سمية درويش من غزة: صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلية من هجماتها على قطاع غزة ، مستهدفة منازل مواطنين ومرافق عامة ومراكز أمنية ، في حين تبدي إسرائيل استعدادها للإفراج عن جميع الأسيرات والأطفال الفلسطينيين الأسرى في سجون الاحتلال ، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي quot;جلعاد شاليطquot;.

وفي اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; ، بكت quot;شفاquot; الحاجة الستينية التي تبدو مرتعبه من الخوف جراء الاتصال الهاتفي الذي تلقاه جارهم في حي النصر وسط مدينة غزة من وكالة الاستخبارات الإسرائيلية لإخلاء منزله بهدف قصفه.

وقالت الحاجة شفا ، quot; نحن 4 عائلات ويسكن بالمنزل 25 فرد بينهم أطفال ونساء ، متسائلة لاين نذهب؟quot;.

ولم تكن شفا بأفضل حال من سابقاتها اللواتي خرجن منازلهن تاركات خلفهن أملاكهن للقصف الإسرائيلي الوحشي في بيت حانون ، والبريح ، والشيخ رضوان ، وخان يونس ، ورفح ، حيث السياسة الإسرائيلية الجديدة بهدف القضاء على ثقافة المقاومة.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز أف 16 ، قيل إنها قصفت منزلا في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع , في حين تبين أن المنزل المستهدف هو عبارة عن روضة للأطفال تعود لجمعية الشابات المسلمات.

هذا وقد استهدفت البوارج الحربية الإسرائيلية ، موقعا للشرطة البحرية بالقرب من ميناء الصيادين غرب مدينة غزة , في حين كثفت المدفعية الإسرائيلية من قصفها لمناطق شمال القطاع.
وأبلغت المخابرات الإسرائيلية الليلة الماضية عبر الهاتف عائلة الشهيد نضال سلامة القيادي في الجبهة الشعبية بإخلاء منزلها الواقع في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تمهيدا لقصفه.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي ، قد توعد الفلسطينيين في قطاع غزة باستخدام أنواع جديدة من الوسائل القتالية والتي لم يستخدمها من قبل، مادام الجندي الإسرائيلي أسيرا وعمليات إطلاق الصواريخ مستمرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية .

وقالت قيادة جيش الاحتلال في منشورات ألقتها الطائرات الإسرائيلية فوق مناطق متفرقة من قطاع غزة ، إن الجيش الإسرائيلي قام في الأيام الأخيرة بعمليات ضد منفذي الأعمال quot;الإرهابيةquot; ومن ساعدهم في إطلاق الصواريخ وتخزين الذخيرة والعتاد العسكري.

وقال المنشور الذي حمل نداء بالتهديد تحت عنوان quot;إلى سكان قطاع غزةquot; ، إن هذه العمليات ستستمر طالما استمر احتجاز الجندي جلعاد شاليط ، وعمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لديه أنواعا مختلفة من الوسائل القتالية التي لم يستخدمها بعد ، لكن في حال استمرار الأعمال التي وصفها بـquot;الإرهابيةquot; سيبحث في استخدام الملائم منها ، على حد قول البيان.

ورغم لجوء جيش الاحتلال إلى كافة الوسائل والأساليب بما فيها التوغل في مناطق واسعة من القطاع ، فشل في منع أو تقليص إطلاق الصواريخ محلية الصنع باتجاه البلدات اليهودية ، كما فشلت كل الوسائل الاستخبارية والجهود التي بذلتها التكنولوجيا الإسرائيلية الأرضية والجوية في الحصول على معلومات تمكنها من الوصول إلى جنديها الأسير بأيدي المقاومة فلسطينية.

وقد باشر جيش الاحتلال الإسرائيلي ، قبل أيام بالعمل على بناء ما أسماه quot;قطاعا أمنياquot; يمتد كيلومترا واحدا في عمق الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة ، للحفاظ على الأمن الإسرائيلي ، بحسب فهمه.

اغتيال ضابط بالأمن الوقائي وحماس تشيد بالقوة التنفيذية
إلى ذلك قتل أحد ضباط جهاز الأمن الوقائي برصاص مسلحين مجهولين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ، في حين استنكر المجلس التشريعي الفلسطيني المعركة النارية التي دارت في مستشفى دار الشفاء الحكومي بمدينة غزة .

وكانت مستشفى الشفاء ، قد شهدت ليلة أمس معركة نارية استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة وقذائف quot;الار بي جيquot; ، أسفرت عن إصابة عدد من المرضي وخلق حالة من الخوف والهلع في صفوف المدنيين ، في وقت مازالت تصعد فيه إسرائيل من هجماتها الجوية والبرية والبحرية على قطاع غزة.

وقد نظم الأطباء في المشفى اليوم اعتصاما احتجاجيا على الأحداث المؤسفة التي وقعت في مبناهم ، مطالبين أجهزة الأمن الفلسطينية بلعب دور حاسم لإنهاء اللعب في النيران لاسيما في المستشفي التي تستقبل يوميا العشرات بين مصاب وقتيل برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.
واستنكر د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي ، الحادث مؤكدا على ضرورة توحد الفصائل والعائلات والأخوة ، والوقوف بجانب واحد وأن يتم توجيه السلاح باتجاه العدو الإسرائيلي ، وليس على المؤسسات التي من شأنها أن تقدم الخدمات للمواطن الفلسطيني.

وأشاد بحر ، بدور القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية على أدائها وعملها والتي تحول دون دخول مسلحين للمؤسسات الحكومية بالسلاح، لحفظ الأمن وتوفير الحماية للأطباء الذين يعملون ويسخرون كل وقتهم لخدمة المواطن ، بحسب تعبيره.

إلى ذلك قالت مصادر أمنية فلسطينية ، إن الضابط صقر عنبر 45 عاما ، لقي مصرعه بعد إصابته بعدة أعيرة نارية ، من قبل مسلحين كانوا يستقلون سيارة مسرعة غرب بخان يونس. وكانت المدينة المذكورة قد شهدت سابقا معارك نارية ضارية بين حركتي فتح وحماس ، راح ضحيتها العديد من المواطنين.