عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: منعت الشرطة العراقية وقوات الحرس الوطني العراقي موكب الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر من الوصول لمسجد الكوفة، لالقاء خطبة الجمعة ظهر امس وناب عنه احد مساعديه في المدينة لالقاء الخطبة وامامه عدد من اتباعه، ومنعت الشرطة العراقية ومسلحون من منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، عددًا آخر من اتباع الصدر سلكوا ممرًا جانبيًا بين النجف والكوفة من الوصول لمسجد الكوفة، حسب ما افاد احد المقربين من الصدر في بغداد. واضاف ان الاعتقالات تتواصل ضد اتباع الصدر في مدينة النجف التي شهدت اعنف مواجهات الشهر الماضي، استمرت لثلاثة اسابيع انتهت باتفاق اشرف عليه المرجع الشيعي علي السيستاني.

وحول الوضع في مدينة الصدر ببغداد قال مقرب من الصدر، بان عربات عسكرية اميركية جابت الحارات والشوارع ، تحث الناس على تسليم اسلحتهم الثقيلة، لكن احدًا لم يستجب لذلك مصرًا على عدم تسليم أي قطعة سلاح معتبرًا ما لديهم اسلحة شخصية دفاعية، ومتهمًا القوات الاميركية بانها تريد تجريدهم من اسلحتهم المتوسطة التي يتمكنون بها من صد هجمات الجنود الاميركيين ، ليتسنى لهم بالتالي تطويعهم او قتلهم، نافيًا أي اتفاق نهائي تم بينهم وبين الحكومة العراقية المؤقتة او القوات الاميركية، انما هناك مفاوضات مع الاميركيين تتعثر دائما بمطالب اميركية بتجريدهم من السلاح وممانعة ممثلي الصدر في المدينة لتفيذها.

وكانت مسيرة من عشرات الاشخاص سارت بعد صلاة الجمعة في النجف القديمة توجهت إلى ضريح الإمام علي صباح مطالبين برحيل مقتدى الصدر وعناصر ميليشياته عن مدينتهم.

وردد المتظاهرون هتافات غاضبة ضد مقتدى الصدر واتهموه هو وأتباعه بتدمير مدينتهم (يامقتدى شيل ايدك اهل النجف ماتريدك) واتهم اتباع الصدر مؤيدين لمنظمة بدر بتنظيم تلك المظاهرة.

في الفلوجة اندلعت مواجهات للمرة الاولى بين القوات الاميركية ولواء الفلوجة الذي تشكل بعد معارك دامية في المدينة بين جنود المارينزومسلحين في المدينة. واسفرت المواجهة المسلحة ليل امس عن اربعة قتلى. ويأتي هذا التطور بعد الغارات الانتقائية الاميركية على مدينة الفلوجة وحل شرطتها اواخر الشهر الماضي الامر الذي يفسره مراقبون بالتمهيد بهجوم موسع على المدينة شبيه بما حصل في النجف.

و تظاهر عصر امس مصلون من اهالي الفلوجة بتحريض من ائمة الجمعة فيها ضد القوات الاميركية والحكومة العراقية المؤقتة. حيث قال احد الائمة موجهًا كلامة لحكومة الدكتور اياد علاوي «اين هي وعودكم (بالتعويضات)؟ كل قراراتكم غير إنسانية ونحن نرفض اي هجوم على مدينتنا وحل الشرطة».

واضاف «هناك يوميًا انفجارات وسيارات مفخخة في بغداد (...) هل رأيتم سيارة مفخخة واحدة في الفلوجة وهل تعلمون لماذا؟ لأنه لا يوجد اميركيون في مدينتنا». وأضاف «لا يوجد أمن في العراق إلا في الفلوجة وسنعمل لطرد المحتلين».

من جهته قال الشيخ عبد الله الجنابي رئيس «مجلس المجاهدين»، الهيئة التي تدير المدينة بشكل شبه رسمي، متوجهًا إلى الاميركيين «ان الحرب لن تتوقف الا بعد مقتل آخر فرد منا او منكم». فيما شدد زميله الشيخ حامد الدليمي إمام مسجد الرحيم، احد اكبر مساجد الرمادي، ان «الاميركيين لم يأتوا الى العراق كمحررين وإنما كمفسدين ومن اجل القضاء على الإسلام. يجب بالتالي محاربة الأميركيين...".

وفي الموصل شمالا تجددت المواجهات بين مسلحين يعتقد انهم يوالون مقتدى الصدر في مدينة تلعفر ذات الاغلبية التركمانية وبين القوات الاميركية اسفرت عن مقتل 8 اشخاص من المدنيين وشوهدت طائرات الهليكوبتر تحلق في المكان حسب مراسل لوكالة رويترز في المدينة.

تزامنت مع هذه المواجهات والاعتقالات لبعض اتباع الصدر في النجف مع عودة تفجيرات انابيب النفط العراقية حيث مازال انبوب النفط الاستراتيجي الذي يربط كركوك بمرفأ جيهان التركي مشتعلًا ، بعد يومين من تعرضه لهجوم ادى الى وقف صادرات النفط انطلاقا من شمال العراق. فيما تعرض انبوبان للنفط في جنوب العراق اليوم السبت للتخريب مما انعكس على الصادرات النفطية كما اعلن المدير العام لشركة نفط الجنوب جبار علي العيبي.

