نصر المجالي من لندن: حين استقطبت دولة قطر في العام الماضي العداء الكيني ستيفن تشيرتو وركبت به على أكتاف عدائي العالم مانحة إياه جنسيتها باسم سعيد سيف شاهين وفاز بذهبية زيورخ بسويسرا لسباقات ألـ 3000 متر في العام 2003 ، كان الحدث مصدر استهجان ليس على صعيد عربي بل على صعيد رياضي عالمي، لكن وحدها قطر اعتزت بـ "شاهينها" الجديد، والشاهين هو نوع من الصقور المستخدمة في منطقة الخليج لصيد الحباري.

وإذ نسوق هذه المقدمة، فإن استفتاء "إيلاف" في الأيام السبعة الماضي لامس هذه القضية بشكل واضح، حيث رفضت نسبة كبيرة تزيد على ثلثي المصوتين على سؤال القسم الرياضي، حول ما إذا يرى القراء أنه ممكن تطوير الرياضة العربية بلاعبين أجانب وتجنيسهم. وكشفت نتائج الاستفتاء الجديد عن آراء غير مسبوقة للجيل العربي المتابع لمعلومات الشبكة العنكبوتية في قضايا اجتماعية وسياسية وفكرية عديدة تثير جدالا واسعا على الصعد العربية والإسلامية كافة، وهي أشارت إلى النظرة الليبرالية التحررية في فكر الناشئة، ومن المثير الذي كشفه الاستفتاء هو أن غالبية المصوتين لا يثقون بمعاملة المطارات والحدود العربية.

فمن الأجوبة مع أو ضد أو لا أعلم على الأسئلة الإيلافية، نستنتج أن القراء بنسبة متواضعة يؤيدون صلحا إسرائيليا سوريا، على غرار الصلح مع مصر، في حين تبين أن نسبة عالية تعتقد بأن الضغوط الأميركية على سورية ستجبرها على الخروج من لبنان.

وعلى الواجهة الفكرية، رأت نسبة غير قليلة من المتابعين، أن الحركة الأصولية ستشهد انحسارا يماثل انحسار الحركات اليسارية التي تراجعت من بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، في حين أيد متابعون كثيرون القول بأن السبب في ضعف الصحافة العربية، هو تراجعها. أما اجتماعيا قال كثيرون أن الفقر هو عامل أساس في تصاعد نسبة الجريمة.

وفي تفاصيل استفتاء "إيلاف عبر أعداد المشاركين في التصويت والنسب المئوية لآرائهم، حتى يوم أمس الأحد على مدى الأيام السبعة التي سبقت، فإنه ردا على سؤال استفتاء صفحة الكمبيوتر للأسبوع المنصرم واضحا ومباشرا وهو يقول: هل سبق لك أن زرت مواقع جنسية على شبكة الإنترنت؟ وكان في ذك مساعدة قوية للمشارك لاتخاذ القرار المناسب والتجرؤ على البوح بما يفعله أمام شاشة كمبيوتره المرتبط بالشبكة العنكبوتية من حين لآخر.

وأكدت الأغلبية المطلقة التي شاركت أنها زارت مواقع جنس من غير أي مركب نقص بدليل عبارة "بكل تأكيد".. وفي ذلك شجاعة كبيرة من قبل زوار الصفحة والمصوتين، وهذا دليل يشير إلى أن من بين المصوتين من يعتبر زيارة مواقع الجنس على شبكة الإنترنت كجزء من المكون الشامل للويب العالمية حيث هي متاحة للجميع "وبالتالي لا مانع من زيارتها".

أما بخصوص الصنفين الآخرين من المصوتين، لوحظ تردد بعض المصوتين بين الذين يزورون مواقع جنس بشكل قليل والذين يعلنون انهم لم يزوروها قط حيث كانت النسبة متقاربة بين الطرفين وكأن الحدود بين المترددين والرافضين لاوجود لها. فاعترفت نسبة 53 % انها زارتها بينما قال 25 % انهم يزورونها قليلا جدا، ونفى 22 % فعل ذلك، وكان مجموع الذين صوتوا :718.


وفي الرد على استفتاء صفحة "أصداء" وهي الصفحة المفتوحة كالهواء الطلق للكتابة من جانب مشاركين عديدين من دون أن تتحمل "إيلاف" مسؤولية ما يكتبون، حيث الصفحة فضاء رحب للجميع، كان السؤال يتعلق بتردد القوات العراقية في اجتياح مدينتي الفلوجة ومدينة الصدر اللتين شهدا ويشهدان مواجهات مسلحة بين متمردين يتحصنون فيهما والقوات العراقية والأميركية وتسببت بمقتل الكثيرين، فقد صّوت 44.4% من مجموع المصوتين ألـ 433 أن التردد نابع من رغبة الحكومة في انتظار حل سلمي، أما نسبة 34% فقد رأت أن ذلك نابع من قلة الإمكانات لدى الحكومة العراقية المؤقتة التي قال رئيسها إياد علاوي الأسبوع الماضي أن الحكومة استلمت خزينة خاوية، . فيما صوّت 22% لخشية الحكومة العراقية من الإعلام خاصة العربي الذي تتهمه الحكومة بالاهتمام بما يلحق المدنيين من خسائر في الأرواح والتركيز عليها فقط، وبلغ عدد المصوتين 387.

