اسامة مهدي من لندن: دخلت الحملة الانتخابية العراقية قبيل ساعات من بدء الاقتراع مرحلة اتهامات وتهديدات متبادلة حيث اكد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان لايلاف انه يتخذ الاجراءات القانونية لاعتقال احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراق على خلفية الاشاعات التي يطلقها عن الغاء ترشيحه للانتخابات بذريعة علاقته بالنظام السابق لكن حيدر الموسوي الناطق باسم الجلبي قال لايلاف ان الدائرة القانونية في المؤتمر تعد لرفع شكوى قضائية ضد الوزير بتهمة التهديد مؤكدا ان ترشيح الشعلان مثار شكوك الان في حين اكد الناطق باسم المفوضية العليا للانتخابات فريد ايار ان المفوضية لم تتخذ اي قرار بالغاء ترشح اي شخص .
فقد رددت اوساط سياسية عراقية بقوة اليوم اخبارا عن الغاء مفوضية الانتخابات لترشيح الشعلان وراسم العوادي المساعد الحزبي لرئيس الوزراء اياد علاوي زعيم حركة الوفاق ويونادم كنة عضو مجلس الحكم ورئيس قائمة الرافدين المسيحية وسعد الجنابي رئيس التجمع الجمهوري اضافة الى عشرات اخرين بذريعة علاقتهم بالنظام السابق من خلال التعاون مع اجهزة مخابراته او مع حزب البعث الحاكم انذاك .
ايلاف اجرت اتصالات هاتفية سريعة مع الاطراف المعنية الثلاثة بهذه القضية والتي اوضحت مواقفها في احاديث خاصة حول هذا الموضوع الذي يشغل الاوساط السياسية العراقية وجميع المراقبين في العالم الذين يتطلعون ليوم غد حيث ستجري الانتخابات العامة المثيرة للجدل .
حازم الشعلان وزير الدفاع اتهم ايران والجلبي باطلاق هذه الشائعات " المغرضة " بهدف خداع الشعب العراقي ومنعه من التصويت لقائمة "عراقيون" المرشح فيها براسة الرئيس غازي الياور واضاف ان العراقيين يعرفون "ان الجلبي ينطق عن الهوى وادعاءاته كاذبة وشائعاته هذه تعبر عن تمنيات لن تتحقق لان الجميع يعرف من هو الجلبي ومن هو الشعلان ".
وشدد على ان ادعاءت الجلبي ومن ورائه ايران عن علاقته بالنظام السابق لا اساس لها من الصحة وما يؤكد ذلك هو نفي مفوضية الانتخابات لالغاء الترشيح واشار الى ان الرئيس الياور وعلاوي استغربا من اطلاق هذه الشائعات التي تعتبر جزءا من الحملة الانتخابية "التي يحاول الجلبي تسخيفها في لعبة ايرانية قذرة لتشويه روح الديمقراطية في العراق " . واشار الى انه يتخذ الاجراءات القانونية حاليا لاعتقال الجلبي واحالته الى القضاء بتهمة تشويه سمعة وزارة الدفاع موضحا انه تنازل عن حقه في الشكوى من هجوم الجلبي ضده .
وقد رد حيدر الموسوي المتحدث باسم الجلبي على الشعلان قائلا ان المؤتمر الوطني والجلبي لاعلاقة لهما بموضوع الطلب من مفوضية الانتخابات الغاء ترشيح الشعلان واخرين وانما هي هيئة اجتثاث البعث التي ارسلت اليها الهيئة حوالي مائة اسم عن مترشحين للانتخابات كانت لهم علاقات مع النظام السابق ومع حزب البعث وهو امر تحرمه انظمة الانتخابات .
وتساءل الموسوي قائلا "لماذا يتهم الشعلان الجلبي .. ولماذا يحول القضية الى موضوع شخصي" وقال ان الامر يهم الشعب العراقي الذي يشعر الان ان لغة التهديد التي يطلقها الشعلان لاتبني دولة ديمقراطية . واشار الى ان الدائرة القانونية في المؤتمر الوطني تدرس حاليا اللجوء الى القضاء في شكوى ضد تهديدات الشعلان للجلبي " ولانه تجاوز على صلاحياته الوظيفية وعلى الاصول القانونية من خلال اطلاق تهديدات شخصية" موضحا ان المؤتمر قرر تاجيل رفع الدعوى ضد الشعلان الى مابعد الانتخابات من اجل عدم التاثير على العملية الانتخابية .
الطرف الثالث في القضية هي المفوضية العليا للانتخابات التي تمتلك صلاحية الغاء ترشيح اي شخص اذا ثبت لها مخالفته لانظمتها الانتخابية . الناطق باسم المفوضية فريد ايار اكد ان اي قرار بالغاء اي ترشيح لم يصدر عن المفوضية مشيرا الى انه تم فعلا استلام قوائم من هيئة اجتثاث البعث عن اشخاص قالت ان لهم علاقة بالنظام السابق "لكن هذه القوائم كان يجب ان تحظى بموافقة مجلس الوزراء بحسب ماينص عليه القانون غير ان هذا لم يحدث" واشار الى ان اي قرار بهذا الصدد يجب ان يعتمد على وثائق صحيحة ومثبتة رسميا وهو الامر الذي لم يحصل لحد الان .
