فالح الحُمراني من موسكو: في اول تداعيات عملية احتجاز الرهائن الارهابية في بيسلان في القوقاز ونتائجها الماساوية، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جملة من الاجراءات الادارية التي تمس نظام الانتخابات في روسيا، واجهزة الامن وتعزيز السلطة المركزية.

وتباينت مواقف الساسة والمحللين من الاجراءات الجديدة بين النقد اللاذع والترحيب الشديد بها. واعلن بوتين عن الاجراءت خلال اجتماع موسع اليوم ضم اعضاء الحكومة وحكام الاقاليم الروسية.

ووصف مراقبون الاجراءات بانها " ثورة ادارية". وتهدف الاجراءات حسب ما يرى بوتين لمكافحة الارهاب وضمان النهضة الاقتصادية لشمال القوقاز ومنح بوتين صلاحيات واسعة لجهاز امني ينوي اصدار مرسوم باستحداثه، يهدف الى وجود جهاز امني موحد على غرار جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق الكي بي جي.وقال بوتين ان الاجراءات الجديدة ستطال النظام الانتخابي في روسيا، حيث ستنحصر الانتخابات في المجلس الادني التشريعي( الدوما) بالقوائم الحزبية فقط دون النواب المستقلين، والغاء انتخابات حكام الاقاليم المباشر. وسيجري تعين حاكم الاقليم بترشيح من الرئيس وموافقة البرلمان المحلي عليه.

واعلن بوتين عن تغيرات اداراية هامة،عَيَن في اطارها نائب رئيس ادارة الرئيس واحد اقرب حلفائه دمتري كوزاك ممثله الرئاسي في الادارة الجنوبية. وسَيُعَين مملثه السابق فلاديمير ياكوفليف وزيرا لوزارة استحدثت توا تختص بشئون القوميات.

واعترف بوتين وهو يفتتح الجلسة" اننا لم نحقق نتائج ملموسة في اجتثاث الارهاب، وتصفية مصادره، فمكافحة الارهاب مهمة الدولة باسرها، ويستدعي تطبيقها تعبئة كافة القدرات".

وفي هذا الاطار قرر بوتين تعزيز القدرات الموظفة حاليا.واشار الى ان البلد بحاجة الى ان سيستحدث هيئات خاصة، لتتحمل مسؤولية الامن القومي. وقال" هناك العديد من الدول التي لديها دوائر امنية خاصة، وان روسيا بحاجة لمثل هذه الاجهزة". ولم يحدد الرئيس بروسي وظائف تلك الاجهزة، واختلافها عن جهاز دائرة الامن الفيدرالي. وتشكل في اطار الاجراءات الجديدة في القريب العاجل ايضا لجنة موحدة بشئون شمال القفقاز.وسيتراسها ايضا دمتري كوزاك.وستقوم اللجنة لتنسيق عمل عدة وزارات، وتعني بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية" وتتمتع بصلاحيات امنية. كما قال بوتين.

وتباينت مواقف نواب البرلمان الروسي والمحللين السياسيين من اجراءات بوتين الجدبدة، البعض راى فيها بانها خطوة نحو تعزيز البيروقراطية وانتشار الفساد الحكومي، وتعزيز سلطة الرئيس، والاخر ابدى ترحيبه بها باعتبارها تقوي الدولة ووسائل مكافحة الارهاب.

وارجع بوتين الارهاب الذي يتهدد روسيا الى الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور في شمال القفقاز معيدا الاذهان الى ارتفاع مستويات البطالة في داغستان والشيشان والى ان المستوى المعيشي هناك واطئ عما عليه في المناطق الروسية الاخرى.