جراحات قلوب الأطفال العراقيين في إسرائيل (1 من 4)
مستشفى quot;شيفيت آخيمquot;: 8 وصلوها و6 غادروها و7 ينتظرون

رحلة أطفال عراقيين إلى إسرائيل تدخل مرحلة الإتهامات السياسية

إيلاف تكشف ' المستخبي' في العلاقات الصحية بين إسرائيل ودول إسلامية

أطفال عراقيون مرضى عالقون بين العلاج في إسرائيل ودول عربية

أسامة مهدي من لندن: منذ ان تم الكشف عن سفر اطفال عراقيين الى اسرائيل لاجراء عمليات حرجة في القلب مؤخرا والقضية تتفاعل اهتماما ومتابعة من قبل الراي العام العربي وحيث دخلت طور الجدال السياسي فيما اذا كان من الجائز تسفيرهم الى هناك او ان تقوم مؤسسات صحية ورسمية عربية بالتكفل بعلاجهم كما عبرت عن ذلك جمعية الاطباء الجزائريين ولم تنجح في تنفيذ وعودها بعد .

ومتابعة لهذه القضية فقد اعدت quot;ايلافquot; ملفا من اربع حلقات يتناول الامر من مصادره المتعددة حيث ننشر اليوم ماتضمنته وثائق المنظمة الاسرائيلية quot;شيفيت آخيمquot; التي تشرف على استقدام الاطفال العراقيين الى اسرائيل وعلاجهم فيها .. وفي الحلقة الثانية تزور quot;ايلافquot; مقر المنظمة ومستشفاها وتتحدث مع اطبائها عن الهدف من اهتمامها بالاطفال العراقيين برغم عدم ارتباط الطرفين بعلاقات .. وفي الثالثة يتم التعريج على الجزائر لمعرفة ما انجزته نقابة الاطباء فيها على صعيد تنفيذها لوعودها عن استعدادها لعلاج الاطفال درءا لرحيلهم الى اسرائيل .. وفي الرابعة نستطلع اراء القراء الذين تابعوا القضية عبر quot;ايلافquot; ومواقفهم من الاتصالات الجارية مع اسرائيل على هذا الصعيد وتحول أراء الكثير من هؤلاء باتجاه الرضا عن ترحيل الاطفال الى الدولة العبرية لعلاجهم من امراض القلب الخطيرة التي يعانون منها في ضوء انهيار البنى التحتية للنظام الصحي في العراق وصمت العرب وتجاهلهم لوجود الاطفال في اسرائيل .

وثائق quot;شيفيت آخيمquot;
وتشير وثائق الجمعية الاسرائيلية quot;شيفيت آخيمquot; التي تتولى شؤون هؤلاء الاطفال وترحيلهم الى اسرائيل واجراء عملياتهم الجراحية في مستشفياتها هناك والتي اطلعت عليها quot;ايلافquot; الى ان القضية تتعلق بوضع 21 طفلا عراقيا وصل 8 منهم الى اسرائيل فعلا وهم موجودون فيها حاليا بأنتظار اجراء عملياتهم الجراحية .. بينما اجريت ل 6 آخرين الجراحات التي كانوا بحاجة لها ثم غادروا اسرائيل عائدين الى العراق في وقت ينتظر سبعة اخرون موجودين في عمان حاليا توفير الاموال اللازمة لسفرهم الى اسرائيل وعلاجهم فيها .

وتوضح وثائق quot;شيفيت آخيمquot; المسيحية الاسرائيلية عن قضية الاطفال العراقيين الى ان اعمارهم تتراوح بين 1 و17 عاما وان حالة البعض منهم حرجة وتتطلب تدخلا جراحيا عاجلا لانقاذ حياتهم . وتقول ان كلفة علاج المريض الواحد تتجاوز احيانا الستة الاف دولار موضحة انه في الوقت الذي تم الحصول على نفقات العلاج اما من التبرعات التي لم تشر الى مصدرها او من مدخرات عائلات الاطفال فأن هناك سبعة اطفال بحاجة الى متبرعين يوفرون الاموال اللازمة لاجراء جراحاتهم .

