محمد الخامري من صنعاء: أكدت مصادر صحافية اميركية حضرت الجلسة التي عقدتها محكمة بروكلين أمس (الجمعة) لمحاكمة الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد محسن زايد المحتجزين في أميركا بتهمة تمويل تنظيم القاعدة، أن قاضي محكمة بروكلين الفيدرالية (ستيرلنج جونسون) رفض ادعاءات الحكومة الاميركية التي تحاول من خلالها اتهام الشيخ المؤيد وزميله بدعم تنظيم القاعدة او الارتباط به، وطلب من الادعاء الكف عن ترديد " قصصاً درامية حول علاقة المؤيد بأسامة بن لادن وتنظيمه القاعده".

كما كشفت المصادر عن اتهامات محامو الشيخ المؤيد وزايد المحتجزين في أميركا منذ العاشر كانون الثاني (يناير) العام 2003م عند استدراجهم من قبل الاستخبارات الاميركية إلى ألمانيا ومن ثم إلقاء القبض عليهما وترحيلهم إلى الولايات المتحدة الاميركية ، الاتهامات الموجهة للحكومة الأميركية والتي وصفوها بانها " تمثيل عرض خيالي" مفبرك لإلصاق تهمة تمويل الإرهاب بموكليهما من خلال " تمثيلية " الاستدراج إلى ألمانيا وتسجيل شريط يسعون من خلاله توريطهما بتهمتي دعم القاعدة وحماس مالياً والذي لا صحة له.

ونقلت صحيفة " نيويورك نيوزداي" عن المحامي (وليام جودمان) وصفه للتسجيل الذي قدمه الادعاء العام الأميركي لقاضي محكمة بروكلين أمس الجمعة بأنه "إنتاج خيالي مصمم لتصوير المواطنين اليمنيين على أنهما العقول المخططة لتمويل الإرهاب" ، قائلاً : "أنها تمثيلية ، وكان فيها ممثلون ، وفيها مخرج ، وتقنيات صوتية ، وفي النهاية فإن ما أنتجوه ليس إلاّ عرض، لتأخذ قضية الحكومة بالصعود والنزول بالدليل الذي تحمله ، إلاّ أنهم مثلوا عرضاً من وحي الواقع ، من وحي الحقيقة التي تقول أن كل ما عرضته الحكومة غير حقيقي".

وجاء قول "جودمان" رداً على مرافعة الادعاء الاميركي " كيلي موور" أمام المحكمة التي استأنفت جلساتها أمس (الجمعة) ، حيث قالت موور: "أن الشيخ المؤيد يسمي نفسه بأنه شيخ أسامة بن لادن" ، إذ أنه يقول :" أنا أحرص على الإسلام من أسامة بن لادن ، ولطالما كنت أعلمه إياه " ، وأنه "ابتهج بالعملية الانتحارية في إسرائيل وتوسل إلى الله أن يجعل اليهود والأميركيين في توابيتهم".

وأضافت : " أن المؤيد كان يشيد بابن لادن ، وخالد مشعل الزعيم السياسي لحماس ، والشيخ عمر عبد الرحمن ذلك الشيخ المصري الأعمى الذي كان معتقلاً في الولايات المتحدة بعد محاولته تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك عام 1993م".

فيما دافع المحامي "جودمان" عن موكليه ، وقال أنهما وقعا في خديعة مخبر حكومة الولايات المتحدة الذي وعدهما ببعض المال وأغريا فيه من أجل أعمال الخير للمخبز الخيري الذي يقوم برعاية أكثر من خمسة الف أسرة يوميا من خلال توزيع أرغفة الخبز مجانا ، ومدرسة الأيتام الخيرية في اليمن التي كانا يديرانها ويقومان على شؤونها ، وكان المؤيد يريد دعم هذه المشاريع الخيرية وليس دعم الإرهاب ".

