تفتح نافذة من الأمل والجمال في لبنان
quot;أياديناquot; تؤمن الكرامة للكبار والترفيه للصغار

ريما زهار من بيروت: في حي الدويميري في منطقة النبعة في بيروت، تبرز جمعية أيادينا كواحة أمل للشيوخ والصغار من أجل التنفيس عن إحتقانات الحياة، وإيجاد متسع من الوقت للترفيه عن النفس. فهذه الجمعية تعنى بنفسية الشيوخ والأطفال من خلال تأمين ألعاب ترفيهية لهم على حد سواء، والمثابرة نوعًا ما بإيجاد فسحة أمل مجانية للكبار والصغار في التلاقي للقيام بمجمل النشاطات الترفيهية والثقافية. بدت المرشدة الإجتماعية تيريز مزهر في جمعية أيادينا وكأنها تضفي من خلال قراءتها للقصص الواقعية من حياة لبنان للمسنين نوعًا من البهجة لهؤلاء الذين جمعتهم الوحدة من كبار في السن وخطى المشيب على رؤوسهم بعضًا من أبيض العمر وخطوط السنوات. جميعهم تحلقوا حولها، وهي تتلو عليهم قصصًا، بعضها طريفة للترويح عن أنفسهم، وبعضها من واقع الحياة الأليم، فكانوا يتفاعلون معها كلما تحدثت عن أمور تهز العاطفة، فبدو كحلقة واحدة في يوم صباحي مشمس.
ثم بعدها قامت المسؤولة عن برنامج المسنين اليزابيت بطل بحثهم على القيام ببعض التمارين الرياضية الخفيفة التي بدت لكثيرين وكأنها عودة إلى روح الشباب ونشاطه.

يتعلمون البيانو

تقول السيدة مايا نجار المسؤولة عن جمعية أيادينا إن الجمعية هي أبعد من مجرد مكان يلتقي فيه الشيوخ والأطفال، بل هي بمثابة مركز ومقر سلام يلتقي فيه الجميع في البهجة والسرور.
بدأ الأمر كما تقول نجار (مؤسسة ومديرة الجمعية) بفتح منزلها من أجل توفير شرب الشاي لاصحابها بمبلغ 10 أو 20 دولار، وكان الهدف من ذلك وهب الأموال المحصلة إلى من يحتاج إليها عشية عيد الميلاد أو رأس السنة أو رمضان.غير أن الأمر بقي في رأيها غير كاف لما تحتاج إليه هذه المنطقة بالذات، أي النبعة لخدمات مجانية على كافة الأصعدة.
من هنا إنطلقت فكرة أن يقام المركز ويستوعب يوميًا إعداد المسنين والأطفال لتأمين الترفيه لهم.
وهكذا أبصرت جمعية ايادينا النور في 15/9/2004، ويحتوي المركز على طابقين ويهدف إلى quot;فتح نافذة من الجمال والأملquot; كما تقول السيدة نجار.

هدف مختلف

...والقراءة

غير أن هدف جمعية أيادينا يختلف عن غيره من الجمعيات الخيرية في منطقة النبعة لأنه يتضمن معًا خدمات لكبار السن والصغار، وبما أن الخدمات يجب ألا تقتصر فقط على الطعام فإن السيدات الـ 12 اللواتي أسسن الجمعية قد وهبن طاقات جديدة تتمثل في المعاملة الإنسانية الجيدة.
فللأطفال تؤمن الجمعية ساعات تعليم الرقص والبيانو والباليه والغناء والرسم والمسرح، أما لكبار السن المستوحدين فهي تؤمن الإبتسامة والمعاملة الحسنة وبعض النشاطات الترفيهية.
وتؤكد السيدة نجار أن الأمر ليس بدافع الإحسان فهذا من حقهم، فالأمر بالنسبة إليها مشاطرة في الكرامة، وتضيف: quot;فهم لم يأتوا إلينا بل نحن ذهبنا إليهم ودعوناهم إلى المجيءquot;.
وإيمانًا منها بضرورة تنمية الأطفال في المنطقة حتى يصبحوا رجالات الغد من خلال النشاطات الترفيهية تؤمن جمعية quot;أياديناquot; بعض الدروس المجانية في الفن فتعطي الدروس سيدات مرموقات أمثال سلوى الخطيب وأمال طنب.
وبعدما كان عدد أطفال جمعية أيادينا لا يتعدى الستة أصبحوا اليوم 126 طفلاً ومراهقًا يتابعون خلال ستة أيام في الأسبوع خلال 4 ساعات نشاطات في الرقص والرسم والباليه، وكذلك المتأخرون في الدراسة يتابعون مع أمهاتهم دروسًا في اللغة الفرنسية والإنكليزية.

كبار السن

فضلاً عن ذلك يستفيد أكثر من 95 مسنًا من خدمات جمعية quot;أياديناquot; من خلال إجتماعات يومية ترفيهية ونشاطات رياضية، نزهات وحتى مشاهدة بعض المسرحيات.
وبالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت سيقام في 26 أيار(مايو) بزارًا خيريًا للجمعية.
ويبقى شعار جمعية quot;أياديناquot; تأمين الكرامة لكبار السن والترفيه للأطفال والمراهقين.