موسكو :رحبت روسيا بانتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، واكدت على ان يكون ذلك بداية لتحقيق امال الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة على اساس خريطة الطريق والقرارات الدولية ذات الصلة. وقالت وكالة نوفوستي ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث ببرقية تهيئة إلى محمود عباس بمناسبة انتخابه رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية. ونقلت عن بوتين اشادته بالتجربة السياسية لمحمود عباس التي ستساعده على تنفيذ المهام التي طرحها عليه شعب فلسطين من اجل "تحقيق تمنياته وتطلعاته إلى إقامة دولة مستقلة تعيش في أمن وسلام مع إسرائيل". ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة إلى الرئيس الفلسطيني الجديد ليصل ليقوم بزيارة رسمية لموسكو. ونقل نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف رسالة الرئيس الروسي إلى محمود عباس بهذا الشان.

وتجدر الاشارة الى ان عباس برتبط بعلاقات ودية مع العديد من كبار المسؤولين الروس، وهو شخصية معروفة في موسكو، حيث دافع عن رسالة الدكتوراه في معهد الاستشراق قبل سنوات، وتراس الجانب الفلسطيني في لجنة المشاورات مع موسكو، التي كانت تجتمع بانتظام في العاصمة الروسية. وأكد الرئيس الروسي، كما جاء في البرقية" استعداد روسيا بارساء علاقات تعاون وثيق مع الرئيس محمود عباس "من أجل تطوير علاقات الصداقة التقليدية الروسية الفلسطينية وبهدف إيجاد حل عادل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس خريطة الطريق وقرارات مجلس الأمن الدولي، وتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة للتعاون متبادل النفع والازدهار الاقتصادي". كما بعث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف برقية تهنئة مماثلة لمحمود عباس بمناسبة فوزه وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في "إجراء الحوار البناء معكم لما فيه مصلحة تدعيم علاقات الصداقة التقليدية الروسية الفلسطينية والبحث المشترك عن سبل تحقيق السلام في الشرق الأوسط".

وفي تصريح للوكالة نفسها اشار رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي قسطنطين كوساتشوف أنه لا يمكن لأحد في فلسطين وخارجها ان يتشكك في شرعية الانتخابات الرئاسية الفلسطينية مشيرا إلى أن الانتخابات أجريت في موعدها وأن محاولات المتطرفين لإحباطها فشلت وأن المراقبين الدوليين وجدوا ان الانتخابات نظمت طبقا للمعايير الدولية. وقال كوساتشوف في تصريح لـ"نوفوستي" ان محمود عباس يبدو سياسيا رشيدا يهدف إلى حل المشاكل التي تواجه الفلسطينيين عبر الحوار مع إسرائيل وليس من خلال أعمال إرهابية. ويرى كوساتشوف ان محمود عباس يحتاط لاحتمال مواجهة مصاعب المستقبل حين يقول إنه لن يسمح بتسليم متطرفين فلسطينيين إلى إسرائيل. ولم يستبعد كوساتشوف ان يتطلب ان بتطلب استئناف العملية السلمية على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي ضغطا من قبل الوسطاء الأربعة - الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي – معربا عن شكوكه ان يقدم محمود عباس وآرييل شارون على خوض محادثات من هذا النوع. وأكد ان الانتخابات الفلسطينية مثلت حدثا في غاية الأهمية بالنسبة للشعب الفلسطيني وعملية السلام في الشرق الأوسط.