عشرات الضحايا في عملية اسرائيلية بقطر 40 كيلومترا
بعلبك: معركة الخديعة المتبادلة

صور .. من بعلبك

تشييع حسن عواد جمال الدين في بعلبك اليوم

سمير عيتاني من ضاحية بيروت الجنوبية: يحلق الطيران الحربي فوق الضاحية، طائرات التجسس من دون طيار تحوم فوق بيروت العاصمة طوال الليل، ويختفي صوتها مع ارتفاع ضجيج صباح المدينة المزدحمة بمواطنيها ولاجئيها، غبار معركة بعلبك ينجلي مع ساعات الصباح الاولى، quot;ايلافquot; تجمع تفاصيل معركة البقاع، بينما تهدد تل ابيب بضرب بيروت.

الضاحية الجنوبية ومربعها الامني الشهير في حارة حريك على حالهما، الطيران وطائرات الاستطلاع ترافق السكان الذين لا يزالون يسحبون ما تبقى من اغراضهم الشخصية. عناصر حزب الله على عهدهم، هل استنزفت اسرائيل الجهاز العسكري للحزب؟ ام ان الحزب يطيل خطوط الامداد للاسرائيليين مما يسهل له ضربهم. تيمور غوكسيل سبق ان قال لنا ان اطالة خطوط امداد الجيش الاسرائيلي في لبنان quot;هو ما يحلم به مقاتلوا حزب اللهquot; وحينها كان الناطق السابق باسم قوات الطوارئ الدولية على يقين من ان الجيش الاسرائيلي لن يحقق للمقاتلين اللبنانيين احلامهم.

يلعب كل من حزب الله والجيش الاسرائيلي لعبة الاستنزاف، العاصمة العبرية تشير الى انخفاض عدد الصواريخ التي وصلت ارضها يوم الثلاثاء وقبله يوم الاثنين، بينما يرد مصدر مختص هذا الامر الى تعمد حزب الله تقليص عدد صواريخه وتعمد عدم اصابة مناطق مدنية لتجنب حصول اية اصابات مدنية تسمح لاسرائيل باستخدامها لمسح صورة مجزرة قانا من الاذهان وتسليط الضوء على quot;قانا اسرائيليةquot;.

وفجر اليوم الاربعاء بدأ حزب الله بارسال وجبات سريعة وعشوائية من الصورايخ نحو شمال اسرائيل، هذه الصواريخ التي بلغت اكثر من 200 بحسب مصدر لبناني متابع و89 بحسب الجيش الاسرائيلي لا تستهدف ايقاع الاضرار البشرية (رغم اعلان اسرائيل عن وقوع ثمانية جرحى) الا انها تهدف الى التعويض عن النقص في دفعات الصورايخ في اليومين الاخيرين من الشهر الماضي، موجها رسالة واضحة في هذا الشأن عبر استهداف مستوطنة quot;بيت شانquot; على مبعدة 70 كليومترا من الحدود اللبنانية.

معركة البقاع

في قطر من 40 كيلومترا انتشرت قوات الكومندوس الاسرائيلي خلال الساعات الاولى من فجر اليوم الاربعاء، عمليات الكومندوس تراوحت بين التنزه في مناطق مثل quot;حي العسيرةquot; حيث اختطفت ستة لبنانيين بينهم طفل، وعادت واطلقت سراح الطفل مرفقة معه بيان موجه الى حزب الله. وبين مواجهة نيران كثيفة من حزب الله وخوض اشتباكات طاحنة كما حصل في محيط مستشفى دار الحكمة.

احد الذين تابعوا المعركة ميدانيا يقول التالي: ثمة لعبة من التذاكي الاستخباراتي المتبادل لعبها كل من حزب الله والجيش الاسرائيلي فجر امس، لن نعرف بالضبط من اوقع الاخر في كمين، ومن استدرج من.

ويضيف: حزب الله اخلى مستشفى دار الحكمة، وارسل عدد من السيارات المارسيدس الى المكان، وهي تثير الشبهة بانها تنقل احد مسؤولي حزب الله (الشيخ محمد يزبك)، وتجولت هذه السيارات بشكل موكب امني، وطبعا كانت السيارات داكنة النوافذ تدخل وتخرج من مرآب المستشفى عدة مرات خلال الليل الدامس، بينما استطاع حزب الله ان يجند احد عملاء اسرائيل، ليحوله الى عميل مزدوج، ونقل عبر معلومات الى الجيش الاسرائيلي تفيد بان المستشفى تضم عدد من قيادات الحزب وعلى رأسهم الشيخ يزبك.

الجيش الاسرائيلي الذي تلقى الخبر، ودائما بحسب المصدر، لم يركز فقط على المستشفى ويحاول دخولها لاسر الشيخ يزبك، وانما حاول استهداف الكمائن التي نصبها له مقاتلو حزب الله، حيث وسع دائرة انتشاره وسعى الى خوض معركة برية مدعومة بالطائرات العمودية لضرب اكبر عدد ممكن من مقاتلي الحزب. وبقيت الاشتباكات، التي دارت بين 200 جندي كومندوس اسرائيلي وعدد غير معروف من مقاتلي حزب الله، حتى ساعات الصباح الاولى، وعند السادسة صباحا فقط كان يمكن القول بان المروحيات الاسرائيلية وجنود الجيش الاسرائيلي قد اخلو المنطقة وتوقف غبار القصف واصوات الاسلحة الرشاشة.

وادت العملية بحسب حزب الله الى سقوط اثنان من مقاتليه والى اصابة ثلاثة (وبحسب مصدر اخر اربعة) جنود اسرائيليين بجراح بليغة.

وفي ساعات الفجر الاولى بدأت عملية الانزالات في مناطق متفرقة من محيط مدينة بعلبك، متزامنة مع الانزال في محيط مستشفى دار الحكمة حيث كان مقاتلو حزب الله يشتبكون مع الجيش الاسرائيلي. بينما في قرية الجمالية كان مقاتلون من الحزب الشيوعي اللبناني يحاولون التصدي باسلحة خفيفة للقوات الاسرائيلية المحمولة والمدعومة جوا، وهو ما ادى الى وقوع عشرين قتيلا في صفوف مدنيين لبنانيين، واصابة عدد مماثل بحسب حصيلة اولية.