وجود قواتها في أفغانتسان والعراق يعطي الولايات المتحدة كما يبدو الحق بالتصرف وكأن لها السلطة العليا دون العودة بالتشاور إلى شريك أوروبي ، هذا الوضع دفع بقيادة القوات الألمانية إلى رفع صوتها المنتقد بعد أن كان منخفضا ولا يكاد يسمع إلا في غرف اجتماع القيادة. فعندما يتعلق الأمر يتعلق بالتدريبات أو المهمات الدولية أو وضع استراتيجية يكون الصوت الذي له الكلمة الأخيرة هو صوت الجنرالات الأمريكيين اللذين، كما الشكوى التي تقدم بها ضباط كبار في سلاح الجو الألماني، لا يعيرون أي اهتمام للشركاء. ورفع ضابط في مركز التدريب في القاعدة الجوية الأطلسية المتواجدة في دسيمومانو بجزيرة سردينا كتابا إلى قيادته في برلين قال فيه علينا إما الخضوع التام لأمرة الولايات المتحدة أو الهروب منها. بينما قال زميل له في سلاح الجو لم يعد هناك أي تنسيق في العمل بين القيادة الأمريكية وبقية الدول كما كان الأمر سابقا وعاد بالفائدة على العديد من زملائه.

وأعطت القيادة العسكرية الأمريكية تقنيتها العسكرية المتفوقة الأولوية وتريد على أساس ذلك توسيع نطاق سلطتها، لهذا لم يخف الجنرال الألماني فلتر يرتس قائد سلاح الجو بأن تعالي الجنود الأمريكيين لا يلمس فقط في المهمات بل بالتباهي بقطاعهم الصناعي الحربي. ومن يريد الحصول على معلومات عسكرية أمريكية عليه في المقابل تقديم معلومات ، وهذا لا يتطابق مع ما تعلن عنه واشنطن بأنها تريد أوروبا قوية ولن تتقاعس عن تقديم عون لها، فأوروبا ضعيفة لا تخدم مصالحها، بل وضع استراتيجية مشتركة تخدم مصالح الجميع.

ورغم قول المفتش في سلاح الجو الألماني الجنرال هاينس مارتزي بأنه لا يرى فقط السلبيات في العلاقات مع واشنطن فالصورة الأخيرة عن الوضع الأطلسي إيجابية، والقيادة الأمريكية لا تسعى أبدا لإضعاف ألمانيا، إلا أنه يلاحظ منذ فترة توجهات لعزلها داخل حلف الناتو نتيجة التقارب الشديد بين كندا والولايات المتحدة.
في الوقت نفسه أكد بأن التعاون بين الشركاء الأطلسيين أصبح أكثر عمقا بعد حادثة الحادي عشر من أيلول لأن الأمريكيين بحاجة إلى الأوروبيين ويتقبلون عملهم في مجالات محددة، ولا يمكن القول "بأننا تقنيا متفوقين فهناك أركان لا مكان لنا فيها".