اعلنت وزارة الداخلية العراقية انها اعتقلت سعوديا من منطقة بريدة اثر قيامه بتفجير صهريج نفط في بغداد اوقع عشرات القتلى والجرحى معترفا انه نفذ فعلته بتوجيه من قائد تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي وقالت انها بصدد الاستغناء عن خدمات 30 الف ضابط شرطة وانشاء 32 فوجا من المغاوير لتعزيز قدرات الشرطة على فرض الامن والاستقرار في وقت بدأ الرئيس العراقي زيارة الى باريس اليوم لتحريك العلاقات بين فرنسا والعراق .

واكد مصدر في الوزارة ان اجهزة الامن "القت القبض على ارهابي من جنسية سعودية اعترف انه التقى الزرقاوي في منطقة الدورة في بغداد وتلقى منه التعليمات لتفجير صهريج الوقود في حي المنصور اواخر الشهر الماضي وانه تلقى الاوامر مباشرة من الزرقاوي الذي التقاه خمس ليال موضحا انه كان يتنقل بسيارة "اولدز موبيل" وقد كان من المفترض ان ينتحر مع الصهريج الا ان قوة انفجاره القت به خارجه ليقع حيا في قبضة الشرطة . واشار المصدر في تصريح لصحيفة "الصباح" العراقية الرسمية الى "ان الارهابي الذي لم يبلغ العشرين عاما هو من اهالي منطقة بريدة السعودية وتم نقله الى سورية وتدريبه فيها ثم جرى تهريبه الى العراق عن طريق البوكمال وامضى بعض الوقت في معسكر في مدينة راوة (غرب) ثم انتقل الى بغداد ليكلف من الزرقاوي بعملية تفجير صهريج الوقود التي استهدفت افرادا لقوات الشرطة في حي المنصور" .
من ناحية اخرى اكد الوكيل الاداري لوزارة الداخلية عدنان الاسدي ان الوزارة في طريقها لاستبعاد جميع ضباط الشرطة الذين يثبت عدم حصولهم على شهادة اكاديمية عسكرية وسوف يجري تكريمهم لما بذلوه من خدمات في دوائر الشرطة . وقدر الاسدي عدد هؤلاء الضباط بحوالي 30 الفا . وكان عدد كبير من الافراد ادعوا بعد سقوط النظام السابق في نيسان (ابريل) عام 2003 انهم ضباط فانخرطوا في ادارات وزارة الداخلية او حمايات الوزارات الاخرى .
واشار الاسدي الى انه تم ترشيح عدد من الضباط مستحقي الترقية للمرة الاولى بعد سقوط النظام حيث تقتضي شروط الترقية ان يكون الضابط كفوءا ملتزما معروفا بالاخلاق الحسنة وامضى المدة الاصغرية للترقية . وطالب الاسدي المواطنين بعدم المشاركة في افساد اجهزة الشرطة ودعاهم الى الكف عن منح افرادها الاكراميات او الرشوة مشيرا الى ان الشرطي يعمل بضوابط القوانين ويؤدي واجباته من اجل الناس ودعا الى ابلاغ مكتب شكاوى المواطنين عن اي مظاهر غير مقبولة من خلال مكتب شكاوى المواطنين الذي اسس لاجل فسح المجال امام المواطن للادلاء برأيه حول العمل التنفيذي لاجهزة الوزارة .
واوضح ان التخصيصات المالية لوزارة الداخلية ضمن الخطة المالية لعام 2004 كانت تستوعب 128 الف منتسب في الوقت الذي زاد عدد منتسبي الشرطة عن 160 الف منتسب وعلى الرغم من مفاتحة رئاسة الوزراء لوزارة المالية في منح الوزارة تخصيصات اضافية الا ان وزارة المالية امتنعت عن ذلك مما عرقل عملية استيعاب الكثير من المتطوعين للشرطة في دورات جديدة فضلاعن عدم تسلم العديد من المتطوعين الجدد مرتباتهم مما ينعكس سلبا على العملية الامنية .
واشار الى ان الوزارة اسست اربعة افواج مغاوير نهاية العام الماضي استوعبت ضباطا ومراتب من الجيش العراقي السابق من صنف القوات الخاصة والمغاوير والمشاة وهم ينفذون واجباتهم في احلال الامن في الموصل وسامراء واللطيفية والفلوجة وبغداد في الوقت الذي تنفذ الوزارة حاليا خطة اخرى لتأسيس 32 فوجا آخر للمغاوير بعد توفر التخصيصات المالية اللازمة لها . وقال ان الوزارة بصدد بناء قوة للشرطة تمتلك اسلحة وآليات متطورة فضلا عن تمتع منتسبيها بالصفات الوطنية والاخلاق العالية بما يبعدهم عن الفساد والرشوة ويجعلهم قادرين على اعادة الامن والنظام في عـموم العــــــراق وكشف عن العمل لاعادة افتتاح كلية الشرطة لتخريج دماء جديدة من الضباط والشباب المخلصين للوطن وبما يعزز دور المواطن في الاشتراك وتحمل مسؤولية الامن والاستقرار .

