سلطان القحطاني من الرياض: قالت مستشارة البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس إن الشعب الأميركي يعلم أن السعودية أصبحت الآن شريكة في الحرب على الإرهاب "كما أننا حررنا خمسين مليون نسمة وأزلنا نظامين وحشيين من الحكم ويعلم الشعب الأميركي أن سياسية الرئيس هي أن يقضي على قيادة القاعدة، التي اعتقل أو قتل ثلاثة أرباعها حتى الآن، وحرمانها من الأرض التي تتخذ ملجأ آمنًا فيها" وأكدت أن عالم القاعدة والإرهاب آخذ في الضيق"

وقالت في تصريحات رصدتها " إيلاف " "ما من شك في أن المتمردين يحاولون جاهدين الإخلال بالعملية الانتخابية التي يجري الاستعداد لها حاليا في العراق" إلا أنها أعربت عن ثقتها بأن المتمردين "لن ينجحوا لأن الشعب العراقي ماض على طريق الانتخاب في كانون الأول (ديسمبر) أو كانون الثاني(يناير)المقبلين .

ونوهت رايس في مقابلة لها في برنامج "واجه الشعب" على شبكة سي بي إس بما تحقق في العراق من تقدم على طريق المسيرة الديمقراطية نتيجة "إقامة حكومة مؤقتة ونقلنا لها سلطة السيادة وتم تشكيل مجلس وطني لم يكن تشكيله ممكنا من قبل." لكنها أقرت بوجود جماعات تريد العودة بالعراق إلى "عهد القبور الجماعية وغرف التعذيب والسعي في سبيل الحصول على أسلحة التدمير الشامل وتهديد الجيران." وأكدت رايس أن شيئا من هذا القبيل لن يحصل، إذ يجري بناء قوات الأمن العراقية بسرعة وقد ثبت أنها تستطيع الأداء بنجاح كما حدث في النجف وتمت تسوية الوضع "دون الحاجة إلى اقتحام الأماكن المقدسة هناك، والواقع أن القوات العراقية هي التي تسيطر على الوضع في المدينة." وشددت على أن المتمردين لن ينجحوا في زعزعة الوضع.

وقالت رايس ردا على سؤال حول تزايد عدد الهجمات والإصابات "إن الهجمات شهدت موجات من المد والجزر مع الوقت" لكنها قالت إن المهم أن هناك الآن حكومة في العراق تقاوم التمرد بينما تقبل جماعات العراقيين على الالتحاق بالقوات العراقية من أمن وشرطة وجيش وحرس وطني. وكشفت عن أن القوات الأميركية تواصل في الوقت ذاته الإغارة لضرب مواقع المتمردين في مواقع التمرد بما فيها الفلوجة التي وصفتها بأصعب المناطق

وأضافت رايس أن من "الخطأ القول بأن هذه المناطق لا تشهد نشاطا سياسيا. فالواقع هو أن رئيس الوزراء علاوي كان فاعلا في اتصالاته مع زعماء تلك المناطق داعيا إياهم إلى الانضمام إلى جانب الحكومة".

وأوضحت رايس أنه ينبغي للتعامل مع مناطق التمرد والتغلب على التمرد فيها أن تكون هناك "استراتيجية تنطوي على عناصر سياسية وعناصر عسكرية يطغى فيها العنصر العسكري على العنصر السياسي أحيانا" والعكس بالعكس.

وأعربت رايس عن ثقتها الأكيدة بإجراء الانتخابات العراقية في موعدها المحدد في كانون الثاني(يناير) المقبل وذكّرت بما كان يقال من عدم إمكانية نقل سلطة السيادة أو تشكيل حكومة عراقية أو عقد مؤتمر وطني وتشكيل مجلس وطني "لكن كل ذلك حدث، صحيح أنه سيكون هناك عنف حتى موعد الانتخابات وخلالها، إلا أن من الممكن أن تجرى الانتخابات" مشيرة إلى أن رئيس الوزراء عاكف الآن على إجراء اتصالات ومشاورات مع زعامات المثلث السني حول عملية تشكيل الحكومات المحلية بينما يجري تعزيز التعاون بين قوات الأمن.

ووصفت التهم المتبادلة والجدل القائم في الحملة الانتخابية الرئاسية حول الإرهاب وتهديداته في مقابلة تلفزيونية لاحقة مع شبكة سي إن إن الإخبارية بأنها جزء من العملية الديمقراطية الأميركية التي يرى الشعب الأميركي من خلالها الاسراتيجيات المختلفة في مكافحة الإرهاب، لكنها أشادت بما حققه الرئيس بوش خلال السنوات الثلاث الماضية في سبيل حماية أميركا وشعبها. وأشارت بشكل خاص إلى أفغانستان وباكستان اللتين أصبحتا حليفتين في الحرب على الإرهاب بعد أن كانتا تحميان القاعدة.

