أكد يحي بدر الدين الحوثي عضو مجلس النواب وشقيق الزعيم الديني المتمرد حسين بدر الدين الحوثي لـ" إيلاف " ان شقيقه حسين لم يكن في يوم من الأيام زعيم تنظيم سياسي او منظمة خارجة على النظام القانون ، مشيرا إلى أنه بدأ منذ سنة ونصف تقريبا بعد عودته من الدراسة في السودان يعقد مجالس لتفسير القران الكريم في منزله وهي مجالس مقيل وتخزين قات مع بعض المحاضرات والتدريس في القران الكريم وعلومه.
وتساءل الحوثي ما لذي ستجنيه الحكومة من قتل شقيقي حسين بدر الدين الحوثي ؟ ، مضيفا لماذا لا تعمل حكومتنا مثل العراق عندما اجتمع أهل الحل والعقد وخيروا مقتدى الصدر ان يعمل له حزب سياسي وينخرط في الحياة السياسية ، لماذا لا يطلب الرئيس من حسين ان يعمل له حزب سياسي وينخرط في الحياة السياسية كغيرة من السياسيين.
ضد الزيدية والاثنى عشرية
وعند سؤاله عن انخراط حسين في الاثنى عشرية وتركه للمذهب الزيدي وهو الأمر الذي جعل والده يتبرأ منه " كما يشاع " قال الحوثي ان أخي حسين لم ينخرط في يوم من الأيام في المذهب الاثنى عشري او الجعفرية بل هو ضدها تماما وعنده العديد من المآخذ عليها ولا يمكن ان ينضم إليها لأنه ضدها تماما ، ام المذهب الزيدي فهو ضد الزيدية التي يمثلها المرتضى المحطوري وأمثاله " وكلنا " ننتقد هذه الزيدية التي تتماشى مع الدجل الكذب والخداع ، اما مااشيع عن تبرؤ والدي منه فهذا غير صحيح ولم يحصل ان اختلفا في يوم من الايام ، ابي مجتهد وشقيقي مجتهد وبينهما تفاهم وانسجام كبير.
وأضاف الحوثي : على ذكر والدي ، هل تعرف انه الآن محاصر في منطقة الرزامات مع عبدالله عيظة الرزامي " احد مساعدي شقيقه حسين" وان القوات الحكومية تقصف منزل والدي باستمرار ، وتساءل : أين حقوق الإنسان وأين الإنصاف من المسؤولين عندما يضربون منزل عالم مجتهد بلغ الثمانيين من العمر واعزل من السلاح تماما.
وأكد الحوثي أن جبل مران لازال يشتعل من كثرة الغارات الحكومية عليه ، مشيرا إلى أن الأخبار التي وصلت مساء أمس من جبل رازح غربي مران تقول أن ليلة أمس شهدت قصفا مكثفا على الجبل من قبل القوات الحكومية وان الجبل كان يشتعل إلى وقت متأخر من الليل بفعل الغارات الجوية والضرب العسكري المكثف عليه.
الرئيس لم يدعم أخي
وحول ما أشيع أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كان يدعم شقيقه حسين الحوثي الذي تطارده السلطات اليمنية منذ ما يقارب الشهرين في جبال مران غربي محافظة صعده " 240 كيلو متر شمال العاصمة اليمنية صنعاء " وهو الدعم الذي قيل انه بلغ عشرة ملايين ريال شهريا قال يحي الحوثي ان هذه الإشاعات محض افتراء ولا أساس لها من الصحة ، مضيفا أن الرئيس لم يدفع فلسا واحدا لشقيقه وإذا ثبت أن شقيقه حسين الحوثي استلم ريالا واحدا من الرئيس شخصيا او من السلطة فانه مستعد لإرجاعها كاملة.
وأضاف الحوثي أن الرئيس كان يدفع 400 ألف ريال للشباب المؤمن وقيادته " رافضا ذكر هذه القيادة " وان أخي حسين لم يكن منهم أبدا.
الفتاوى الدينية عبث
كما انتقد الحوثي الفتاوى التكفيرية التي نشرتها بعض الصحف المحلية وهي الفتاوى التي أصدرها ابي الحسن المأربي مؤسس دار الحديث بدماج " معهد سلفي " مشيرا إلى ان السلطة اليمنية لم تقم على أساس شرعي وديني بحيث تبني مواقفها على الفتاوى بل إنها سلطة ديمقراطية قامت على الدستور والقانون والانتخابات وبذلك يكون مردها هذه المراجع لا الفتاوى الكيدية التي تشجعها ، مضيفا ان هذه الفتاوى ما هي إلا عبث وإذا فتح النظام لها الباب وشجعها فإنها ستكون وبالا عليه في الأخير.
