ايلاف من بيروت ووكالات:قتل شخصان على الاقل وجرح 16 اخرون حسب حصيلة نهائية لمصادر طبية، في انفجار وقع مساء اليوم الجمعة في مدينة جونيه الساحلية المسيحية على بعد حوالي 20 كلم شمال بيروت.

ووقع الانفجار حوالي الساعة 30،21 (30،18 ت غ) قرب مقر للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشال عون المناهض للوجود السوري في لبنان والذي يعود غدا الى لبنان بعد 15 سنة امضاها في المنفى في فرنسا.

كما دمر الانفجار بشكل جزئي كنيسة ما يوحنا الاثرية والحق اضرارا جسيمة بمحطة اذاعة "صوت المحبة" المسيحية الخاصة التابعة للكنيسة المارونية.كما الحق الانفجار ايضا اضرارا بالمحلات التجارية في السوق.

وذكرت المؤسسة اللبنانية للارسال (تلفزيون ال بي سي) ان الانفجار الذي استهدف مدخل السوق القديم في مدينة جونيه اسفر عن سقوط قتيلين على الاقل احدهما امرأة سريلانكية والاخر لم تعرف هويته بالاضافة الى 16 جريحا بينهم ثلاثة عمال مصريين.

وكانت حصيلة سابقة لمصادر امنية تحدثت عن سقوط ستة جرحى في الانفجار.وقد دان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود بشدة الانفجار الذي وقع في مدينة جونيه واصفا اياه بانه "محاولة يائسة هدفها اعادة اجواء الرعب والخوف والقلق الى نفوس اللبنانيين عموما وابناء المنطقة المستهدفة خصوصا".وقال "ان مثل هذه الرسائل الدامية يواجهها اللبنانيون بمزيد من التصميم على التمسك بوحدتهم وتضامنهم وحريتهم".وتساءل "هل مصادفة ان يقع هذا الانفجار عشية تطورات سياسية ينتظر ان يشهدها لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة" في اشارة الى عودة العماد ميشال عون الى لبنان قادما من فرنسا.

اما العماد ميشال عون وهو احد رموز المعارضة اللبنانية، فقد اعتبر ان الاعتداء يهدف الى "ترهيب اللبنانيين" وذلك في تصريح الى "تلفزيون ال بي سي".
وقال ان "الامر يتعلق بمحاولة لترهيب اللبنانيين لثنيهم عن النضال بعزم من اجل لبنان حر وسيد".واوضح "لن يخيفنا ولن يرهبنا وسارجع غدا بعد الظهر ولن اغير شيئا والرد سيكون بمهرجان ساحة الشهداء" بوسط بيروت.

اما المسؤول الاعلامي في التيار الوطني الحر الياس الزغبي فقال في تصريح للصحافيين ان "الانفجار عمل ارهابي يهدف الى ترويع الناس ومنعهم من المشاركة في التظاهرة الشعبية التي ستجرى غدا السبت في بيروت لاستقبال العماد عون".واضاف ان اذاعة صوت المحبة التي اشتعلت فيها النيران استهدفت لانها بثت اليوم الجمعة حلقة خاصة عن اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية.

وينشط انصار التيار العوني منذ اسبوع لاقامة استقبال ضخم لزعيمهم الذي كان اعلن عام 1988 "حرب التحرير ضد سوريا" عندما كان رئيسا للحكومة العسكرية المسيحية.

وتعتبر منظمات لبنانية للدفاع عن حقوق الانسان ان 440 لبنانيا هم في عداد المفقودين او معتقلين في سورية.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اعلن الاربعاء في دمشق اثر محادثات اجراها مع الرئيس السوري بشار الاسد "تشكيل لجنة مشتركة لبنانية سورية لاجراء تحقيق اضافي حول السجناء اللبنانيين في السجون السورية".

من ناحيته، اعلن رئيس الحكومة السورية محمد ناجي عطري في مقابلة مع صيحفة "البايس" الاسبانية ان اللبنانيين المعتقلين في سوريا "هم ارهابيون".وهو خامس اعتداء بالمتفجرات يستهدف مناطق مسيحية في لبنان منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير الماضي.واوقعت الانفجارات السابقة في المنطقة المسيحية وكان اخرها في 19 اذار/مارس والثاني من نيسان/ابريل ثلاثة قتلى وعشرين جريحا وتسببت باضرار مادية جسيمة قدرت بملايين الدولارات.واستهدفت الانفجارات مناطق صناعية وتجارية وسياحية وشلت الحركة الاقتصادية.ووقعت هذه الاعتداءات قبل الانسحاب الشامل للقوات السورية من لبنان الذي انتهى في 26 نيسان/ابريل.