وم جهة اخرى قال الرئيس العراقي غازي الياور إنه يتوقع أن يشارك زهاء ثلثي من يتمتعون بحق الانتخاب في الانتخابات المقرر اجراؤها يوم غد الاحد. وعزا الياور سبب امتناع البعض عن المشاركة الى المخاوف الامنية وليس لأنهم قرروا مقاطعتها.
وحذر الياور من ان الانتخابات ستفشل ما لم تشارك نسبة كبيرة من العرب السنة فيها وقال إن اية عملية سياسية لا يشارك فيها الشيعة والسنة والاكراد سيكتب لها الفشل مضيفا ان قلة فقط ستقاطع الانتخابات عن مبدأ.
وقد أغلقت حدود العراق مع الدول المجاورة ومطار بغداد الدولي في محاولة لكبح جماح العنف عشية الانتخابات. وهذه الاجراءات هي جزء من اجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل ويقول المراسلون أنها أدت الى شلل مظاهر الحياة وأصبحت الشوارع شبه مهجورة.
وعلى صعيد اخر تفيد التقارير الواردة من مدينة كركوك (255 كم شمال بغداد) الى ان العديد من المقرات التركمانية تعرضت اليوم الى هجمات مسلحة حيث هوجمت مقرات الجبهة التركمانية والاحزاب التركمانية الاخرى وتعرضت الى اعتداءات مسلحة هاجم خلالها مسلحون المركز الثقافي للجبهة التركمانية في الحي العسكري بكركوك حيث كانوا يحاولون اختطاف احد المسؤولين فيه ونقل عن بعض المصادر التركمانية ان افرادا تابعين لاحد الاحزاب الكردية هم الذين قاموا بتلك الاعتداات . يذكر ان التجمعات العربية اعلنت انسحابها من انتخابات مجلس المدينة غدا احتجاجا على ما اسمته باتفاق مصلحي عقد بين الحكومة ومفوضية الانتخابات سمح من خلاله الى الالاف من الاكراد من غير سكان مدينة كركوك المشاركة في انتخابات مجلس المدينة بحجة انهم من مهجري النظام السابق .

وفيما يخص انتخابات عراقيي الخارج اعلنت منظمة الهجرة الدولية المكلفة الاشراف على عملية اقتراع العراقيين المغتربين ان حوالى ثلاثين بالمئة من عراقيي المهجر المسجلين على لوائح الاقتراع ادلوا باصواتهم امس الجمعة في الدول ال14 التي تنظم عمليات تصويت للانتخابات العراقية العامة حتى غد الاحد.
واعلنت المنظمة ومقرها جنيف ان 84 الفا و492 عراقيا ادلوا باصواتهم في اليوم الاول من الاقتراع اي 8،29% من ال280 الفا المسجلين على لوائح الاقتراع. ويشكل عدد العراقيين المسجلين حوالى ربع العراقيين المقيمين خارج العراق ممن هم في سن الاقتراع.
وقال الناطق باسم منظمة الهجرة جان فيليب شوزي لوكالة فرانس برس ان "عمليات الاقتراع تسير بشكل حسن. لم نبلغ باي مشكلة تذكر".
وتتفاوت نسبة المشاركة في الانتخابات بين الدول ال14 التي اختارتها منظمة الهجرة الدولية لتنظيم عمليات اقتراع. ويبدو ان البلاد الاقرب الى العراق هي التي شهدت اكبر نسب من العراقيين الذين تسجلوا للاقتراع. فقد بلغت هذه النسبة 9،48% في الامارات و9،41% في الاردن و1،34% في كل من سوريا وايران. اما في اوروبا، فقد تسجل 1،32% من العراقيين وفي الدنمارك 2،31%، على عكس فرنسا حيث لم يتسجل الا 6،17% وبريطانيا (3،17%). ..
وتنظم عمليات اقتراع مشابهة ايضا في استراليا وكندا والمانيا وهولندا وتركيا.
وستستمر عمليات الاقتراع في الخارج حتى الاحد اي يوم الانتخابات داخل العراق وستؤدي هذه الانتخابات الى تشكيل جمعية وطنية انتقالية.
واكد شوزي ان الارقام النهائية المتعلقة بنسبة المشاركة ستعلن الاثنين حيث تتوقع منظمة الهجرة ان تكون نسبة المشاركة كبيرة اذ ان الذين تحملوا عناء التنقل للتسجل على لوائح الاقتراع لن يتوانوا عن التنقل مرة اخرى للاقتراع.
ويمكن ان يكون قصر المهلة التي منحت للمنظمة الدولية وهي 67 يوما سببا للنسبة الضئيلة للناخبين نسبيا. وتمكنت منظمة الهجرة الدولية من جعل 850 الف افغاني يدلون بصوتهم في الانتخابات في باكستان وايران فقط.