وإليه، فإنه نتيجة استفتاء باب "التحقيقات الصحافية"، فإنه تبين أن المواطن العربي يواجه معاناة عدوانية سافرة من رجال الأمن في المطارات العربية مقارنة بنظيرتها الأجنبية، وعادة يتردد المواطن كثيرا حين ينوي زيارة أي بلد عربي خشية الاشتباه سياسيا وتعطيل دخوله لذلك البلد لساعات تحت أعذار شتى ناهيك عن تفشي ظاهرة الرشوة في الكثير من تلك المطارات، وكان سؤال باب قسم "التحقيقات الصحافية" في "إيلاف"عن تلك المعاملة فوجد 78% من المصوتين البالغين عديدهم 183 بأنه تعامل عدواني فيما رآه 20% بأنه عادي، ورأى 2% فقط بأنه تعامل حضاري.

واقتصاديا، سلط الاستفتاء الضوء على مدى إقبال أو تشجيع المواطن العربي للانتاج المحلي، وان جاء السؤال معكوسا ليطرح مدى تفضيله للبضاعة الاجنبية، خاصة وان المنتج المحلي في السوق العربي هو دائما على الرف السفلي وان انخفض سعره مقارنة مع الاجنبي. وكان الهدف هو استنباط موقف المستهلك حين يوضع أمام خيارين هما المنتج المحلي المستورد، فأظهرت الاجابات،التي بلغت 571 صوتا، اقبالا شديدا على شراء البضائع المستوردة لجودتها تمثل ب 81 % . وجاء التباهي بالدرجة الثانية وبفارق بارز ايضا اذ بلغت نسبته 4 % فقط ، وكان هناك ما نسبته 15 % من الاجابات لا فرق لديهم بين المصدرين في المعروض من البضائع.

ومن لغة الأرقام وتصاعد الأسعار والفريق بين ما مستورد ومحلي، يذهب الاستفتاء إلى أجوبة المصوتين على سؤال بوابة "الموسيقى"، حيث طالما شكلت
مسألة اللهجة في الغناء العربي جدالا مثيرا لا ينتهي منذ انفتاح العالم العربي على بعضه البعض، ففي الوقت التي كانت فيه الاغنية باللهجة المصرية هي الرائجة بل تحتل المراكز الاولى في الوطن العربي جاءت اللهجة الخليجية واللبنانية والمغاربية وغيرها لتفتح باب التنافس أمام المصرية، وإذا القينا نظرة على نتائج الاستفتاء الذي سأل عن أي اللهجات اقرب الى القلب في الاغنية العربية، سنلاحظ تراجع اللهجة المصرية لصالح اللهجتين الخليجية واللبنانية، اذ جاءت نسبة اختيار المصوتين، الذي بلغ عددهم 3647، للهجة الخليجية 43%، وتلتها اللهجة اللبنانية وبلغت نسبة المؤيدين لها 37%، بينما قالت نسبة 20 % لصالح اللهجة المصرية .

وتتناول استفتاء صفحة "الموضة" إلى مدى واقعية ابتكارات مصممي الازياء، اذ غالبا ما نرى ان اعمالهم هي اشبه باللوحة الفنية التي لا يتخطى استعمالها اكثر من النظر او التأمل بجمالية اشكالها والوانها. فمن يجرؤ على ارتداء ازياء المصممين في السهرات ان لم نقل في وضح النهار، تماما كما تظهر بها العارضات على المسرح. وشارك في الجواب (301) قارئا، قالت نسبة 67% أن ازياء المصممين خيالية، في حين اعتبرت نسبة 18 % أنها قريبة من الواقع، ونسبة الذين يعتبرونها عادية كانت 15%.

أما الشباب، وهم سابلة الأمة وجيلها الجديد، فإنهم أدلوا بدلوهم في رد على سؤال لصفحة "شباب إيلاف"، حول قضية الانتحار التي حرمته جميع الأديان، واضعة قوانين احترازية لمن يحاول اقترافها كجريمة ضد البشرية، لكن هذا الفعل وما ينطوي عليه من تعقيدات كونه من المحرمات "المنفذة " والمتعلقة بشخصية وقناعات أو يأس الشخص ، خاضع لجدل كبير، فممكن أن يكون الانتحار جريمة بحق النفس البشرية وجريمة بحق أهل وأقارب وكل من يحب المنتحر وقد يكون من جهة أخرى خيار شخصي، وفي هذه الحالة تسقط "صفة " انتحار بشكل كلي عن الفعل ويصبح متبنيها في خانة القابلين لتنفيذ الانتحار وفقا لحساباتهم الشخصية. واخيرا الفئة التي تلتزم بوصف وعقاب الدين لها ، وهي الفئة الاقل اقداما على الانتحار خوفا من العقاب وطمعا بالرضى الإلهي. فهناك 1210
صوتوا حول رؤيتهم للانتحار ، 19% اعتبرت الانتحار جريمة ، مقابل 38% اعتبرته خيارا شخصيا و 42% اعتبره مخالفا للشرع، ويلاحظ هنا تقارب مفاجئ في النتائج بين الفئة التي تعتبره خيارا شخصيا وبالتالي مستعدة للإقدام عليه كونه فعل يتعلق بها بالدرجة الاولى وبين الفئة التي تعتبره من الافعال المحرمة والتي يؤدي الاقدام عليه إلى جهنم وبئس المصير.