وتضيف الجمعية ان هؤلاء الاطفال الذين لم تذكر أسماء المدن العراقية التي جاؤا منها يعانون من تشوهات خلقية في القلب او ثقوب في البطينين او ازرقاق في الدم وهي امراض تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم . وقد كشفت الجمعية عن اسماء الاطفال المرضى واعمارهم والمبالغ المطلوبة لعلاج بعضهم ونوعية الامراض التي يعانون منها على الشكل التالي :

.. شيماء (9 سنوات) من شمال العراق .. حصلت على سمة دخول :
كان من المفترض ان تجري لها عملية جراحية في القلب منذ ان كان عمرها 6 أشهر حيث تعاني من وجود فتحة بين البطينين . ويعتقد الاطباء الاسرائيليون الذين فحصوها في عمان ان اجراء عملية جراحية لها الان يشكل خطرا كبيرا على حياتها لكن والدتها مصرة على ذلك وسط امال لاتخفيها بامكانية منح طفلتها حياة جديدة مستمرة . ويحتاج علاج شيماء الى التبرع بمبلغ 5 الاف و63 دولارا . وهي موجودة في اسرائيل حاليا .

.. شيا (عمره 14 سنة) من العراق .. حصل على سمة دخول :
يعاني شيا من وجود فتحة كبيرة في الاذين لدرجة ان لديه اذين واحد وليس اثنين كما هو الامر في الحالات الطبيعية .. وبعد اجراء الفحوص عليه فقد قرر الاطباء الاسرائيليون اسعافه فورا ومغادرته عمان الى اسرائيل .. ويقولون انه طفل هاديء ويتصرف على اساس معرفته بأن حياته متوازنة . علاجه يتطلب التبرع بمبلغ 2760 دولارا .

.. زينو (6 سنوات) .. مطلوب سمة دخول لها :
تعاني زينو من حالة ازرقاق شديد في الدم ناتج عن مشاكل صحية . وقد تم تشخيص حالتها بشكل يستدعي علاجا سريعا وهي تنتظر نقلها من الاردن الى اسرائيل بشكل عاجل . ويقول الاطباء ان الازرقاق ناتج عن نقص حاد في الاوكسجين . والد زينو يعمل معلما في مدرسة ابتدائية .. وهي اصغر اخوتها الثلاثة . وما زال علاج زينو بحاجة الى مبلغ 800 دولارا .

.. آروس (عمره سنة واحدة) من شمال العراق :
يفيد تشخيص الاطباء الاسرائيليون لحالة آروس وجود فتحة كبيرة في البطينين تستدعي تدخلا جراحيا سريعا .. وعائلة آروس واقاربه واصدقاء عائلته من الاكراد يساعدون في توفير الاموال اللازمة لعلاجه وتقديم نفقات عمليته الجراحية .. لكن المبلغ المطلوب لتقله وعلاجه في اسرائيل لم يتوفر بعد . مازال علاجه بحاجة لتبرع قيمته 280 دولارا .

.. ناري (8 سنوات) ..
يعاني ناري من نقص حاد في الاوكسجين في جريان الدم الامر الذي يستدعي تدخلا جراحيا عاجلا . وهو يعاني حاليا من حالات اغماء متعددة وسقوط على الارض حينما يحاول السير على قدميه مما يتطلب جراحة كبيرة . تكلفة عمليته الجراحية تبلغ 6 الاف دولار .

.. راج (7 سنوات) .. من شمال العراق :
راج لم يذهب الى المدرسة مطلقا لانه يعاني من عيوب وتشوهات في القلب .. لكنه كان سعيدا عندما سار على قدميه وابدى رغبة في العودة الى بلده العراق . يقول الاطباء انه بعد اجراء جراحة له وهو بامس الحاجة اليها فانه يحتاج لسنوات اخرى ليعود الى حياته الطبيعية . تكلفة جراحته تتطلب مبلغ 5952 دولارا .

