علاوي يطلب 4 وزارات للمشاركة في حكومة الجعفري
الياور يفشل في زج الضاري بالعملية السياسية

أسامة مهدي من لندن: لم تنجح مباحثات اجراها نائب الرئيس العراقي غازي الياور اليوم مع الامين العام لهيئة علماء المسلمين المرجعية الدينية للسنة العراقيين حارث الضاري في اقناعه بالمشاركة في العملية السياسية بينما قال مساعد لرئيس الوزراء المستقيل رئيس القائمة العراقية اياد علاوي ان مباحثات جارية مع قائمتي الائتلاف الشيعية والتحالف الكردستاني الكردية للاشتراك في حكومة رئيس الوزراء المكلف بتشكيلها ابراهيم الجعفري شرط منحها اربع وزارات فيما باشر مجلس رئلسة الجمهورية العراقية مهامه الرسمية اليوم. وقال مصدر في هيئة علماء المسلمين ان الياور بحث في اجتماع مع الضاري اليوم بمقر الهيئة في جامع أم القرى في بغداد في القضايا التي تهم البلد وتبادل وجهات النظر فيما علمت "ايلاف" ان الياور حمل معه رسالة من القيادة العراقية الجديدة تدعو الهيئة للمشاركة في المناقشات الجارية لتشكيل الحكومة وفي كتابة الدستور الجديد وفي العملية السياسية الجارية في البلاد بشكل عام. وشارك في الاجتماع الدكتور محمد عبيد الكبيسي عضو الأمانة العامة للهيئة والدكتور عبد السلام الكبيسي مسؤول قسم العلاقات العامة وعدد من أعضاء الأمانة العامة ومجلس شورى الهيئة.

وقال الياور في رده على سؤال عن سبب الزيارة " جئنا لنأخذ المشورة والنصيحة من الهيئة بوصفها جهة لها ثقلها ووزنها الاجتماعي والسياسي الكبير في الشارع العراقي" وأضاف قائلا "وجئنا أيضا لنطلع الهيئة على أهم ما يجري على الساحة العراقية في الآونة الأخيرة وتباحثنا معها في الأمور التي تصب في مصلحة العراق والعراقيين". وثمن الياور دور هيئة علماء المسلمين لما تملكه من ثقل سياسي واجتماعي على الساحة العراقية.

من جهته أكد الشيخ الضاري على "أن الهيئة لن تشارك في العملية السياسية ولكنها تطالب الحكومة الجديدة بأن تبرهن على خدمتها لبلدها وشعبه" وشدد على استعداد الهيئة لتقديم النصح والتوجيه في سير العملية السياسية من منطلقنا الوطني وجدد التأكيد على عدم المشاركة في الحكومة العراقية وقال لكننا سنؤيد العملية السياسية الصحيحة والبعيدة عن التسلط الاجنبي واصر على ضرورة العمل من اجل رحيل القوات الاجنبية من البلاد لان هذا الوجود هو احد الاسباب الرئيسية الذي يمنع الهيئة من الانخراط في العملية السياسية .

وعلى صعيد تشكيل الحكومة الجديدة قال المتحدث باسم اياد علاوي ان رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته وافق على مشاركة كتلته البرلمانية في الحكومة الجديدة وانه يجري مفاوضات على المناصب الوزارية التي سيحصل عليها ائتلافه. واضاف المتحدث ثائر النقيب ان ائتلاف علاوي يريد أربعة مناصب وزارية بينها إحدى الوزارات السيدية يعتقد انها ستكون الدفاع كشرط لمشاركته. وكان مساعدون لعلاوي قالوا في وقت سابق انهم لن يشاركوا في الحكومة مفضلين البقاء في مقاعد المعارضة في البرلمان.

وأشار النقيب الى أن علاوي قرر مشاركة ائتلافه في الحكومة الجديدة لإيمانه بضرورة إنجاح العملية السياسية والديمقراطية في العراق. ومن جهته قال هوشيار زيباري وزير الخارجية ان التمثيل النيابي للكتل السياسية التي تتشكل منها الجمعية الوطنية ستكون هي المعيار الاساسي لتشكيل الحكومة الانتقالية المقبلة.

