الحرب الماضية أفقدت الفطر معناه الحقيقي
لبنانيون يستقبلون العيد بأمنيات أمنية وسياسية
كثيرون من ابناء الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني لم يستطيعوا هذا العام ان يحتفلوا بهذا العيد في منازلهم الدافئة، فاما كانوا في منازل استأجروها او عند اقاربهم، لذلك كان طعم هذا العيد مختلفًا عليهم هذا العام، ولم يحمل في طياته كل الفرح والبهجة الذي ينتظرونه.
حتى اطفال هذه المناطق لم يتلقوا هديتهم التي كانوا ينتظرونها، فبقيت الاماني والاحلام بالالعاب تنتظر ان يتحقق السلام الحقيقي في بلد يفتقر الى مقومات الحياة الطبيعية.
اما الكبار فقد سئموا بمجملهم تصريحات وجدل السياسيين وتمنوا لو طالت فرصة العيد التي امنت في لبنان بعضًا من جو الهدوء والسكينة السياسية حتى لو تخللتها في بعض الاحيان مناوشات كلامية من هنا وهناك.
يؤكد طلال (10 سنوات) ابن الضاحية الجنوبية ان هذا العيد لم يحمل له ما كان يرجوه، ورغم سنواته العشرة يأمل طلال ان ينتصر لبنان على كل الحروب التي يمر بها، طلال الذي تضرر منزله في حارة حريك يأمل ان يحمل العيد المقبل المزيد من الفرح خصوصًا الى العائلات التي تفرقت او فقدت اعزاء لها خلال الحرب.
الامن الحقيقي
علي (21 عامًا) يطلب من الله ان يسود الامن في لبنان، واذ يرحب بانتشار الجيش في الجنوب اللبناني الا انه لا ينكر تضحيات حزب الله وما قدمه من غال ونفيس في سبيل تحرير الجنوب، ويطلب علي ان يكف المسؤلون عن التناحر لما فيه مصلحة الوطن، اما اذا سألته ما هو الوطن المثالي الذي يحلم به فيرد عليك لا وجود له في لبنان لان هذا البلد دأب منذ تكوينه على الصراعات فاما تكون طائفية او مرات اخرى مذهبية، ويتطلب انشاء وطن مثالي في لبنان وعيًا كبيرًا من قبل جميع الاطراف، وللاسف، يتابع علي، هذا الوعي مفقود، اقله لدى السياسيين.
ويقول علي انه على علاقة طيبة باصحابه في المعسكر الآخر، حتى لو اختلف معهم في الآراء السياسية، لانه يؤمن بان لكل طرف رأيه الخاص، لكن يضايقه في بعض الاحيان وجود بعض quot;الحزازيات والنكاياتquot; بين الشباب، وهو يرفض ذلك معللًا الامر بالقول:quot;كيف سنبني بلدًا وحكومة موحدة مع وجود هذه التمايزات الصارخة في ما بيننا؟
التهاني
ريتا تنتظر عيد الفطر المبارك لتقدم التهاني الى اصدقائها المسلمين، وتؤكد ان هذا العيد يحمل الكثير من الخيرات على البلاد، او اقله هذا ما تأمل به، لان لغة التخاطب بين السياسيين خفت لهجتها القاسية، وهو امر ايجابي بالنسبة لها.
الفرص
أهم ما يحبه باسل في عيد الفطر هي ايام الفرص، هكذا يؤكد لنا ضاحكًا، لكنه يعود ويستطرد:quot;اهم ما في عيد الفطر بالطبع ايضًا معناه السماوي الذي يرفع الانسان من مقامه الارضي الى المقام العالي، ويأمل باسل ان يستتب الامن الحقيقي في لبنان، لاننا حتى هذه الساعة ورغم توقف القذائف عن بيروت والجنوب، الا اننا لم نعش الامن الحقيقي بعد، مع كل ما يعيشه لبنان من تجاذبات بين القياديين، التي تذكر نوعًا ما بالحرب الاهلية التي كانت سائدة في الماضي، لكنها اتخذت هذه المرة شكلًا جديدًا، مع تحالفات جديدة ظهرت على الشاشة.
لا هدايا
عبير لم تستطع هذا العام ان تقدم الهدايا والالعاب لاقربائها واصدقائها، والسبب ربما صرفها من العمل بعد الحرب التي مرت على لبنان، وتقول عبير:quot;هذا العام كان قاسيًا جدًا على الجميع، ولم نستطع تأمين الحاجيات الضرورية خصوصًا في ظل الضائقة المادية التي يعيشها البلد، فكيف اذا ما صرفنا من اعمالنا.
عبير تفتش حاليًا على عمل جديد ورغم ذلك هي غير متفائلة بمستقبل لبنان، وتفكر فعليًا بالهجرة ربما الى كندا او اوستراليا او اي بلد يُحترم فيه الانسان كما تقول.
ورغم انها لا تخفي حبها وتعلقها بلبنان، لكن بعد الحرب التي مرت وخسارتها لوظيفتها فان العيش فيه لم يعد يُحتمل.
التعليقات