سافر 12 مرة خلال 6 أشهر ومحطته المقبلة الأردن والأمارات
الرئيس اللبناني يسجل رقمًا قياسيًا في زياراته للخارج
إيلي الحاج من بيروت: رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان دائمًا على سفر. وسجل رقمًا قياسيًا في المغادرة من مطار بيروت والعودة إليه : 12 زيارة للخارج خلال ستة أشهر بعد تسلمه مهماته الرئاسية في ايار/ مايو الماضي وquot;الحبل على الجرارquot; ( تعبير محلي يفيد الإستمرار في المستقبل)، وبعد عودته قبل يومين من ألمانيا يسافر في 14 من الشهر الجاري إلى الأردن وعلى لائحته بعد زيارات في المستقبل القريب إلى الكويت ودولة الإمارات وفرنسا التي سبق أن زارها خلال عيدها الوطني في 14 تموز / يوليو الماضي والتقى فيها للمرة الأولى بعد انتخابه الرئيس نيكولا ساركوزي نظيره السوري بشار الأسد قبل أن يزوره في دمشق. ويلاحظ أن زيارات سليمان شملت عواصم دول مؤثرة ومتنازعة على أرض لبنان وعبر أبنائه، وثمة عامل مشترك بين كل هذه الزيارات هو تأكيد ضرورة ان يقدم الدعم، الذي لا تبخل فيه هذه الدول قولاً وفعلاً، الى الدولة اللبنانية وليس إلى أطراف في لبنان، باعتبار ان قوة الدولة هي التي تمكنها من ان تدعم كل الأفرقاء وتكون الى جانبهم وليس النقيض.
ويشدد سليمان وفريقه على أهمية اعادة لبنان الى دائرة الاهتمام الدولي، ولعل زيارة الرجل الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد بدعوة من المنظمة الدولية ورعاية عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز كانت الأبرز على هذا الصعيد. ولوحظ أيضاً أن عودة موقع رئاسة الجمهورية في لبنان بعد طول غياب، لم يقتصر على الأشهر الستة بين انتهاء ولاية الرئيس السابق وانتخاب سليمان في أيار/ مايو الماضي، بل يشمل الغياب الفعلي لموقع الرئاسة في ظل عدم اعتراف المجتمع الدولي بالتمديد القسري للرئيس السابق اميل لحود. وبالفعل عادت رئاسة الجمهورية كمؤسسة الى دائرة الاهتمام الدولي بعدما اضطرت الدول إلى التعامل مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على التعامل معه بصفته رئيس الدولة خلال السنوات الثلاث الماضية التي لم يحظَ فيها الرئيس السابق لحود باعتراف دولي بسبب التمديد السوري القسري لولايته، والذي لا تزال تداعياته مستمرة بين لبنان وسورية، وفي الداخل اللبناني خصوصًا.
ويقول مراقبون إن الزيارات التي يقوم بها مسؤولون لبنانيون بصفة رسمية أو غير رسمية quot;تعكس جدلاً بين مفهومي لبنان الدولة ولبنان الساحة، فبعض المرجعيات السياسية يريد لبنان الدولة، في حين ان بعضها الآخر يريد لبنان الساحة. ورئيس الجمهورية يقوم بالزيارات المكوكية إلى الخارج في اطار صراعه مع مفهوم الساحة، وهو لم يملك حتى تاريخه أدواته الداخلية كرئيس للجمهورية، إذ لا يملك كتلة نيابية أو تيارًا شعبيًا جارفًا، لذا يستعين بالعلاقات الدولية باعتبارها مدخله إلى إعادة quot;الساحةquot; الى الدولة.
من هذا المنطلق كان سليمان مضطرًا ولا يزال للذهاب الى فرنسا وسورية والولايات والسعودية وايران ليلفت مسؤولي تلك الدول ان التعامل يجب ان يتم من خلاله ، كما أنه يسعى إلى سب الدعم العربي والدولي من جهة، وابعاد خطر الانفجار الداخلي عن لبنان من جهة.
ويقول قريبون من سليمان لـquot;إيلافquot; إنه يريد طرح القضية اللبنانية في أولوياتها على الصعيد الدولي بعد غياب رئاسة الجمهورية عن دورها المنوط بها في المجتمع الدولي، مع الاشارة الى ان رئيس الجمهورية يتمتع بالصلاحيات الواسعة في السياسة الخارجية نقيض تكبيله في الصلاحيات الداخلية التي يتولاها مجلس الوزراء مجتمعا ، كما أنه يركز في كل اللقاءات على استقلال لبنان ووحدته وتثبيت أمنه بمواجهة اسرائيل والارهاب ، ويسعى إلى اتفاقات تتيح تحريك العجلة الاقتصادية ومعالجة أمور الدين العام وتفعيل التنمية والحد من هجرة الشباب، وفي كل زياراته يؤكد مبدأ الرئاسة التوافقية التي انتخب على أساسها. فلا يتخذ من المواقف إلا تلك التي تجمع ولا يختلف عليها لبنانيان. فالرئيس ليس على سفر من أجل السفر.
التعليقات