نبيل شرف الدين من القاهرة: استأنفت اليوم السبت محكمة أمن الدولة العليا في القاهرة جلستها لمحاكمة اثنين من المتهمين بالتخابر لحساب الحرس الثوري الإيراني، وهما كل من: محمود عيد دبوس وهو مصري وقيد الحبس الاحتياطي، ورضا دوست وهو دبلوماسي إيراني يحاكم غيابياً.

وفي بداية الجلسة طالب الدفاع عن المتهم بالاستماع إلى شهادة الكفيل الذي كان يعمل لديه المتهم خلال عمله بالسعودية وكذلك شهادة رئيس جمعية تحفيظ القران الكريم الذي كان يعمل لديه بالسعودية ودفع ببطلان التحريات والقبض على المتهم.

ثم استمعت المحكمة إلى مرافعة رئيس نيابة أمن الدولة العليا فقال إن "المتهم محمود دبوس اتفق مع الشيطان على الإضرار بالمصالح القومية لبلاده، وذلك بعد اتفاقه مع المتهم الإيراني الهارب دوست على التخابر لصالح الحرس الثوري الإيراني للقيام بعملية اغتيال كبرى داخل مصر، حيث أمده بمعلومات حساسة، وأرسل إليه تقارير تتضمن الإضرار بصالح مصر، مشيراً إلى أن المتهم قام بعمل عدائي ضد السعودية من شأنه تعريض مصر لقطع العلاقات السياسية معها، إذ أمد المتهم الإيراني الهارب بمعلومات وتقارير عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في السعودية، وذلك بعد رصده أماكن وجود العاملين الأجانب، تمهيداً للإعداد لتفجيرات في مجمع البترو كيماويات في مدينة ينبع السعودية.

كما اتهمت النيابة دبوس بقبوله أموالا ممن يعملون في دولة أجنبية بقصد ارتكاب أعمال ضارة بالمصالح القومية لمصر، مقابل التعاون مع الحرس الثوري الإيراني، كما أمده بمعلومات ووعدا منه بإعطائه مليون دولار مقابل إشرافه على تنفيذ عمليات إرهابية في مصر، وطالبت النيابة في ختام مرافعتها بتوقيع أقصى عقوبة ضد المتهمين.

خلفية
وكانت هيئة الأمن القومي المصرية (المخابرات العامة) قد ألقت القبض علي "دبوس" في القاهرة أثناء قضائه عطلته قادما من السعودية، حيث باشرت نيابة أمن الدولة العليا المصرية التحقيق معه وقدمته إلى المحاكمة محبوساً، وأشارت النيابة في تحقيقاتها إلى أن المتهم المصري اعترف بقبوله التعاون مع الحرس الثوري الإيراني الذي يمثله المتهم الثاني الذي كان يعمل عضوا في بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة وتبادل رسائل بالبريد الإلكتروني معه.

وحسب تحقيقات نيابة أمن الدولة فقد ضبطت بحوزة المتهم المصري العديد من المستندات حول تخابره لصالح الحرس الثوري الإيراني ودفتر لعلاجه بإيران، وكذلك أوراق تشير إلى تعامله في حسابات ببنك إيران، وحساب له في أحد بنوك السعودية واعترف المتهم بقناعته بفكر الحرس الثوري والثورة الإيرانية، وهو ما سوغ له التخابر لصالحهما، مؤكداً في هذا الصدد أنه سوف يعمل على نشر فكر الثورة الإيرانية في جميع الدول، كما ضبطت بحوزته لائحة بأسماء الشخصيات المصرية المراد اغتيالها بمعرفة عناصر من الحرس الثوري على أن يتولى المتهم المصري استقبالهم بمصر ومشاركتهم في الترتيبات.