أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي أن حكومته تسعى إلى طمأنة مخاوف السنة من اجراء الانتخابات في موعدها المقرر، مشددًا على عدم وجود وساطة مصرية لاقناعهم المشاركة فيها و نافيًا أن تكون حكومته تخطط لشن هجوم عسكري شامل ضد مدينة الموصل الشمالية .

وفي مؤتمر صحافي عقده في بغداد اليوم أكد علاوي أن الانتخابات ستجري في موعدها المقرر في الثلاثين من الشهر الحالي وان لاتأجيل لها أبدًا داعيًا العراقيين الى المشاركة فيها وقال إن هناك اتصالات مع جميع فئات الشعب لضمان هذه المشاركة موضحًا ان الانتخابات هي جزء من العملية السياسية الجارية في البلاد وليست كلها والقوى التي لن تشارك فيها يمكنها المساهمة في بقية نشاطات هذه العملية .

واقر بوجود مخاوف قال إنها مشروعة لدى بعض الاطراف من الانتخابات موضحًا ان حكومته تعمل على طمأنة هذه الاطراف وازالة مخاوفها وقال انه سأل الاطراف المطالبة بتاجيلها لاشهر عدة فيما اذا كان لديها خطط لتعمل شيئاء مهما خلال هذه الفترة لضمان الوضع الامني او مشاركة اوسع فلم يجد شيئًا من هذا القبيل .

وحول ما اعلنه وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان عن الطلب من مصر للتوسط لدى السنة لاقناعهم بالمشاركة في الانتخابات وعن تصريحات بعض الوزراء الذين يتهمون بعض دول الجوار بتشجيع العمليات المسلحة في العراق شدد علاوي على عدم وجود اية وساطة او طلب ليس من مصر وحدها وانما من اية دولة اخرى وقال إن الوزراء يصرحون ببعض المعلومات نتيجة احتكاكهم اليومي المباشر مع مجريات الاحداث ومن خلال مايملكونه من وثائق او اعترافات المعتقلين واضاف ان اي وزير عراقي غير مكلف ببحث وساطات وقال انه شخصيًا اتصل بقادة دول الجوار التي تجتمع في عمان غدًا لتاكيد مساندتهم للانتخابات وللعملية السياسية ولفرض الامن في العراق .

ورفض علاوي تحدث الاعلام عن حرب اهلية او عن فروقات طائفية او قومية تمزق الشعب العراقي وقال ان قوائم الانتخابات العراقية تؤكد عدم وجود مثل هذه الامور لان كل واحدة منها تضم مرشحين تقدموا للانتخابات معًا من الشيعة والسنة والعرب والاكراد والتركمان والمسيحيين لكنه اشار الى وجود بعض المشاكل الامنية والاجتماعية والسياسية نتيجة حكم دكتاتوري استمر 35 سنة انتهى بحرب جلبت قوات الاحتلال الى العراق .

ونفى رئيس الوزراء وجود اية نية لشن هجوم شامل على مدينة الموصل الشمالية شبيه بالذي حدث في الفلوجة لكنه قال إن القوات العراقية ستزيد من عددها هناك لفرض الامن والاستقرار الذي يعبث به " مجرمون" غير انه لم يستبعد القيام باية عملية عسكرية في اية منطقة من العراق اذا تطلب الامر ذلك داعيًا سكان الموصل الى التعاون مع الشرطة لفرض الامن وتهيئة مدينتهم للمشاركة في الانتخابات.

واتهم علاوي قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين التي يقودها الاردني الاصولي المتشدد ابو مصعب الزرقاوي بمحاولة اثارة حرب اهلية من خلال تنفيذ اغتيالات ضد علماء الدين الشيعة والسنة وضرب الكنائس وقال ان هناك مخربين اخرين من انصار صدام حسين " وهم ليسوا من البعثيين " يقومون بارتكاب جرائم ضد العراقيين موضحًا ان عز الدين المجيد ابن عم صدام الذي اعتقل في الرمادي مؤخرًا ضبط وهو يوزع اموالا من اجل توسيع العمليات المسلحة واثارة الفتنة .

وقد حذر الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور من أن تتحول الموصل إلى "فلوجة أخرى" واشتكى من قلة تنسيق الحكومة العراقية معه في تحركاتها واتهمها بأنها لا تخبره بما يجري ولا ترفع إليه أية تقارير. وقال في تصريح متلفز ان ماحدث في الفلوجة كان حربًا شاملة خلفت دمارًا كبيرًا لن نقبل ان يتكرر في الموصل التي يسكنها حوالي ثلاث ملايين نسمة .

ومن جهة اخرى قررت الأمانة العامة في مجلس الوزراء إعتبار يوم 6 كانون الثاني (يناير) من كل عام عيداً للجيش و عطلة رسمية بموجب المادة الأولى الفقرة (10) من قانون العطلات الرسمية رقم 110 لسنة 1972 و الذي مازال نافذاً .

يذكر أن مجلس الحكم أقر العام الماضي مناسبة تاسيس الجيش العراقي في السادس من كانون الثاني عام 1921 وأعلنها عطلة رسمية برغم حل الحاكم الاميركي السابق بول بريمر للجيش العراقي في ايار (مايو) العام الماضي.