وسيم الدندشي من الرياض:كان آخر الواصلين إلى مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات لحضور جلسات القمة العربية في يومها الأول، حينما استقبله العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقترباً، مبتسماً، مبادرا بالحديث، ومن ثم مصطحباً إياه وحيداً إلى القاعة المخصصة للملوك والرؤساء، في دهشة كست وجه العاهل الأردني جلله تقدير واحترام لشخصية من quot;جيل الوالدquot;، حتى انتقل الجميع فيما بعد إلى القاعة الكبرى الرئيسية.وهو أيضا الملك الذي قدم إلى الرياض على وجه السرعة، قبل عقد القمة بيومين، للحديث عن قدوم وزيرة الخارجية الأمريكية إلى الأردن، والاجتماع الذي رصد للقاءها بوزراء الدول الأربعة وهي السعودية ومصر والأردن والإمارات. وحظي باستقبال رسمي، وحفاوة بالغة، كان منها استقبال العاهل السعودي له في مزرعته الخاصة، وتقديمه للاحتفال بالأطفال السياميين العشرين وذويهم الذين قدموا إلى الرياض شاكرين للعاهل السعودي.
قريبا مما كان يوم أمس، عندما كان الرئيس المصري حسني مبارك آخر الواصلين عصراً، ليحظى بابتسامة واسعة من العاهل السعودي، ومن ثم رحل كليهما في سيارة تم تجهيزها مسبقاً بالعلم السعودي والمصري، مرافقاً لهم ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
لتكون القمة الحالية، كما بقراراتها الاستثنائية المتوقعة، تأكيداً واضحاً على وضوح الطرق التي بات على الأطراف المختلفة الإلتزام بها، فلا عودة بعد القمة إلى الوراء، وما سيقدم الآن من حلول وفرص لن يكون متاحاً في مراحل أخرى، حيث لعبة الوقت التي تنتهي بعد ستين يوم من آخر قرار صدر بتضييق الخناق على الإيرانيين ـ الحلفاء ـ .
فرص وحلول كان الملك الشابأول من عرضها أمام أكبر اجتماعلمجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين، وهما نادرا ما يجتمعان تحت قبةإلا لشخصية استثنائية، حينماأسمعهم منذ أقل من شهر، وبلكنته الإنجليزية المحترفة quot; إقبلوها أولاquot;، أي مبادرة السلام.
ليأتي عمرو موسى، هنا في الرياض وخلال كلمته الإفتتاحية في الجلسة الأولى للقمة، مذكراً بالحل الذي طرحه العاهل الأردني، يقولquot; فلنتذكر الحل الذي طرحهالملك عبدالله الثاني أمام الكونغرسquot;.
الآن في قمة الرياض، سجل الملك الشاب لقاءات عدة تكاد تكون الأكثر كثافة من بين الرؤساء والملوك العرب،فاجتمع اليوم مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي شارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة، وتم خلال اللقاء استعراض العلاقات التي تربط بين البلدين بالإضافة إلى استعراض الجهود المبذولة لإطلاق عملية السلام استنادا إلى مبادرة السلام العربية.
كما التقى العاهل الأردني رئيس الوزراء الماليزي عبدالله بدوي الذي يشارك في أعمال القمة العربية التاسعة عشر كضيف. وتم خلال اللقاء استعراض الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه المنطقة.
وفي نفس السياق التقى الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وتم خلال اللقاء بحث آخر التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة لتحقيق الوفاق الوطني وإنهاء التوتر والاحتقان السياسي الذي يمر به لبنان منذ أشهر عدة.
والتقى العاهل الأردني الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتم خلال اللقاء بحث الدور الذي يمكن أن تسهم به الدول العربية في إنجاح إعادة إطلاق مبادرة السلام العربية وشرح أبعادها وتقديمها للعالم كدليل على رغبة العرب بتحقيق السلام، كما التقى رئيس جمهورية كينيا رئيس منظمة (ايجاد) مواي كيباكي. وتم خلال اللقاء بحث التعاون العربي الأفريقي في مختلف المجالات.
فيما استقبل الملك الأردني أيضا الرئيس جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية، مؤكداً خلال اللقاء حرص الأردن على دعم كافة الجهود الرامية إلى المحافظة على وحدة العراق وسيادته وصولا إلى بناء عراق آمن ومستقر. وقال quot;إن الأردن تربطه بالعراق علاقات تاريخية ووثيقة ونحن حريصون على دعم وتقوية هذه العلاقات خدمة لمصالح البلدين الشقيقينquot;.
كما جرى خلال اللقاء بحث سبل دعم وتمتين العلاقات الأردنية العراقية في شتى الميادين وبشكل خاص في المجال الاقتصادي لا سيما موضوع تزويد الأردن بالنفط العراقي، حيث أكد الرئيس الطالباني أنه يعمل من أجل إيصال النفط العراقي إلى الأردن وتجنب أية عراقيل أمنية تحول دون ذلك.
كما استعرض الرئيس العراقي الخطط التي تنوي السلطات العراقية القيام بها من أجل ضمان انخراط اكبر للعرب السنة في العملية السياسية في العراق وأكد أن الحكومة العراقية تعمل الآن على إعادة النظر في مسألة اجتثاث البعث لضمان مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في بناء العراق .
 |
وقفة ملكية |
 |
يحسن الإنصات |
التعليقات