فضفضة الوداع مع شبيغل الألمانية (1/2)
كوندي: أميركا تشعر بالفخر لتحويل العراق إلى بلد ديمقراطي
محمد حامد ndash; إيلاف: وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لها مكانة خاصة لدى كل حكام العالم، ولمن يشكك في هذه المعلومة فليسأل عنها الحكام العرب الذين بدأوا يتنفسون الصعداء مع اقتراب رحيل فريق بوش بعد أن عاش العالم معهم حالة من القلق الدائم والحروب والصدامات السياسية والعقائدية والثقافية طوال 8 سنوات... تتحدث quot;كونديquot; عمّا حدث في العراق وعن نشأتها في الجنوب الأميركي المعزول وعلاقتها التي لا تنقطع مع الرئيس جورج دبليو بوش، وغيرها من القضايا المهمة في حوار اشبه بـ quot;فضفضة الوداع quot; مع quot;شبيغلquot; الألمانية ...
السيدة الوزيرة رايس، ما هي في رأيك إنجازاتك التي تحسب لك مع انتهاء هذه الإدارة؟
إن ما يمكنني أن أقوله عن تلك الفترة وقبل أي شيء أن هذه الإدارة قد أنشأت وقوّت وحمّت تحالفاتنا عبر العالم بطرق أساسية سواء عن طريق التوسع أو عن طريق تحويل حلف الناتو ، ذلك التحالف الذي كان يثير التساؤلات في فترة 1990 و 1991 عما إذا كانت هناك حاجة إليه مازالت قائمة أم لا. ولكن أبرز إنجاز من وجهة نظري هو إدخال الديمقراطية إلى قلب منطقة الشرق الأوسط. فأنا اعتقد أن العراق سوف يظهر كأول دولة ديمقراطية حقيقة في المنطقة وسوف يكون له تأثير كبير على بقية المنطقة.
وهل هناك أي أخطاء ارتكبتها أو أشياء تودين التعامل معها بشكل مختلف إذا اتيحت لك الفرصة مرة أخرى؟
بالتأكيد هناك الكثير من الأخطاء.....
لقد ذكرت مرة أنك ارتكبت على الأقل ألف خطأ تكتيكي ..
وأقول أيضًا أنني أنجزت ألف شيء ليس بالهين، فأنا متأكدة من أنه عندما تشارك في أحداث كبيرة تغير التاريخ، فلا بد وعندما تنظر إلى الوراء فسوف تكتشف أن هناك أشياء كان من الممكن أداؤها بشكل أفضل. ففي العراق، على سبيل المثال، ركزنا كثيرًا على بغداد ولم نركز بدرجة كافية على القيادة الإقليمية والسلطة المحلية. والآن يبدو أن العلاقة بين السلطة المحلية والسلطة المركزية في بغداد هي ما يدفع العراق إلى الأمام. ولا أعتقد أن هذا الخيار كان متاحًا للولايات المتحدة في عام 2003، فالدولة التي تتبع النظام الفيدرالي لا يمكنها أن تركز على السلطات المحلية. لقد قضيت كثيرًا من حياتي في كلورادو، وكاليفورنيا وألاباما، ولم تكن تلك الولايات تتطلع إلى واشنطن لحل مشكلاتها.
كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر صدمة للجميع، لقد خلقت طوفانا من المشاعر. فهل تعتقدين أن إدارتك قد تعاملت مع هذه الأحداث بشكل مفرط في القوة ؟
كنت أتحدث عن تلك النقطة مؤخرا. لقد مضت سبع سنوات على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومن الصعب تذكر جميع تفاصيل ذلك اليوم وما تلاه. ولكن أريد أن أربط القصة بما يشبهها اليوم. لقد تلقيت أول مكالمة وأنا واقفة في مكتبي مستعدة للخروج لحضور حفل تعليمي. وعندما اصطدمت الطائرة الأولى بمركز التجارة جاء مساعدي وقال بأن طائرة اصطدمت بمركز التجارة العالمي، لقد اعتقدت في البداية أنها قد تكون طائرة صغيرة، ولكنه قال لي بأنها طائرة تجارية كبيرة. ثم اتصل الرئيس بي فقلت له بأن طائرة اصطدمت بمركز التجارة العالمي، فقال يا له من حادث غريب جدًا. وقد طلب مني أن أخبره بالتفاصيل. وقمت على الفور بالتوجه إلى الطابق السفلي وعقدت اجتماعًا مع مساعدي. ومع مرور الوقت جاء مساعدي وقال إن طائرة أخرى قد ضربت مركز التجارة العالمي. فاعتقدت أن هذا عملاً إرهابيًا وعدت على الفور إلى غرفة مراقبة الوضع.
وذهب مدير جهاز الاستخبارات المركزية على الفور جورج تينت إلى موقعه وكان كولن باول في الطريق. ثم قامت طائرة أخرى بضرب مبنى البنتاغون. وجاء مسؤول الأمن وقال إنه يجب علينا أن نذهب إلى المخبأ، وقلت يجب أن أتصل بالرئيس. وعندما اتصلت به، قلت له لا يمكنك العودة إلى هنا فواشنطن تتعرض لهجوم. ولكوني تلميذة سابقة في الإتحاد السوفيتي والحرب الباردة، فقد قمت بالعديد من ألعاب الحرب النووية أثناء تدريبي وحدث لي شيئان في هذا اليوم. الأول هو الاتصال بالروس، ثم قمت بالاتصال بوزارة الخارجية وأخبرتهم أن يقدموا تقريرا عالميا. فقد كنت أتخيل الوضع في العالم، فبرجين تم تحطيمهما كما أصيب مبنى وزارة الدفاع الأميركية، فلم تكن هناك فكرة واضحة عما حدث ولم يكن هناك رئيس نراه.
