رانيا حمود من بيروت: تتساءل الاوساط السياسية والاعلامية اللبنانية عن ما إذا كان مشروع ضمان الشيخوخة سيشكل قنبلة تفجر مجلس الوزراء الذي سينعقد غداً في آخر جلسة له في شهر آب (أغسطس)، أم أنه سيمر بهدوء بذريعة المحافظة على مناخ التهدئة الذي تكّون اثر اللقاء الذي جمع رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني مع العميد الركن رستم غزالة رئيس فرع الامن والاستطلاع التابع للقوات السورية العاملة في لبنان وذلك في " بلدة عنجر " البقاعية على الحدود السورية _اللبنانية؟
رغم أن مشروع ضمان الشيخوخة الذي يحرص الرئيس إميل لحود على مناقشته في جلسة الغد وإحالته الى مجلس النواب وإقراره بأسرع وقت ممكن ، لم يخرج من دائرة الخلاف والتجاذبات التي اتسعت خلال الساعات الماضية . إلا أن مصادر سياسية استبعدت أن يشكل هذا البند مادة للخلاف في جلسة الغد ، مشيرة الى ان الاتصالات نشطت في الساعات الاخيرة لمعالجة الخلافات وتطويق ذيولها من أجل إبقاء النقاش في مجلس الوزراء تحت سقف التهدئة .
واستغربت مصادر رئاسية مقربة من رئاسة الجمهورية اللبنانية الحملة التي يشنها البعض على هذا "المشروع الانساني" والاصرار على إدخاله ضمن المزايدات السياسية و إضفاء عليه صبغة " الاستحقاق الرئاسي"، علماً أن الرئيس لحود يتمسك بتطبيقه منذ وصوله الى سدة الرئاسة ، وهو مشروع ينادى به منذ الاستقلال ولم يخرج الى النور إلا في العهد الحالي.
وعماّ إذا كان هذا المشروع سيبصر النور أم لا ، أكدت المصادر ذاتها أن " ضمان الشيخوخة " لا يؤثر سلباً على خزينة الدولة ولا على الضمان ولذلك " أكد الرئيس لحود أمام زواره أمس أن المشروع سيحال قريباً على مجلس النواب لإقراره"، وهو حريص على إعطائه الاهمية كغيره من القوانين التي تمس الطبقة الفقيرة في لبنان، خصوصاً بعدما تم اصدار قانون المعاقين في لبنان بعد سنوات من التأخير .
وفي هذا السياق، دعا أعضاء وفد المنظمة العربية للمعاقين ، الرئيس لحود ، الى السعي لدى القادة العرب من أجل دعم مطالب المعاقين وتطبيق العقد العربي الخاص بهم.
وكان الرئيس لحود استقبلهم أمس على هامش مشاركتهم في اجتماع " الاسكوا" لوضع آلية تنفيذ العقد العربي للمعاقين الذي أقرته القمة العربية في تونس ومناقشة مسودة الاتفاقية الدولية للإعاقة وخطة العمل في المرحلة المقبلة .