانت بحوزتها إضافات إلى ملفات التحقيق التي لم تعرف جميع ملابساتها لحد الساعة، و ما إذا أمكن المشتبه التركي أن يكشف عن مزيد من الأسماء المغربية التي تورطت في الحادث سواء داخل المغرب أو خارجه، إلى جانب الكشف عن بعض المعطيات حول المغاربة الذين كانوا في معسكرات التدريب في أفغانستان و اللذين التقى بهم هناك.