رائحة تمويه لإبعاد الأعين عن المسؤول الحقيقي

سيف الصانع من دبي: أثار زعم جماعة إسلامية غير معروفة مسؤوليتها عن اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، بتفجير سيارة ملغومة في بيروت اسفر أيضا عن سقوط تسعة قتلى ومئة جريح، الكثير من الشكوك حول جدية هذه الجماعة وحول ادعائها مسؤولية الحادث تنفيذا لما وصفته بقرارها الاعدام العادل في من يدعمون النظام السعودي.

وتصاعدت هذه الشكوك بعد أن تبين أن القوى الأمنية اللبنانية تعرفت الى هوية هذا الملتحي ويدعى احمد ابو عدس وهو فلسطيني الجنسية يقطن في محلة الطريق الجديدة في بيروت .

وبنت المصادر، التي تحدثت إلى "إيلاف"، شكوكها على مجموعة من الأسباب المنطقية أبرزها أنه لأول مرة يسمع باسم هذه الجماعة التي أطلقت على نفسها اسم "جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام" وهو اسم مجهول تماما، لم يسبق أن ورد في اي عمل إرهابي بهذا الحجم أو حتى أقل منه.
السبب الثاني هو أن شريط الفيديو الذي ظهر فيه رجل ملتح يجلس أمام علم أسود يحمل اسم جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام يبدو وكأنه معد سلفا قبل وقوع الحادث.

وهذان السببان كفيلان بأن يدفعا إلى أن يشتم من إدعاء هذه الجماعة مسؤوليتها عن اغتيال الحريري رائحة التمويه بهدف إبعاد الأعين عن المسؤول الحقيقي.

إذ من عادة الأجهزة، التي تنفذ مثل هذه العمليات ان تلقيها على منظمات مجهولة، خصوصا إذا كان التخطيط يستهدف إلقاء المسؤولية على تيار معين أو طرف محدد، إذ من الواضح أن هناك رغبة في القائها على طرف سني.

ولعل تجارب الاغتيالات في لبنان خير دليل على ذلك وهذا ما حدث في ما يتعلق بالذين قتلوا فى لبنان وابرزهم كمال جنبلاط إذ كان المتهم الرئيس بقتله بدويا من بدو لبنان مع أن الجهة التي خططت لقتله معروفة.

ومما يؤكد هذا الطرح أيضا ان أسلوب تنفيذ عملية اغتيال رفيق الحريري ودقته وجرأته يفترض ضرورة توفر بناء لوجستي ودعم يفوق قدرات جماعة مجهولة لم يسبق أن عرف عنها مثل هذا النشاط الإرهابي دقيق التنفيذ.