وقال لوكالة الأنباء الفرنسية "ان التخريب الحق اضرارا بانبوبين للنفط، الاول ينقل عبره النفط الى محطة الكهرباء في الحارثة (10 كلم الى شمال البصرة) والثاني الى بلدة نهر عمر في الزبير".

في تداعيات محاولة اغتبال الدكتور احمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي اعترفت جماعة اسلامية عراقية بمسؤوليتها عن حادث اغتيال الذي ادى لمقتل اثنين من حراسه وفقد اثنين وجرح اخرين اذ ذكرت قناة الجزيرة القطرية انها تلقت شريط فيديو من جماعة تطلق علي نفسها الجيش الاسلامي في العراق تحدث فيه امام الكاميرا احد الرجال الاربعة والذي توفي في وقت لاحق متأثرا بجراحه.

وكان الجلبي في الطريق الى بغداد عندما نصب كمين لركب سياراته يوم الاربعاء عائدا من زيارة لآية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلى في العراق عندما تعرضت سياراته للهجوم.
وقالت الجزيرة " ادعى الرهينة في الشريط ان ثلاثة من رفاقه قتلوا في الحادث كما تحدث عن علاقة الجلبي بالكونغرس الاميركي وايران وقال ما يسمى بالجيش الاسلامي ان الرهينة الذي ظهر في الشريط توفي متأثرا بجراحه".

وفي لندن نفى الدكتور صلاح الشيخلي لجريدة الشرق الاوسط مانشرته جريدة هآراتس الاسرائيلية عن وجود لوبي عراقي في الحكوكة العراقية يدعو لاقامة علاقات مع اسرائيل، وقال «كان هناك مؤتمر صحافي دعت اليه وزارة الخارجية البريطانية وضم اكثر من 40 صحافيا، وقد وجه لي مراسل «هآرتس» سؤالا حول نية الحكومة العراقية اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل»، وأضاف اجابتي كانت انه «ليس في اجندة الحكومة العراقية مثل هذا الموضوع، وان امامها من المشاكل والاولويات ما يجعلها بعيدة عنه».

من جانب آخر ذكر في بغداد اليوم ان الرئبس العراقي غازي الياور سيبدأ بزيارة له لالمانيا مابين الثامن والعاشر من شهر سبتمبر الجاري تلبية ‏لدعوة من المستشار غيرهارد شرويدر. ومن المقرر ان يجتمع الياور الذي يزور برلين في ختام زيارة ستاخذه ايضا الى ‏باريس، التي كانت انباء تحدثت عن تاخيرها بسبب تداعيات ازمة الصحافيين الفرنسيين المحتجزين في العراق، بعدد من المسؤولين الالمان ومنهم نظيره هورست كويلر ووزير الخارجية ‏يوشكا فيشر ووزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية هادي ماري فيشوريك - تسويل.


سقوط ثلاث قذائف هاون بالقرب من مركز المؤتمرات في بغداد
أما في بغداد فسقطت ثلاث قذائف هاون صباح اليوم بالقرب من مركز المؤتمرات في بغداد حيث كان المجلس الوطني الانتقالي منعقدا، وهو برلمان يتمتع بسلطات تشريعية محدودة.

وهزت الانفجارات المبنى حيث طلب رجال الامن من المندوبين الابتعاد عن النوافذ.

ويقع مركز المؤتمرات في "المنطقة الخضراء" المحاطة بالحراسة الشديدة والتي تضم مقر الحكومة الانتقالية والسفارة الاميركية.

عمليات خطف تستهدف موظفين كبارا غرب بغداد
من جهة أخرى اعلنت الشرطة العراقية اليوم ان مسلحين خطفوا قبل اسبوع عددا من المسؤولين في المؤسسات العامة في محافظة الانبار غرب بغداد، متهمين اياهم "بالاثراء الشخصي" و"التعامل مع الاميركيين".

وقال الملازم عبد الستار الدليمي "ان ستة رجال مسلحين خطفوا فوزي جاسم الدليمي، مدير البريد والاتصالات في محافظة الانبار".

من جهة ثانية، قتل نجل اللواء محمد حيدر الدليمي، مدير الجهاز اللوجستي في شرطة الانبار ليل الجمعة السبت امام منزله على ايدي ثمانية رجال مسلحين يستقلون سيارتين، بحسب ما ذكر النقيب في الشرطة مجيد الدليمي.
وخطف قبل اسبوع صبحي عبيد، رئيس دائرة المياه في المحافظة، على ايدي مسلحين اثناء توجهه الى مكتبه.

ولقي عبد اللطيف ابراهيم العبيدي، المدير المساعد للدائرة النفطية في الانبار، المصير نفسه الاثنين. فقد خطف في وسط الرمادي بحسب ما ذكرت الشرطة.

وكانت مجموعات مسلحة اعلنت انها ستخطف "كل الموظفين الكبار في المحافظة لانهم فاسدون وتم تعيينهم من جانب التحالف". وقدم محافظ الانبار في الرابع من آب/اغسطس استقالته من منصبه بعد الافراج عن ابنائه الثلاثة.