طهران: اعترف وزير الخارجية الايراني كمال خرازي اليوم الاثنين بان بعض المعارضين الايرانيين ربما كانوا سجنوا ظلما لكنه قال ان لايران خصائص دينية وثقافية تعتبر "خطا احمر" لا يمكن للاتحاد الاوروبي تجاوزه. وقال خرازي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره الدنماركي ستيغ مولر "لا اقول انه لا يوجد في سجوننا من لا يستحق ان يكون في السجن".
واضاف "قد يكون هناك حالات لا نتفق بشانها" مع القضاء المحافظ "لكننا نام ان كان هناك من هو في السجن بغير وجه حق ان يطلق سراحه".
لكن الوزير الايراني اوضح في المقابل ان "مسالة حقوق الانسان يجب ان تبحث مع الاخذ في عين الاعتبار خصوصية كل مجتمع وقيمه الثقافية والدينية واحترام الخطوط الحمر الموجودة لدى كل مجتمع". وخاطب خرازي نظيره الدنماركي قائلا "عندكم في الدنمارك خطوط حمر وفي الولايات المتحدة وفي المجتمعات الاخرى ومنها مجتمعنا توجد مثل هذه الخطوط". وعبر خرازي عن ترحيبه بالحوار مع الاتحاد الاوروبي بشان حقوق الانسان لكنه حذر من ان التشديد على ملفات فردية كما يفعل الاتحاد "لا يفيد .. وربما كان على العكس ضارا".
وكان الاتحاد الاوروبي بدا في كانون الاول(ديسمبر) 2002 حوارا رسميا مع ايران بشان حقوق الانسان في اطار اشمل، سياسي واجتماعي. وتلقى الاوروبيون، الذين يخشون على الحريات الاساسية ويعارضون اغلاق الصحف واعدام القاصرين، ضمانات بوقف عمليات الرجم (في حالات الزنى).
لكن الحوار بشان حقوق الانسان عاد الى الصف الثاني في المواجهة القائمة بشان الملف النووي الايراني. ويتذرع الايرانيون في هذا الحوار بالخصوصية المحلية والشريعة الاسلامية المطبقة في ايران ويواجهون الاوروبيين بانتهاكات حقوق الانسان التي تجري في دول الاتحاد الاوروبي.
وقد اعترف مولر بهذه الخصوصية لكنه اثار ما سماه "مباديء عامة" تستدعي "المضي قدما" في الحوار.
لا خطة نووية سرية لايران
واكدخرازي ان ليس لدى لجمهورية الاسلامية "اي خطة سرية" لانتاج سلاح نووي. وقال خرازي في مؤتمر صحافي مع الوزير الدنماركي بير ستيغ مولر في طهران "ان حجم منشآتنا للتخصيب الصناعي في حد ذاته يؤكد ان ليس لدينا اي خطة للتحول الى انتاج اسلحة نووية". وتؤكد ايران على الدوام انها تعتزم تخصيب اليورانيوم لتوفير الوقود لمفاعلاتها النووية في المستقبل. الا ان المجموعة الدولية تعرب عن القلق من ان تستخدم ايران اليورانيوم للمضي في تخصيبه وصنع قنبلة نووية.وتعززت المخاوف الدولية بما درجت ايران على اخفائه بحيث وجد المجتمع الدولي نفسه عام 2002 يواجه تقدما حقيقيا في برامج التخصيب الايرانية.
وقال الوزير الدنماركي "ليس هناك ما يكفي من الثقة المتبادلة وعلينا ان نعزز هذه الثقة". واضاف "من المهم جدا ان تبرهن ايران بشكل واضح ان هذا البرنامج لانتاج الكهرباء لن يستخدم لصنع اسلحة نووية" مؤكدا ان من المهم ايضا "ان تدرك ايران انه لا يمكننا القبول بالمزيد من القوى النووية" العسكرية. وطالب طهران على غرار سائر بلدان الاتحاد الاوروبي "بضمانات موضوعية انه لن يكون هناك اسلحة نووية" وذلك بالتخلي نهائيا عن برامج التخصيب. وحاليا تحاول كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا الحصول باسم الاتحاد الاوروبي، على "ضمانات موضوعية" من طهران عبر اقناعها بالتخلي نهائيا عن تخصيب اليورانيوم.
ووافقت ايران نهاية السنة الماضية على تعليق جميع نشاطاتها الخاصة بالتخصيب الى ان تنهي مفاوضاتها مع اوروبا. لكنها رفضت حتى الان العدول نهائيا عن هذه النشاطات، الضمانة الوحيدة للاتحاد الاوروبي بان البرنامج النووي الايراني لاغراض مدنية بحتة. واكد خرازي الاثنين على "الحق الشرعي" لايران بتخصيب اليورانيوم. وقال خرازي ان ايران لم تعلن نشاطاتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية طوال سنوات لانها لم تكن ملزمة بذلك بموجب البروتوكول الاضافي لمعاهدة الحد من الانتشار النووي بما انها لم تكن قد وقعته بعد. واضاف انها لو فعلت لكانت تعرضت "لمزيد من العقوبات الدولية". واوضح ان برنامج التخصيب "لم يكن سريا منذ البداية"، لكن "لم يتم الاعلان عنه" للوكالة الدولية.
واكد مولر على اهمية حصول ايران "على الثقة" من خلال "احترام تعهداتها الدولية" (البروتوكول الاضافي) والحفاظ على تعليق تخصيب اليورانيوم خلال فترة التفاوض مع الاوروبيين.وقال انه بحث مع نظيره مسألة قيام اوكرانيا بتسليم ايران صواريخ عابرة قادرة على حمل رؤوس نووية.وتحدث الرئيس الاوكراني الجديد فيكتور يوتشينكو والمدعي العام في كييف سفياتوسلاف بيسكون عن هذه الصفقة اخيرا. ونفت طهران ذلك لاول مرة الاحد.
ونفى خرازي بدروه ذلك لنظيره الدنماركي. وقال مولر ممازحا ان الصواريخ "قد فقدت في طريقها بين اوكرانيا وايران".ويتوقع ان يستأنف الخبراء النوويون الايرانيون والاوروبيون مفاوضاتهم في 19 من نيسان(ابريل) الحالي.
التعليقات