وكان رئيس الوزراء اياد علاوي اكد امس تخصيص مبلغ اكثر من ملياري دولار لشؤون الدفاع في اطار خطة تقضي بزيادة عدد القوى الامنية العراقية لتكون قادرة على مواجهة الوضع الامني المتردي في البلاد وقال "على صعيد الدفاع خصصنا ما يعادل 2،2 مليار دولار لدعم الدفاع وهذا المبلغ سيزيد بالتدريج مستقبلا".
واوضح ان الجزء الاهم من الخطة التي ستعتمدها الدولة يقضي بزيادة اعداد المتطوعين في الجيش والشرطة والقوى الامنية والاستخباراتية الاخرى مشيرا الى ان زيادة التطوع ستعتمد على النوعية في الاداء والتدريب والتسليح الجيد وقال ان التسليح يجب ان يكون حديثا ولائقا بجيشنا وشرطتنا وقوانا الامنية الاخرى وصولا الى الاعتماد على قدراتنا الامنية العراقية في مواجهة التحديات الامنية . واكد ان "القوى الارهابية الشريرة تحاول تدمير البنى التحتية والامكانيات الاقتصادية من نفط وكهرباء وان على قوانا الامنية ان تكون قادرة على مواجهة هذه القوى وايقاع افدح الضرر بها". وشدد على ان العراقيين هم الاقدر على مواجهة الارهابيين من القوات المتعددة الجنسيات وحينما تتطور امكانياتنا العسكرية "حينها يمكننا الدخول في حوار مع القوات المتعددة الجنسيات لاعادة صياغة العلاقة بيننا وبينها على أساس ان يكون للعراقيين الدور الاساس في بسط الامن في عموم المدن العراقية".
واشار علاوي الى ان من اولويات اهتمام الحكومة بناء الشرطة بناء جيدا كفوءا اما بالنسبة الى الجيش فإنه سيكون العمود الفقري للقوات الامنية في العراق وسيكون مسؤولا عن حماية الحدود والارض والاجواء والمياه وسنعد له كل ما يمكن من امكانيات وسنرفع عدده من مئة الف شخص الى مئة وخمسين الفا .

وعلى صعيد اخر اعلن وزير الدفاع الاوكراني اولكسندر كوزموك اليوم ان القوات الاوكرانية ستغادر العراق بحلول الثلاثين من حزيران ( يونيو) المقبل وفق خطة حددها الرئيس المنتهية ولايته ليونيد كوتشما
واوضح الوزير "ان الرئيس كوتشما حدد لنفسه هدفا هو انسحاب القوات الاوكرانية من العراق بحلول الثلاثين من حزيران (يونيو) من هذا العام"، مشيرا الى انه سيتم احترام هذا الموعد .
وبحسب كوزموك فان وزارته ارسلت الى الرئيس كوتشما تقريرا يتضمن مقترحات بشأن انسحاب مرحلي للقوة الاوكرانية المنتشرة في العراق خلال النصف الاول من العام 2005
وبعد مشاورات مع اعضاء التحالف بشأن الجدول الزمني لسحب هذه القوات والوسائل الضرورية لمغادرتها، سيتم تحقيق الانسحاب التام للقوات الاوكرانية بحسب الوزير .