وأوضحت رايس أن الاختلاف في سياسة الرئيس بوش عن سياسات غيره هو أنها قائمة على "إيمانه بعدم التوقف عند نقطة ما بل ينبغي تغيير الظروف التي خلقت القاعدة في الشرق الأوسط، وهذا يعني انتهاج سياسة أوسع تنطوي على روح من الحرية والتحرر في تلك المنطقة ".

وردا على سؤال عن عدم النجاح في القبض على أسامة بن لادن حتى الآن قالت إنه الآن "طريد يختبئ في الكهوف، لكنه لم يعد يواجه الأمور من أفغانستان ويسيطر على معسكرات التدريب هناك." وقالت إن عالمه أصبح أصغر بكثير مما كان عليه، لكنها حذرت من أنه ما زال يشكل خطرا وقد يحاول مهاجمة الولايات المتحدة وقالت "إذا كانوا قد أصابوا مرة فينبغي علينا أن نكون مصيبين في كل الأحوال مائة بالمائة." وأعربت عن ثقتها بأنها ستتلقى في نهاية المطاف مكالمة هاتفية تبلغها بالقبض على بن لادن أو مقتله

ووصفت الولايات المتحدة بأنها أصبحت "بلدا مختلفا عن ما كان يوم 10 أيلول (سبتمبر) بالنسبة لأمن الحدود والمطارات والتعاون بين دوائر الاستخبارات المختلفة والتنسيق بين كل دوائر الحكومة." وقالت إن وجه الاختلاف الآخر هو "أننا ننتهج الآن أسلوبا هجوميا نقضي بموجبه على حلفاء (الإرهابيين) ومؤيديهم."

وفي ضوء الأزمة النووية الكورية الشمالية ومساعي حلها دبلوماسيا سئلت مستشارة الرئيس بوش لشؤون الأمن القومي عن ما إذا كان بوش سينتهج الأسلوب ذاته مع إيران أم أنه قد يلجأ إلى الخيار العسكري لإنهاء برنامجها النووي فقالت إن الرئيس "لا يعتبر الأمور من خلال منظور افتراضي لكنه لا يستبعد أي خيار لأن هذا هو الأسلوب الذي تطبق بموجبه السياسة الخارجية." وأعربت رايس عن إيمانها بأن هذه القضية يمكن حلها دبلوماسيا وينبغي أن تحل بالوسائل السياسية مشيرة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأوروبية وروسيا والمجتمع الدولي يمارسون جميعا ضغوطا على إيران لحملها للتخلي عن برنامجها للتسلح النووي لأنها "لا تقبل تستر إيران وراء الادعاء بأنها برنامجها مدني الأغراض" بينما هو تسلحي في الواقع.

وعن الاختلاف بين الوضع مع إيران الآن والعراق الذي استخدم ضده الخيار العسكري قالت رايس إنه لم يكن من الممكن الاصطبار على العراق "بعد إصراره على تحدي المجتمع الدولي مدة اثني عشر عاما" متحديا بذلك العقوبات التي فرضها عليه المجتمع الدولي رافضا التفتيش الدقيق من المفتشين الدوليين. وأضافت أن ما حدث في العراق هو أن "دكتاتورا استخدم بالفعل أسلحة التدمير الشامل ضد جيرانه وشعبه وغزا جيرانه مما اضطرنا إلى محاربته في 1999 .

ووصفت رايس صدام حسين بأنه كان "قوة عدم استقرار في أحد أكثر مناطق العالم اضطرابا ونفت رايس علمها بإخفاء معتقلين في سجن قاعدة غوانتنامو بكوبا وفي سجن أبي غريب بالعراق عن المفتشين الدوليين ومسؤولي الصليب الأحمر مخالفة لاتفاقيات جنيف وقالت إنه "كان علينا أن نتقيد باتفاقيات جنيف في العراق وأعتقد أننا كنا نلتزم بها في العراق وردا على الإلحاح في السؤال حول علمها بقضية إخفاء السجناء رددت رايس القول بأن المطلوب كان الالتزام باتفاقيات جنيف لكنها قالت إنه يجب أن لا يغيب عن البال "أننا عندما نعتقل أحدا في مكان كأفغانستان أن هدف هذا الرئيس هو حماية الشعب الأميركي والتأكد من الحصول على المعلومات الاستخبارية التي تمكننا من احتجاز الأفراد الذين يشكلون خطرا على الشعب الأميركي ".

وقالت رايس إن التحقيق جار لمعرفة حقائق القضية لمعرفة ما حدث، لكنها رفضت القول إنه تم بالفعل إخفاء المعتقلين مكتفية بالقول "سنعثر على ما سيتم العثور عليه عندما ينتهي هذا التحقيق."