قال ان اقتراح السعودية ارسال قوات اسلامية الى العراق مهم
باول : قلقون من فرض ايران نفوذ في جنوب العراق

أسامة مهدي من لندن: اكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان بلاده لاتشعر بالارتياح لمحاولات ايران فرض نفوذ في جنوب العراق وقال ان اقتراح السعودية ارسال قوات اسلامية الى العراق يستحق الدراسة والمتابعة، فيما اوضح نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح انه بحلول شهر كانون الاول(ديسمبر) المقبل يكون مبلغ 90 مليار دولار قد تدفق على العراق لدفع عجلة الاقتصاد وامتصاص البطالة .

واضاف باول في مؤتمر صحافي مشترك مع صالح في بغداد اليوم انه بحث مع المسؤولين العراقيين عمليات اعادة الاعمار وتحسين الاقتصاد وهزيمة المتمردين الذين يريدون حرمان الشعب العراقي من الامن والاستقرار والديمقراطية .

واكد ان الولايات المتحدة ملتزمة بدعم العملية السياسية في العراق وهزيمة الارهابيين واجراء الانتخابات في موعدها مطلع العام المقبل لاختيار مجلس تشريعي وحكومة جديدة وكتابة دستور دائم واجراء انتخابات عامة حوله نهاية العام 2005 . واشار الى ان المؤتمر الوطني الموسع الذي كان مقررا لانعقاده غدا قد تم تاجيله ليس لاسباب امنية وانما لفسح المجال امام مزيد من المناقشات التي تكفل تمثيله لاكثر قوى الشعب العراقي .

واوضح انه بحث في بغداد مسالة الاسراع باطلاق الاموال المخصصة للاعمار وقال ان تحسن الاقتصاد وتحقيق الامن وجهان لعملة واحده لان حل مشاكل البنية التحتية واعادة اعمار المؤسسات الخدمية وخاصة الماء والكهرباء سيساعد على تحقيق الاستقرار واضاف ان عمليات البناء لن تعيقها اعمال المتمردين الذين " سنردعهم ونهزمهم ولن نسمح لهم سواء كانوا من الداخل او قادمين من الخارج ان يحرموا العراقيين من الحرية والديمقراطية " كما اكد .

وحول اقتراح السعودية ارسال قوات اسلامية الى العراق للمساعدة على تحقيق الامن شدد الوزير الاميركي على ان هذا الاقتراح " مهم ويستحق الدراسة والمتابعة " وقال انه يرمي الى خلق ظروف تشجع الدول الاسلامية على ارسال قوات الى العراق مشيرا الى ان مباحثات حوله تجري بين الرئيس الاميركي جورج بوش والامين العام للامم المتحدة كوفي انان والمسؤولين السعوديين اضافة الى العراقيين الذين قال انهم اصحاب القرار في النهاية حول هذه القضية .

وعن اعتبار وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان لايران العدو الاول للعراق اكد باول ان بلاده لاتشعر بالارتياح لمحاولات ايران ايجاد نفوذ لها في الجنوب العراقي وقال ان من مصلحة ايران ان تعمل من اجل عراق امن مستقر واشار الى انه يجب دراسة ما اذا كان الارهابيون الذين ينفذون عمليات التفجير والاختطاف والاغتيال هم من عناصر داخلية ام قادمون من خارج الحدود .

وفيما اذا ستتخذ القوات المتعددة الجنسيات اجراءات لوقف عمليات الاختطاف او اطلاق المختطفين حاليا اشار باول الى ان هذه القوات لن تدخر جهدا في العمل من اجل ذلك يالتعاون مع القوات العراقية وقال ان الخاطفين " قتلة وارهابيون" وعلى العالم ان يتوحد ويقف بوجههم داعيا الى اتخاذ اجراءات اكثر شدة لحماية الشركات المتعاقدة العاملة في العراق من اجل اعادة الاعمار .

واضاف انه لايرى اي مبررات لتاجيل الانتخابات العامة وقال انه يتابع جولة رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي العربية مشيرا الى انه حقق نجاحا في التواصل مع جيران العراق وبقية الدول العربية وقال ان قوات بلاده لاتريد البقاء في العراق وانما هي ضيفة عليه لمساعدة قواته على تحقيق امن واستقرار العراقيين ومواجهة المتمردين الذين يريدون اعادة العراق الى عهد صدام حسين .

ومن جهته قال برهم صالح ان حكومة بلاده ملتزمة بمواصلة العملية السياسية وهزيمة الارهابيين واجراء الانتخابات والتنسيق مع المسؤولين الاميركيين للاسراع في عمليات الاعمار وتنفيذ المشاريع الاقتصادية .

واضاف انه بحلول الشهر الاخير من العام الحالي يكون قد وصل الى العراق من الدول المانحة مبلغ 90 مليار دولار لدفع عملية الاعمار واعادة بناء البنية التحتية وخلق وظائف وفرص عمل جديدة لتنمية اقتصاد البلاد .. ثم اشار الى القاء القبض على عدد من منفذي عمليات الاختطاف والاغتيال .

وكان باول الذي غادر بغداد بعد زيارة مفاجئة استمرت ساعات عدة قد اجرى مباحثات مع الرئيس العراقي غازي الياور .