.. أكرم (17 سنة) .. من العراق :
يتلب الوضع الصحي لاكرم جراحة سريعة لان رئته اليمنى متوقفة عن العمل منذ شهرين ماضيين وهو امر يعتقد انه ناتج عن مرض السل . وعندما ابلغه الاطباء بأنه لايمكن اجراء عملية جراحية له قبل شفائه من السل كان رد فعله التعبير عن اعتقاده بأنه سيموت ولا امل باستمرار حياته . وزنه يبلغ حاليا 30 كيلوغراما .. وهو يرقد حاليا بمستشفى في الاردن .. وينتظر ابلاغه بالشفاء من السل .. وتبذل عائلته جهودا مضنية لاقناعه بان الحياة ماتزال مفتوحة امامه . واكرم بحاجة الى مبلغ 4575 دولارا لاستكمال علاجه .

.. كارينا (8 سنوات) .. من شمال العراق :
لم يتم بعد تشخيص مرضها بالضبط وهي قد احضرت الى عمان على اساس تشخيصات اولية بوجود فتحة في البطين .. وكان من المفترض اجراء جراحة لها قبل هذا الوقت لسد الفتحة ومع ذلك ظلت على قيد الحياة . ويقول الاطباء ان نجاح العملية الجراحية المنتظرة سيمنحها املا في حياة جديدة .. وقد تم الحصول لها على سمة دخول الى اسرائيل وسترسل الى هناك قريبا . تم ترتيب المبالغ المطلوبة لعلاجها .

.. نهرو (4 سنوات) من شمال العراق :
غادر الى اسرائيل في اذار (مارس) الماضي وكان يعاني من وجود فتحة كبيرة بين البطينين .. وكان الاطباء يقولون انه اذا لم يتم سد هذه الفتحة في الوقت المناسب فانه لا يمكن اجراء عملية جراحية له بعد فترة من الزمن . اما اطباءه الاكراد في شمال العراق فانهم اشاروا في تقاريرهم الى ان نهرو ينتمي الى افقر العائلات في منطقته .. وقد غادر اسرائيل مؤخرا عائدا الى بلده العراق بعد خمسة ايام من اجراء جراحة له في القلب .

.. سربست (سنتان) .. من شمال العراق :
سافر الى اسرائيل الشهر الماضي .. وهو بحاجة لتدخل جراحي عاجل حيث انه يعاني من فشل رباعي في القلب ولكن يمكن علاجه جراحيا . والده عامل ووالدته باعت جهاز عرسها ومصوغاتها لانفاق ثمنها على علاجه حيث تم دفع نفقاته .

.. علي : ستجرى له عملية جراحية الاسبوع الحالي .
.. مصطفى : غادر اسرائيل عائدا الى العراق بعد اتمام علاجه .
.. كال : غادرت اسرائيل هذا الاسبوع بعد نجاح عمليتها .
.. لوزان : غادرت اسرائيل عائدة الى العراق .
.. سارة : غادرت اسرائيل عائدة الى العراق الاربعاء الماضي بعد انتهاء علاجها من مرض في القلب .
.. كشير : مازالت تعالج بالمستشفى الاسرائيلي .
.. غيث : ستجري له عملية جراحية في القلب الاثنين المقبل .
.. زنير : وصلت الى اسرائيل وتتلقى العلاج حاليا .
.. آريان : اجريت لها عملية جراحية وعادت الى العراق .
.. سناء : وصلت الى اسرائيل وهي بأنتظار اجرء جراحة لها في القلب .
.. آزهي : تنتظر اجراء عملية جراحية لكن الاطباء يقولون ان نسبة شفائها تماما ضعيفة ولاتشكل اكثر من 10 في المائة .

