صحافة البحرين نشرت الخبر والأردنية امتنعت
لقاء بلا "سياسة" بين الملك حمد والأمير الحسن
نصر المجالي من لندن: لاحظ مراقبون أن الصحافة الأردنية امتنعت عن نشر خبر اجتماع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة مع ولي العهد السابق الأمير الحسن بن طلال، خلال زيارته التي اختتمت امس للأردن وتحادث خلالها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حول قضايا كثيرة منها ما يختص تطوير العلاقات بين البلدين اقتصاديا وعسكريا وأمنيا، ومنها يتعلق بتنسيق موقفهما المشترك حول قضايا سياسية تتعلق بالتطورات العربية الراهنة وذلك عشية انعقاد القمة العربية المقبلة في الجزائر. وفيما تجنبت الصحف ووسائل الإعلام الأردنية الرسمية أية إشارة لاجتماع الملك حمد مع ولي العهد السابق، فإن الصحافة البحرينية نشر خبر الاجتماع على صفحاتها الأولى مع صورة كبيرة للأمير الحسن مستقبلا الملك حمد عند مدخل مقر إقامته في العاصمة الأردنية، حيث أشارت الصحف البحرينية أن اللقاء تم في "قصر للأمير داخل منطقة القصور الملكية في عمان".الامير الحسن بن طلال مستقبلا عاهل
البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة
وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها زائر كبير للأردن مع ولي العهد السابق الذي كان أقصاه شقيقه الملك الراحل الملك الحسين بن طلال في مطلع شباط (فبراير) العام 1999 عن ولاية العهد ليؤول العرش للملك عبد الله الثاني النجل الأكبر للملك حسين. ومنذ ذلك التاريخ نأى الأمير الحسن بنفسه عن التدخل في الشؤون السياسية الأردنية وغيرها من القضايا المحلية، احتراما لقيادة ابن شقيقه الملك عبد الله الذي آلت إليه عِمادة البيت الهاشمي في داخل الأردن وخارجه، رغم أنه احتفظ لنفسه في مزاولة دوره في حوار الحضارات والمشاركة في المنتديات الدولية الخاصة في هذه القضية الشائكة بين الغرب والشرق، حيث للأمير الأردني آراء تلقى احترام الجميع، وهو كثيرا ما يبادر إلى نشر أفكاره وآرائه في صحف عربية وعالمية.
يذكر أن العلاقات بين البيتين الحاكمين في الأردن والبحرين ممتدة منذ زمن طويل، كما أن العلاقات بين الملك حمد والأمير تعود على مطلع سبعينيات القرن الماضي، حين كانا وليا عهد بلديهما، ونمت بينهما علاقات استمرت إلى اللحظة عائليا وشخصيا.
وخلال اللقاء ، الذي لم يتم خلاله البحث في الشؤون السياسية، فإن الملك حمد الذي اصطحب معه الوفد الرسمي الذي رافقه، تبادل الحديث مع الأمير الحسن حول علاقات البلدين والشعبين الأخوية، حيث شكر ولي العهد السابق زائره البحريني على مشاعره الطيبة "التي تعكس العلاقات
الحميمة بين المملكتين"، وأقام له مأدبة غداء حضرها الأمير راشد بن الحسن، والشريف ناصر بن جميل ابن خال الأمير الحسن.
وزار عاهل البحرين، من جانب آخر العم الأكبر للعاهل الأردني، الأمير محمد بن طلال وتمنى له موفور الصحة والسعادة وللشعب الأردني الشقيق النماء والازدهار. يذكر أن الأمير محمد بن طلال تسلم مهمات ولاية العهد منذ العام 1953 حتى العام 1963 الذي ولد فيه الملك عبد الله الثاني لتؤول له ولاية العهد كابن بكر لملك البلاد، لكن في العام 1966 تم تعيين الشقيق الأصغر للملك الحسين ، وهو الأمير الحسن وليا للعهد واستمر في المنصب حتى العام 1999 .
وبعيدا عن السياسة وأحوالها وتشنجاتها، فإن ولي العهد السابق وجدها فرصة سانحة لاصطحاب صديقه الدائم الملك حمد بن عيسى آل خليفة والوفد المرافق له بزيارة إلى الإسطبلات الملكية بمنطقة الحمر، حيث كان في مقدمة مستقبلي الملك البحريني الأميرة عالية بنت الحسين رئيسة الاتحاد الأردني للفروسية. يشار إلى أن الأميرة عالية هي كبرى بنات الحسين الراحل من زوجته الأولى ابنة عمه الملكة السابقة دينا عبد الحميد.
ختاما، فإن زيارة عاهل البحرين التي قالت مصادر البلدين إنها أخوية شملت محادثات تتعلق بشؤون سياسية مهمة، إضافة إلى بحث التعاون العسكري والأمني بينهما، وكان الملك الأردني اصطحب ضيفه البحريني أول من أمس في زيارة إلى منطقة عمليات عسكرية في الصحراء الأردنية، كما أن وزير داخليته الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة تحادث مع وزير الداخلية الأردني المهندس سمير الحباشنة ومع مدير الأمن العام اللواء محمد ماجد العيطان، حول آفاق التعاون الأمني بين البلدين.
التعليقات