الياس توما من براغ : تحولت العاصمة الشيكية براغ منذ لا يقل عن عامين إلى هدف محبب لدى من يسمون " بالسياح الجنسين " الذين يتدفقون إليها
الآلاف ولاسيما من الدول الغربية وعلى الأخص من ألمانيا وبريطانيا بسبب رخص أسعار بائعات الهوى وتوفر كل ما هو مطلوب في هذا المجال من جهة ورخص أسعار المشروبات الكحولية ولاسيما البيرة من جهة أخرى.
وتؤكد وكالة " تشيك توريزم " للسياحة في احدث إحصائية لها أن عدد الذين يقصدون براغ بحثا عن الملذات الجنسية والكحولية يصل إلى سبع مئة ألف سائح سنويا مما يعني بالنسبة لعدد السياح الذين زاروا براغ العام الماضي وهو 7و6 مليون أن كل عاشر سائح قصد براغ من اجل هذين الهدفين.
المتجول ليلا في مركز مدينة " المئة برج " أو ما تسمى أيضا" ببراغ الذهبية " ولاسيما في ساحة " فاتسلاف " أو منطقة " الموستك " أو شارع "بيرلوفا" أوغيرها يشعر بأنه يتواجد في عالم مختلف عما يراه في المدينة خلال النهار، فعشرات العاهرات يشغلن أرصفة الشوارع الرئيسية للعاصمة بألبسة مثيرة وبينهن و أحيانا بعيدا عنهن عشرات الفتيان الذين يوزعون على المارين من السياح أو المقيمين المنشورات الدعائية الخاصة بالنوادي الليلية التي متاح فيها عمليا كل شيء على الرغم من أن "البيوت العامة" محظورة حسب القانون التشيكي حتى الآن.
ويعترف وزير التنمية المحلية ييرجي باروبيك بان هذا الواقع قد أساء إلى سمعة براغ في الخارج وان على الشرطة أن تبعد بائعات الحب وهذه النوادي من مركز المدينة بالوسائل القانونية التي تمتلكها
ويرد محافظ المدينة بافيل بيم على الانتقادات الموجهة لمدينته بالقول إن مشكلة تدفق السياح الجنسيين أو سياح البيرة لا تقتصر على العاصمة التشيكية و إنما تشمل هذه الظاهرة مختلف العواصم الكبيرة غير أن صحيفة " ملادا فرونتا دنيس " الأوسع انتشارا هنا ترد عليه بالقول إن باريس يعيش فيها نحو سبعة ملايين نسمة وفيها عدة آلاف من العاهرات غير أن تواجدهن في وسط العاصمة الفرنسة غير ممكن و إنما يتواجدن على أطراف المدينة أما امستردام العاصمة الهولندية المشهورة بالإباحية في الجنس وتعاطي المخدرات فقد نجحت في الحد من تدفق السياح الجنسيين إليها من خلال تعزيز وجود الشرطة في الشوارع وسهرهم على النظام العام.
ويقول ممثل وكالة " تشيك توريزم " في امستردام يان كوتالا بان عناصر الشرطة يمكن مشاهدتهم بشكل جيد جدا وسط العاصمة ويقومون بفرض الغرامات المالية بدون تساهل على السياح الذين يخرقون القانون كقيامهم بالضجيج ليلا في الشوارع أو التبول في الاقنية النهرية كما خفف من تدفق سياح البيرة البريطانيين إلى هولندا رفع أسعار البيرة بحيث وصل سعر نصف اللتر الآن إلى نحو 5 يورو.
وفي الوقت الذي تقدر فيه وزارة الداخلية التشيكية عدد العاهرات في البلاد بنحو عشرة آلاف منهن عدة آلاف في العاصمة لوحدها يقول محافظ براغ إن الحل الوحيد لتصحيح الوضع يكمن في إجراء عملية تنظيم للدعارة من خلال إصدار قانون يعترف بهذه المهنة ويحدد شروط ممارستها ولاسيما إنشاء بيوت عامة وإخضاع العاهرات إلى فحوص طبية وبالتالي إجبارهن على الانسحاب من وسط العاصمة وتسديدهن للضرائب
ويشتكي محافظ براغ من عدم وجود إرادة سياسية حتى الآن لدى الحكومة والبرلمان لتصحيح هذا الوضع الذي لا يقلق أعضاء مجلس المدينة فقط و إنما أيضا آلاف الناس من سكان وسط العاصمة بدليل بدء توقيعهم على عريضة تطالب بإيجاد حل لهذه المشكلة التي تحدث أمام منازلهم وعلى مرأى ومسمع من أولادهم
كما تنبه بعض وكالات السياحة إلى أن هذا الأمر يؤثر سلبيا على سمعة تشيكيا في الخارج وعلى نسبة السياح الذين يقصدون براغ للاطلاع على معالمها وأثارها
وترى بعض الأوساط المشتغلة بالسياحة هنا أن بعض وسائل الأعلام ولاسيما في بريطانيا قد لعبت دورا سلبيا في هذه المسالة من خلال نصيحتها إلى القراء بالتوجه إلى براغ لامضاء عطلة نهاية الأسبوع بأسعار رخيصة والتمتع بليالي الأنس فيها وقد أصبحت براغ حسب صحيفة " الغارديان " رديفا لسياحة البيرة والجنس وترى الصحيفة أن براغ ليست الوحيدة في هذا الأمر من بين العواصم الأوربية بل تحظى العاصمة الهنغارية " بودابست " بسمعه مماثلة،غير أن هذا الأمر قد يتغير في الخمس سنوات القادمة لان اهتمامات سياح الجنس والبيرة البريطانيين ستتحول إلى دول البلطيق.
- آخر تحديث :




التعليقات