كلام الهتار مردود عليه
بالإضافة الى ذلك فقد نفى يحي الحوثي التصريحات التي أدلى بها القاضي حمود الهتار عضو المحكمة العليا وعضو لجنة الوساطة التي شكلت في وقت سابق للوساطة بين الحوثي والقوات الحكومية لـ" إيلاف " جملة وتفصيلا ، مشيرا إلى ان القاضي الهتار لم يتحرك من مدينة صعده ولم يعرف مديرية حيدان او جبل مران لذلك فتصريحاته عارية عن الصحة ومردودة عليه ، مؤكدا ان السلطات العسكرية المرابطة في صعدة هي التي افشلت جهود لجنة الوساطة التي كان عضوا فيها حينما ضربت الموقع المتفق عليه بين اللجنة وشقيقه حسين الحوثي بطائرات الاباتشي.
وقال الحوثي انه وأعضاء اللجنة تفاجئنا ونحن نرى الطائرات الحربية تضرب المكان المتفق عليه بيننا وبين حسين وفي ذات التوقيت المتفق عليه ان نذهب نحن " اللجنة " في طائرة هليوكوبتر ، لكن للأسف تم ضرب المكان وقتل جميع المواطنين الآمنين الذين كانوا فيه يلوحون للطائرة بالنزول ويستقبلونها على أنها تحمل أعضاء اللجنة من العلماء الأجلاء والمشايخ والوجاهات الاجتماعية.
وكان القاضي الهتار قد نفى في تصريحات لـ"إيلاف " نشرتها في وقت سابق ان تكون القوات الحكومية هي من أفشلت مهام لجنة الوساطة مشيرا إلى أنها كانت تدافع عن نفسها عندما ضربت الموقع المتفق عليه بين الحوثي ولجنة الوساطة.
من جهة ثانية قالت مصادر محلية في صعده أن القوات الحكومية واصلت عملياتها العسكرية على جبل السليمان في منطقة مران الذي لم تسيطر عليه بعد، مشيرة إلى وجود مقاومة عنيفة من بقايا عناصر أتباع الحوثي ، فيما تقوم القوات الحكومية بمواصلة تمشيط منطقة الجميمة والسليمانية كما تقوم بشق طرق جديدة لتسهيل وصول الآليات العسكرية الثقيلة إلى المواقع العسكرية التي استحدثتها على قمم جبل الحكمي الذي سيطرت عليه الأسبوع الماضي.
وحسب المصادر فإن أنصار الحوثي قد لجئوا إلى جبل السليمان المطل على مران إثر استيلاء القوات الحكومية على جبل الحكمي، فيما نفذت مجاميع منهم السبت هجوما على معسكر البقع الحدودي شمال صعده ، إلا أن الهجوم بحسب مصادر عسكرية لم يسفر عن أية ضحايا .
عملية التنمية في صعده
وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد ربط بين توقف عملية التنمية في محافظة صعدة وأحداث التمرد الذي يقوده حسين الحوثي ، لكنه طمأن قيادات وأعيان ومشائخ صعدة الذين اجتمع بهم صباح اليوم ، وأكد أن كافة الجهود ستبذل من أجل إعادة الطمأنينة والأمن والاستقرار إلى كافة المناطق في محافظة صعده ودون التأثير على سير عملية التنمية وبناء المشاريع وتوفير الخدمات الاساسية.
وأشارإلى أن التنمية لن تتحقق "في ظل سيطرة الأفكار المنحرفة على عقول بعض شباب صعدة والمغرر بهم من قبل المتمرد حسين الحوثي والمتنافية مع قيم الإسلام وثوابت شعبنا وأهداف ثورته وقيمه وأخلاقه بإنكارها للسنة النبوية الشريفة والإساءة إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامي بل ولقدسيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعاء الاصطفاء ورفض الديمقراطية والشرعية الدستورية وحق الشعب في اختيار حكامه وممثليه إلى السلطات الدستورية والقيام بإخلال الأمن والاستقرار وغير ذلك من الانحرافات الخطيرة التي يعرفها الجميع في محافظة صعده".
وأكد أهمية دور أبناء صعده من أعضاء مجلس النواب(البرلمان) ومجلس الشورى وأعضاء المجالس المحلية والمشائخ والأعيان والوجاهات الاجتماعية في إنهاء تمرد الحوثي وأفكاره ، التي وصفها بـ" البذرة الخبيثة الغريبة على ديننا وشعبنا ووطننا" .
وقال أن لأبناء صعده دور في محاصرة التطرف والانحراف وفي ترسيخ الأمن والاستقرار ومساعدة المغرر بهم في السير على جادة الصواب والتخلص من كل ما من شأنه الإساءة إلى محافظة صعده وأبنائها الطيبين والأوفياء والمخلصين الذين استشهدوا من اجل انتصار الثورة والوحدة .
التعليقات