وحيث يبدو أن الشاعر عند العرب هو أكثر الناس تواطؤا سياسيا وكأنه شاعر بلاط ... فمن بين مجموع المصوتين (256) على سؤال صفحة "ثقافات"، اعتبر 19 % أن الشاعر هو بعيد عن التوطؤات السياسية، بينما 40 % قالوا أن الروائي هو البعيد، يبدو أن الفنان هو الابعد عن التواطؤات اذ حصل على نسبة 41 %.

وعودا على بدء لسؤال الصفحة الأولى الذي دأبت "إيلاف" منذ شروعها بموقعها الجديد أن يكون سياسيا من دون سبب أو ذريعة، فقد كان يسال المتابعين عن مدى تاييدهم لصلح بين سورية وإسرائيل على النمط المصري الإسرائيلي؟،فمن بين مجموع الذين صوتوا :15614 وهو العدد الأكبر من بين المصوتين على الصفحات الشقيقة الأخرى، جاءت النتيجة كالآتي : نعم 52% ، لا 46%
ليس لي موقف 2% وهذه الأخيرة هي القل من بين جميع التصويتات.

ولكن هل يشكل الفقر سببا مهما في تزايد نسبة الجريمة في بعض الدول العربية؟ ، يبدو كذلك، ففي الرد على سؤال صفحة المنوعات أكدت نسبة 59% من مجموع الذين صوتوا (1307 ) وقال فكرة انعدام الوعي 23% بينما تحمل التفكك الأسري ما نسبته 18% من خيار المصوتين.

وحسب ما تقوله العرب في كلامها "كل علم ليس في القرطاس ضاع"، فإن سؤال صفحة "جريدة الجرائد" تناول هذه المرة سبب تراجع قراءة الصحف اليومية في العالم العربي، حيث تحملت شبكة الإنترنت مسؤولية ما نسبته 36% من مجموع الذين صوتوا (803 ) فيما تحمل ضعف مستوى تلك الصحف ما نسبته 54%
وقالت نسبة 11% أن غلاء أثمان تلك الصحف هو السبب في تراجع أعداد القراء.

وفي ميدان المنافسة حيث ميادين الرياضة، رفضت نسبة 67 % تجنيس الرياضيين الأجانب لتطوير الرياضة في العالم العربي، وهو كان سؤال صفحة (الرياضة)، بينما قال بنعم 25% فيما أبدى 8% عدم اهتمامهم، وكان مجموع الذين صوتوا :1007.

صحيا، إذ يبدو أن قراء "إيلاف" يتفقدون وضعهم النفسي والصحي كل يوم وخصوصا بعد الجلوس ساعات طويلة أمام الصنم الكمبيوتري متنقلين في أرجاء العالم عبر إنترنت، لذلك فإن نسبة 85 % قالت بأن العامل النفسي له دور كبير في ازدياد الوزن (وهو سؤال صفحة الصحة)، وقالت نسبة 6 % بلا، بينما قال 8% من مجموع الذين صوتوا،بأنهم لا يعرفون:1087.

وإذا لم تكن أمنيات وحسب، فإن استفتاء "إيلاف" في صفحة السياسية حيث كان السؤال فكريا، كشف عن ليبرالية منفتحة طامحة إلى الأمام، إذ بمشاركة الذين صوتوا :2380 ، على السؤال وهو : أتعتقد أن الحركة الأصولية ستعرف انحساراً كما حدث لليسار؟ قال بنعم 68% ، فيما غالط ذلك بالقول ستزداد قوة 25%
أما نسبة 7% فقالوا لا ندري.


وأخيرا، فإنه بعيدا عن هم الحروب أو الهروب منها أو لعدم الثقة في "تصلب بعض المواقف العربية لجهة الصراع مع إسرائيل، حيث تصلب دعائي فقط"، فإن سؤال كتاب "إيلاف" تناول مسالة مركزية هذه المرة، هي حديث الشارع السياسي العربي والعالمي، وخصوصا بعد صدور قرار مجلس الأمن الرقم 1559 في الأسبوع الماضي ، وكان : هل تعتقد أن الضغوط الأميركية على سورية سيؤدي إلى خروجها من لبنان؟. ولقد كانت الإجابة مفاجئة حيث قال بنعم 81% ، ومن بين المصوتين (718 ) عارضت نسبة 16، فيما قال لا أعلم 2% .