أسامة العيسة من القدس: لم تتخذ محكمة العدل العليا الإسرائيلية قرارا حاسما في خلاف ديني بين طائفتين مسيحيتين، انفجر قبل ثلاثة أعوام.

ودعت هذه المحكمة اليوم في اثناء نظرها في قضية رفعتها الرئاسة الروحية لطائفة الأرمن الأرثوذكس ضد الروم الأرثوذكس، الطرفين إلى حل خلافاتهما بمزيد من الحوار.

وكان الخلاف نشب بين الطرفين في الثلاثين من نيسان (ابريل) 2002 الذي يصادف سبت النور لدى الطوائف الشرقية، عندما اتهم الأرمن، الروم بمحاولة تغيير طقوس سبت النور المعمول بها منذ قرون في كنيسة القيامة بالقدس، حيث تنتظم علاقات الطوائف المسيحية في كنائس بيت لحم والقدس ترتيبات وتدابير تعرف بالاستتكو أي الوضع القائم، وتمت هذه الترتيبات بتدخلات من دول أجنبية كانت كل منها ترى نفسها حامية لهذه الطائفة أو تلك، وأدى إلى الإخلال فيها إلى نشوب حروب شاركت فيها اطراف عالمية مثل حرب القرم.

ونشب الخلاف حول المكان الذي سيخرج منه النور من كنيسة القيامة إلى كنيسة المهد، وأدى الخلاف إلى عراك بين أفراد من الطائفتين أدى إلى وقوع إصابات بجروح وانتقل العراك من القدس إلى بيت لحم.

وبعد هذا الخلاف رفع الأرمن قضية لدى المحكمة العليا الإسرائيلية التي آثرت في قرارها اليوم عدم التدخل في شؤون الطائفتين.

واوصت هذه المحكمة الرئاسة الروحية لطائفتي الروم الأرثوذكس والأرمن بمواصلة الجهود لحل الخلافات بينهما.

وفي تطور لافت بين الرئاستين الروحيتين، أبدى الجانبان وقبل عقد جلسة المحكمة نيتهما بالحوار وحل الإشكال وديا، عندما تعانق رجال دين من الطرفين.

وسيكون محك لنيات الطرفين ما سيحدث يوم الثلاثين من نيسان (ابريل) الجاري، عندما يحتفل الطرفان بالنور المقدس الذي سيخرج من قبر المسيح في القدس إلى حيث ولد في بيت لحم.