إن معظم من كانوا مسؤولين عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هم الآن رهن الاعتقال أو قتلوا. ولكن ما زال هناك آخرون يتآمرون ويخططون ويأملون في إعادة الكرة. وعلى الرغم من أنه يطلب منا أن نكون عادلين مئة بالمئة فمطلوب منهم أن يكونوا عادلين مرة واحدة. لهذا لا مجال لأن نقول بأننا تعاملنا مع الموضوع بشكل مفرط.
التعامل غير الملائم لهذه الإدارة مع آثار إعصار كاترينا كان ضربة قوية لسمعتها... هل هذا صحيح؟
إن المشكلة كلها تقع على عاتق هذه الكارثة الطبيعية الشديدة وغير المسبوقة. أبي من ولاية لويزيانا، وقد كان عمره 81 عاما عندما وقع إعصار كاترينا. وأتذكر عندما كنت فتاة صغيرة أنه كان يتحدث عن خوفه الشديد من أن النهر سوف يجتاح شواطئه . وقد حدث ما لم يكن مسبوقا. وكانت الاستجابة الأولى محلية دائمًا، ثم جاءت استجابة الولاية، ثم استجابة الحكومة الفيدرالية. والآن يقول معظم الناس أن الحكومة الفيدرالية قد استجابت متأخرا بسبب بنية النظام الفيدرالي.
ولكن ما أرفضه هو ما قيل عن أن الرئيس بوش لم يتعامل مع الحدث بشكل ما لأن من يسكنون تلك الولاية ليسوا من البيض. فهذا زعم خاطئ وأي شخص يزعم ذلك يجب عليه أن يقدم الدليل عليه. وإذا أردت أن تعرف إذا كان ذلك الشخص لديه ميول عنصرية أم لا، انظر هل هو مرتاح وعلى علاقة طيبة مع الأجناس الأخرى أم لا، وأرى أن الرئيس بوش متأقلم ومرتاح. إنني أعلم أن هذا الرئيس يناصر جميع الأقليات وبخاصة الأميركان ذوي الأصول الأفريقية وقد كانوا يتهمونه بأنه يخطئ في ذلك.
كنت في رحلة تسوق خاصة عندما وقع إعصار كاترينا. وكونك أميركية من أصول أفريقية تتولى مكانة عالية في الحكومة، أليس عليك التزام بالبقاء في واشنطن وتظهرين للناس في لويزيانا أنك معهم في محنتهم؟
بالطبع هذا درس هام لي لأنني توليت مسؤولية الخارجية في نهاية يناير 2005. وأنا أسافر باستمرار وأعمل بشكل شاق، ولكن كل هذا ليس مبررا. وقد أخذت أجازة قصيرة إلى نيويورك. وعندما سافرت كان إعصار كاترينا سيئا، وعندما وصلت إلى نيويورك في مساء ذلك الأربعاء، طلبت الإطلاع ومعرفة إذا كان هناك أي شيء يلزم. وبدأنا في جمع التبرعات وعروض المساعدة من جميع أنحاء العالم. وقمت بتكوين نظام يمكننا أن نتعرف والآخرون على المساعدات القادمة من الخارج. وأعتقد أن هذا دور قمت به.
وفي اليوم التالي كنت مندهشة أن أسمع الناس يتساءلون لماذا أنا في نيويورك. وقد اتصلت بالرئيس وقلت أنني سأعود لأن تواجدي في نيويورك يبدو كريها. وقد وافقني الرئيس وقال بأننا سوف نسرع من أجل العودة خلال ثلاث ساعات.
القضايا الأساسية مثل حرب العراق أغضبت الكثير من الناس في أوروبا. هل تعتقدين أنه كان صعبًا عليك الدعاية للرئيس بوش خارج الولايات المتحدة؟
لست مضطرة لترويج الرئيس بوش خارج الولايات المتحدة. إنه يروج نفسه جيدًا. بالطبع إننا الأميركيون نميل إلى الاعتقاد بأننا مرغوبين في السياسات الدولية أو أن الناس تحب ما نفعله. ولكننا ندرك أيضًا أن علينا مسؤولية غير عادية لأداء ما نرى أنه صواب، وأحيانًا ما نفعله لا يلقى قبولاً شديدًا. لقد عشت الكثير من التجارب المشابهة خلال العلاقات الأميركية الأوروبية. فأنا أتذكر عندما كان الرئيس رونالد ريجان رئيسًا للولايات المتحدة، كنا في ذلك الوقت نسعى إلى نشر قذائفنا في ألمانيا كرد فعل على تهديد الخطة 20 للمخابرات العامة السوفياتية. وكان هناك ملايين الناس في شوارع أوروبا يحتجون على السياسات النووية الأميركية. ولهذا أميل إلى النظر بشكل شمولي بعيدا، وليس إلى ما تقوله الإقتراعات اليوم أو غدا. لقد قدت السيارة مع الرئيس في شوارع لندن وباريس، ورأيت الناس على جوانب الطريق يلوحون له ويلتقطون الصور. كما مشيت في فندق معه وقد تسابق العاملون في الفندق لأخذ الصور التذكاريه مع الرئيس. لهذا أحيانا أعتقد أن الغضب الذي يحدث هو صراحة في صالونات أوروبا وليس في الشوارع. أخيرا فإن الرئيس سوف يفعل الصواب دائما، وهو ما تريدونه بالطبع في الرئيس الأميركي.
الجزء الثاني من المقابلة ...
-هذه قصة علاقتي مع راعي البقر quot;بوشquot;
-تعرضت للعنصرية مثل غيري... وأميركا مستعدة للرئيس الأسود
-عزف البيانو متعتي الكبرى، والنوته الموسيقية لغتي الأم
التعليقات