الياور في باريس لتحريك العلاقات بين البلدين

ومن جهة اخرى بدأ الرئيس العراقي غازي الياور اليوم زيارة الى باريس تهدف الى "تحريك العلاقات" الفرنسية العراقية وتقديم الشكر الى فرنسا لدعمها العملية السياسية بعد ان عارضت الحرب على العراق وذلك قبل اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في هذا البلد.
واوضحت اوساط الياور لوكالة الصحافة الفرنسية "انها زيارة ترتدي اهمية رمزية فالرئيس يريد ان يحرك العلاقات العريقة والعميقة بين باريس وبغداد وان يشكر الرئيس جاك شيراك لتصويته على القرار (1546 الصادر عن مجلس الامن) بنقل السيادة الى بلادنا". واضاف "نود ان نشكره ايضا لموافقته على الغاء 80% من الديون" المتوجبة على العراق.
وقال المصدر "ان فرنسا تدعم العملية السياسية ويمكنها المساهمة في نجاح الانتخابات العراقية .. ان فرنسا تلعب بنظرنا دورا مهما جدا"، مشيرا الى ان الياور (سني) "مؤمن بقوة في نجاح" العملية الانتخابية التي اعلنت معظم التنظيمات السنية مقاطعتها.
والياور الذي وصل اليوم الى فرنسا سيتناول الغداء غدا الخميس مع شيراك في قصر الاليزيه بعد ان يلتقي رئيس الجمعية الوطنية جان لوي دوبريه، على ان يتباحث بعد ظهر الجمعة مع وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه.
وسوف يعقد الياور لقاءات اخرى لم يعلن عنها قبل ان يعود السبت الى بغداد.
وتأتي زيارة الياور في وقت يسود قلق شديد حول مصير الصحافية الفرنسية فلورانس اوبينا التي اختفت مع مترجمها العراقي حسين حنون السعدي في العراق في الخامس من كانون الثاني(يناير)، واوضح الوفد العراقي انه من المقرر التطرق الى هذه المسألة خلال زيارة الياور.
وكانت زيارة الرئيس العراقي الغيت مرتين في ايلول (سبتمبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين بسبب خطف الصحافيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو اللذين احتجزهما "الجيش الاسلامي في العراق" واطلق سراحهما اخيرا وكذلك بسبب تصريحات ادلى بها رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي واعتبرت "غير ودية" حيال باريس. كما تم التذرع باعمال العنف المنتشرة في العراق لتبرير تأجيل الزيارة.
واكد بارنييه مجددا اليوم الاربعاء متحدثا امام وفد من 14 مسؤولا سياسيا عراقيا "التزام فرنسا بتشجيع تنفيذ العملية السياسية بشكل تام"، على ما اعلن الناطق باسم الخارجية هيرفيه لادسو.
واضاف الناطق ان بارنييه "ذكر ايضا بالدور الذي لعبته فرنسا في نادي باريس بشأن تخفيف الدين العراقي" واعرب عن استعداده "لمساعدة الشعب العراقي على استعادة السيطرة على مصيره واعادة بناء بلاده".
وضم الوفد مسؤولين في احزاب حكومية رئيسة منها حركة الوفاق الوطني بزعامة رئيس الوزراء اياد علاوي والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق برئاسة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة اقدم الاحزاب الشيعية العراقية برئاسة ابراهيم الجعفري اضافة الى الحزبين الكرديين الرئيسين الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني والحزب الوطني الكردستاني جلال طالباني .
كما شارك في الوفد حزبان يدعوان الى مقاطعة الانتخابات وهما الحزب الاسلامي العراقي والحركة الاشتراكية العربية.
والتقى الوفد امس الثلاثاء رئيس مجلس الشيوخ كريستيان بوسوليه وعددا من اعضاء المجلس وقال السيناتور ايميري دو مونتسكيو "كان لقاء رفيع المستوى. ان كل محاورينا يعلقون اهمية على دور فرنسا. انهم يقرون بالتاكيد بأن الوضع ليس طبيعيا لاجراء انتخابات، لكن معظمهم يعتبرون ان تأجيلها سيكون بمثابة انتصار للارهابيين".