وقال زيباري في مؤتمر صحافي عقده اليوم في بغداد إن أعضاء الكيانات السياسية التي فازت في الانتخابات التشريعية والتي حصلت بموجبها على تمثيل نيابي معين "لديها استحقاق انتخابي وتمثيل سياسي قوي في الجمعية الوطنية وعلى ضوء ذلك سوف يحصلون على مقاعد وزارية مناسبة ونعتقد أن من حقهم أن يتمكنوا من الحصول على تمثيل عادل في الحكومة الجديدة".

واضاف زيباري الذي يتوقع أن يشغل نفس المنصب الذي شغله في حكومة اياد علاوي ان المباحثات التي تجريها الان القائمتان الكردية والشيعية من أجل اشراك القائمة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي والتي جاءت الثالثة في الانتخابات التشريعية الاخيرة بعد أن حصلت على 40 مقعدًا ستتواصل من أجل "المشاركة في الحكومة الانتقالية الجديدة. وقال "ونحن في القائمة الكردية وقائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية لدينا تصور مشترك في الحاجة القصوى لمشاركة القائمة العرقية في الحكومة الجديدة ولتشكيل حكومة وحدة وطنية بكل معنى الكلمة." واضاف إن "الاشارات التي تلقيناها في اليومين الماضيين كانت مشجعة وايجابية جدا."

واوضح زيباري "إن عملية تشكيل الحكومة لم تحسم بعد ولكنها في المراحل النهائية." واضاف ان توزيع المناصب لتشكيل الحكومة المقبلة "سيكون على أساس التمثيل السياسي لهذه الكتل في الجمعية الوطنية والذي سيؤخذ كمعيار اساسي.. وعلى ضوء هذا لابد من تنازلات متبادلة للوصول إلى صيغة توافقية لحكومة انقاذ وطني." واشار الى انه على هذا الاساس فان مسألة عدد نواب رئيس الوزراء التي كانت محل خلاف بين القائمتين الكردية والشيعية قد حسمت مؤخرا وان "رئيس الحكومة المقبل سيكون له أكثر من نائب.. وهذا الموضوع قد حسم."

وتاتي هذه التطورات في وقت باشرت الهيئة الرئاسية العراقية المنتخبة مهامها الرئاسية اليوم الأحد والمتمثلة بالرئيس جلال طالباني ونائبيه الشيخ غازي عجيل الياور والدكتور عادل عبد المهدي. وابلغ طالباني الصحافيين بان هيئة الرئاسة تعمل بصورة مشتركة وقيادة جماعية من اجل تحقيق الاهداف التي ناضل من اجلها الشعب العراقي وقدم في سبيلها التضحيات الكبيرة.

واكد بان هيئة الرئاسة تعتبر نفسها خادمة للشعب العراقي "وستبذل انشاءالله الجهود الحثيثة من اجل التعاون بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمعية الوطنية لتقديم افضل الخدمات لهذا الشعب الذي عانى على مدى 35 عامًا من الدكتاتورية والظلم. وشدد على عزم هيئة الرئاسة لتشكيل قيادة جماعية للحكم العراقي الديمقراطي الفدرالي التعددي الموحد المستقل.

وحول اولويات العمل لهيئة الرئاسة اوضح قائلا" نحن اليوم قبلنا استقالة الدكتور اياد علاوي وهذه هي الخطوة الاولى لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة" . وفي رد على سؤال الممارسة الرئاسية وتداول السلطة بهذا الشكل اجاب ان هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها استلام السلطة بهذا الشكل الديمقراطي "وهي المرة الاولى التي تجرى فيها انتخابات نزيهة وحرة في العراق وهي المرة الاولى ايضا التي يشهد فيها العراق تعاونا ملحوظا ووثيقا بين الهيئات الرئاسية خدمة لهذا الشعب العظيم".