عقب استدعاء السفير السوري في القاهرة إحتجاجاً على التظاهرات
أنباء عن مبادرة وساطة يقودها القذافي بين مبارك وبشار الأسد

نبيل شرف الدين من القاهرة: علمت إيلاف من مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة أن هناك وساطة يقودها العقيد الليبي معمر القذافي، لتقريب وجهات النظر بين القاهرة ودمشق، من خلال التمهيد لعقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين تمهيداً لعقد اجتماع قمة سيكون الأول من نوعه بين الرئيس المصري حسني مبارك، ونظيره السوري بشار الأسد، كما لفتت المصادر ذاتها إلى أن هذه المسألة ستكون على مائدة المحادثات بين القذافي ومبارك، خلال زيارة الأخير إلى ليبيا اليوم على رأس وفد رسمي رفيع المستوى .

تأتي هذه الأنباء بعد أن استدعت وزارة الخارجية المصرية السفير السوري لدى القاهرة يوسف الأحمد للتعبير عن القلق المصري مما وصفته بالتظاهرات quot;الغوغائيةquot; التي نظمت أمام مقر السفارة المصرية في دمشق خلال اليومين الماضيين . وتداخلت عدة ملفات في احتدام الأزمة بين القاهرة ودمشق، فهي برأي محللين سياسيين تعبر عن أزمة ثقة حادة بين الجانبين خاصة بعد إعلان رئيس كتلة quot;المستقبلquot; اللبنانية النائب سعد الحريري، عقب اجتماعه في القاهرة مؤخرا مع الرئيس مبارك، أن الأخير أبلغه بأن quot;أمن لبنان هو من أمن مصرquot;، ورأى مراقبون أن هذا التصريح بدا كأن مصر بذلك تردّ على الدعم السوري لحركة quot;حماسquot; الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة .

ومضت المصادر ذاتها قائلة إن العقيد القذافي بذل جهوداً حثيثة للتقريب بين الرئيسين المصري والسوري خلال الأيام الماضية مؤكدة أن القذافي أكد خلال مبعوثيه الشخصيين، لمبارك والأسد أن الظروف مهيأة لإجراء حوار مباشر لا تنقصه الصراحة حول نقاط الخلاف المصري السوري .

وطالما شكل المحور السوري ـ المصري ركنا مهما في الأجندة السياسة الإقليمية المصرية منذ عقود طويلة، وسبق أن وصف مبارك العلاقات المصرية ـ السورية بأنها علاقات استراتيجية، وأنه يمكن أن تحدث بين الأخ وأخيه أشياء صغيرة لكن هذا لا يهز صلات الإخوة، إلا أن الوقائع تقول عكس ذلك، حيث اهتزت وبقوة هذه العلاقات، حتى اقتضى الأمر سلسلة محاولات وساطة عربية ما بين القاهرة ودمشق، وراجت مؤخراً تسريبات عن تجديد الدوحة مساعيها لتقريب وجهات النظر بين سورية من جهة، وكل من مصر والسعودية من جهة أخرى .

خلفيات الأزمة

واحتدمت أحدث فصول الأزمة السياسية بين القاهرة ودمشق بعد اتهامات مصرية مفادها أنّ الوفد السوري الذي شارك في الاجتماع الوزاري الذي عقده مجلس الجامعة العربية أخيراً في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية، قام بتسريب كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى وسائل الإعلام، والتي دعا فيها المعلم مصر إلى quot;الوقوف على مسافة واحدة من حركتي حماس وفتحquot; في الحوار الفلسطيني الذي ترعاه، في إشارة إلى انحياز القاهرة إلى quot;فتحquot;.

وردت مصر على دمشق بالقول إنّ دعوة المعلم ينبغي أن توجه إلى سورية ذاتها، في إشارة إلى ما تعتبره القاهرة انحيازاً سورياً لـquot;حماسquot;، ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، الانتقادات السورية لمصر بأنها quot;مجرد مزايدات لا نقبل بهاquot;، مضيفاً quot;نحن لا نتلقى دروساً من أحد ولا نتلقى من أي طرف عظات في كيفية التعامل مع القضية الفلسطينيةquot; .

وتظاهر محتجون سوريون أمام السفارة المصرية في دمشق منتقدين ما وصفوه بتعاون الحكومة المصرية مع اسرائيل في حصار غزة التي تديرها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المتحالفة مع دمشق، وتقول مصر إن إسرائيل تحاصر قطاع غزة وان أهم ما تقوم عليه سياستها بشأن غزة هو منع إفلات الاسرائيليين من مسؤوليتهم عن القطاع كأرض محتلة . وفي وقت لاحق، اعترف زكي بأنّ العلاقات المصرية ــ السورية quot;ليست في أفضل أحوالها حالياً، ولعل الأيام تأتي بما هو إيجابي وجيدquot;. ولمّا سئل عن إمكان عقد لقاءات ثنائية مصرية ــ سورية لإعادة الدفء إلى علاقات البلدين، أجاب زكي quot;نأمل أن يجري ذلك في المستقبل القريبquot;.

من جهة أخرى كشفت مصادر دبلوماسية في القاهرة عن خلاف جرى في كواليس الجامعة العربية بشأن الرسالة التي وجهتها الدول العربية إلى الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما بشأن الرؤية العربية لقضايا الشرق الأوسط، وذلك بسبب ما وصفته المصادر بعدم استشارة سورية وتجاوزها رغم كونها الرئيس الحالي لدورية القمة العربية، غير أن المصادر ذاتها أكدت أن هذه المسألة تم تجاوزها .