وكان قاضي محكمة بروكلين الفيدرالية (ستيرلنج جونسون) قد قضى الأربعاء الماضي برفض وثائق الاتهام التي قدمها الادعاء العام الاميركي لإدانة الشيخ المؤيد ومرافقه زايد ، والتي يدعون فيها أنهما كانا يخططان لأخذ أموال وتقديمها لمنظمات إرهابية ، ورغم الادعاء الأميركي الذي حاول خلال الجلسة إقناع القاضي جونسون بأن الوثائق التي قدمها تعد جزءاً مهماً جداً من الأدلة الحكومية في القضية ، إلاّ أن القاضي رفض ذلك التبرير ، الذي يعتبر الأدلة الوحيدة التي تثبت أن المتهمين كانا يخططان لتقاضي أموال وتقديمها لتنظيم القاعدة ومنظمة حماس الفلسطينية الي وصفوها بأنها تنظيما إرهابيا.

وأشارت المصادر إلى : أن الوثائق التي رفض اعتمادها القاضي في قضية المؤيد وزميله تشتمل على وثيقة تزكية من الشيخ المؤيد لأحد المجاهدين للدخول إلى أفغانستان كانوا عثروا عليها في أفغانستان عام 2001م ، وكذلك دليل عناوين تم الحصول عليه من اثنين من المجاهدين في البوسنة عام 1996م كان يتضمن هاتف الشيخ محمد علي المؤيد ، أما الدليل الثالث الذي رفضه فكان شريط فيديو لعرس جماعي يظهر فيه المؤيد مبتهجاً لمقتل يهود في عملية فدائية نفذتها منظمة حماس (حسب الادعاء الأميركي).

وبرر القاضي قراره : " أن من المتعذر علينا التعرف على مصدر طلب التقديم للانضواء في معسكرات القاعدة ، فيما برر المسألة الأخرى بكون دفتر العناوين يعود إلى حقبة قديمة جداً"، فيما اعتبر شريط الفيديو الذي تم تصويره من قبل المخبر الوحيد الذي يعتمد عليه الادعاء وهو العميل اليمني في المخابرات الفيدرالية الاميركية محمد العنسي الذي احرق نفسه أمام البيت الأبيض أواخر العام المنصرم ، والذي يجب حضوره لتفسير ما جاء في الشريط ، إلا أن الادعاء الأميركي لا ينوي استدعاء المخبر محمد العنسي للشهادة في القضية خصوصا بعد الفضيحة التي صرح بها للصحافة بعد حادثة إحراق نفسه أمام البيت الأبيض.

من هو المؤيد؟
الشيخ محمد علي المؤيد جاء إلى العاصمة صنعاء في السادسة من العمر قادما من قريته بهران في قبائل خولان مسقط رأسه (شرق صنعاء) ، والتحق بمدرسة الأيتام في صنعاء، وواصل دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة جمال عبدالناصر، ثم جامعة صنعاء ـ قسم الدراسات الإسلامية .

يقول نجله إبراهيم " فتح أبي الطابق الأول من بيتنا كمسجد والطابق الثاني سكن لنا"، وبعد سعي كبير منه، خصصت الدولة أرضا للجامع وساهم رجال الخير في بنائه، واستطاع أن يحوله إلى مركز لاحتضان أكثر من ألف أسرة فقيرة بملحقاته الخيرية كالفرن بفروعه الثلاثة ومحطة الماء ودار الأيتام والمساعدات العينية المستمرة .

ولتوفير الدعم لهذه المشاريع، "كان يطوف المناطق كلها بحثا عن أهل الخير ممن يثقون به " ويقول نجله زكريا أن والده "أصيب بالربو قبل ستة عشر عاماً، وبمرض السكري قبل ست سنوات، وقد زار مستشفيات كثيرة في صنعاء دون فائدة".

ويوضح أبناء الشيخ المؤيد أن سفره إلى ألماني في العاشر من كانون الثاني (يناير)2003م للعلاج تم بطريقة رسمية بتأشيرة علاج، ووزارة الأوقاف والإرشاد مطلعة على ذلك باعتباره مستشاراً لها ، بعد أن تقلد فيها عدة مناصب من بينها مديرا عاما للوعظ والأوقاف.