في استفتاء إيلاف حول قضاء عطلة العيد
العرب بيتوتيون حتى في أعيادهم

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: عكست نتائج استفتاء ايلاف للاسبوع الماضي مدى التصاق معظم العرب ببيوتهم وابتعادهم عن تخصيص وقت من حياتهم للترفيه خارج المنزل. بل ربما غابت ثقافة الترفيه او الاستجمام عن الذهن العربي لاسباب اقتصادية واجتماعية جعلت الترفيه ترفا مابعده ترف بالرغم من انه لايتوجب الكثير من المصاريف سوى دراية وتخطيط بعيدا عن حمى الطعام الذي ياخذ من الاسرة العربية ثلاثة ارباع اليوم؛ اذ يرافق طبق الطعام الكثيرين حتى الى غرفة النوم.

بل ان اهم عيدين اسلاميين وعربيين يشكل الطعام محورهما وهما عيد الفطر وعيد الاضحى فكلاهما يستوجبان توفر الطعام لاتمامها. فالصائم يفطر في العيد على الاكل بطريقة ثارية تفوت عليه التفكير في قضاء عطلة العيد خارج المنزل. وكذلك من يذبح اضحية في عيد الاضحى عليه الاستعداد لجزر الذبيحة وسلخها وتوزيع لحهما واكل ماتبقى او ما اختير منها ليقضي بقية ايام العيد في دعوة على طعام وفير هنا واكل حلويات هناك.

وقد شملت عدوى العيدين الكبيرين لدى العرب والمسلمين بقية الاعياد اذ لايغيب الطعام الدسم عن معظمها وسط غياب لاي ترفيه او اختراع طريقة جديدة للاحتفال باي عيد خشية الاتهام باتباع بدعة في عيد مقدس او بسبب الانغلاق الذهني عن استحداث اي جديد.

حتى الغني من العرب اذا سافر فسيكون الطعام محور سفره. واين ياكل في البيت ام في المطعم واي مطعم افضل وكل هذا ياخذ وقتا لحسم الاختيار بشانه. ويجدر هنا الانتباه لقلة عدد النباتيين عربيا بل ربما بات الشخص النباتي محل تندر زملائه لانه شذ عن قاعدة الاكل الشره. فالاكل يقترن عربيا باللحم و امتد ذلك لوصفهم لجسد المراة باللحم. فغاب جلد المراة وحضر (لحمها) جسدها حتى ادبيا قديما وحديثا.. شذ عن ذلك عدد قليل جدا، يقل عن عدد من صوت في هذا الاستفتاء لصالح قضاء عطلة العيد في السفر، كالشاعر انسي الحاج (لها جلدٌ السلامُ عليه).

استفتاء ايلاف اوضح لنا مدى تعلق العربي بمنزله في العيد فنسبة من صوت لصالح البقاء في المنزل مع الاهل اثناء العيد 74% فيما كانت نسبة من يفضل قضاء العيد خارج وطنه 8% اما من يسافر داخل بلاده فنسبتهم 5% وبقي من لايعلم كيف يجيب ونسبتهم 13% اذ تم طرح الاستفتاء للتصويت قبيل عيد الفطر الذي انقضى قبل ايام.

وكان عدد المصوتين على هذا الاستفتاء ليس كبيرا كما في كل مرة 5888 بسبب انشغال القراء بما يتخلله الاحتفال المنزلي بالعيد.

ولو سلمنا بصعوبة السفر خارج الوطن التي صوت لها 8% فقط لاسباب تتعلق ربما باستحصال سمات الدخول لبلدان اخرى اضافة الى تكلفة السفر التي لايستطيع الجميع توفيرها. لكن هل السفر داخل الوطن(صوت له 5%) تعيقه ذات الاسباب التي تعيق السفر للخارج؟

وعكس لنا مدى ابتعادنا عن ثقافة السفر حتى داخل بلادنا لغرض الاستجمام وادخال كائنات جديدة من الهواء النقي لباحات اجسادنا، وتعليم ابنائنا حب السفر والاستجمام واستغلال العطلات ليس للنوم والاكل؛ اذ بقليل من التخطيط نستطيع قضاء سفرات قصيرة الامد واخرى طويلة وحتى سفرات اليوم الواحد التي يمكن تخصيص عطلة نهاية الاسبوع لها.

فاهمية المنزل لاتحتم علينا الالتصاق به حتى في الاعياد فارواحنا لها حقوق علينا.