مسؤولون عراقيون بين الرفض والنفي
وعن إرسال هؤلاء الاطفال العراقيين للعلاج في إسرائيل أكدت عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب العراقي نوال السامرائي رفضها القاطع لإرسال أطفال عراقيين للعلاج داخل إسرائيل لأي سبب كان.

واشارت إلى أن هناك الكثير من دول العالم العربية وغيرها تمتلك إمكانيات طبية متطورة quot;لذلك ليس من الضروري إرسال أطفالنا إلى إسرائيلquot;. وأكدت السامرائي quot;أن هناك الكثير من المعلومات والصور وصلت ألينا بخصوص هؤلاء الأطفال ولكن لحد الآن ليس لدينا أي دليل قاطع في هذا الأمر مبينة انه في الوقت الذي يتوفر لدينا الدليل القاطع في هذا الموضوع ستكون هناك مواقف أخرى بهذا الشأنquot;.

وأضافت السامرائي أن لجنة الصحة في مجلس النواب لديها جهود حثيثة في مجال استقبال الحالات المستعصية من الحالات المرضية وإجراءات دراستها وإرسالها إلى الخارج للعلاج غير أن اللجنة لا تملك معلومات دقيقة حول كل الوجبات التي تخرج من العراق للعلاج عن طريق وزارة الصحة أو المنظمات المختلفة من غير وجبات لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب.

وفي وقت سابق ابلغت مصادر عراقية quot;ايلافquot; ان وزارة الصحة العراقية لاعلم لها او بالاحرى غير ضالعة في قضية تسفير الاطفال المرضى الاطفال الى اسرائيل موضحة انها تتم بعيدا عن ارادتها ومن قبل اطباء اميركيين وعراقيين متعاونين معهم .

ونفي مدير قسم الصحة الدولية في وزارة الصحة الدكتوررمزي رسول ارسال مرضي عراقيين من قبل الوزارة الي اسرائيل لغرض العلاج . واشار في تصريح صحافي الى ان الوزارة تتعامل في هذا الجانب مع دول الجوار كايران وسوريا والاردن اضافة الي الهند . وقال ان قيام بعض وسائل الاعلام بنشر خبر ارسال مرضي للعلاج في اسرائيل من دون التاكد من صحته امر غير صحيح.

عائلات الاطفال تتحدث الى الصحف الاسرائيلية
ومن جانبها اجرت الصحف الاسرائيلية مؤخرا مقابلات مع عدد من الامهات العراقيات المصاحبات لاطفالهن وقالت quot;منذ مطلع العام الماضي تم احضار 24 طفلا وطفلة من العراق الى مستشفى فولفسون، جميعهم تكللت عمليات القلب التي اخضعوا لها بالنجاح وبعد فترة شفاء ومكوث ثلاثة اشهر في اسرائيل عادوا الى وطنهم العراق. واضافت انه سيتم خلال الاسابيع القريبة احضار خمسة اطفال اخرين من العراق الى اسرائيل حيث يتواجدون في الاردن لاجراء الفحوصات وكذلك حتى يحصلون على تاشيرات دخول لاسرائيل بحيث يقف من وراء هذا المشروع الطبي والانساني جمعية quot;انقذ قلب الطفلquot; وهي جمعية اسرائيلية مسيحية تنشط في العديد من دول العالم في اوروبا وافريقيا والشرق ويعمل بها العديد من الاطباء من عرب الداخل والفلسطينيينquot;.

ونقلت الصحف في تقارير لها اواخر العام الماضي عن سيمون ساسون مدير عام الجمعية قوله quot;ان اول طفل عراقي احضر الى البلاد واخضع لعملية جراحية في القلب كان قبل خمسة اعوام بعيدا على انظار الصحافة وهذا العام (2007) لوحده احضرنا حتى الان 24 طفلا وطفله وذلك بالتعاون مع الهلال الاحمر الاردني .. وفي اول ايام العيد احضرنا طفلان وحصلنا لهما على تاشيرة دخول خلال 24 ساعة وكانت حالتهما خطرة جدا لكن تم انقاذ حياتهما في اللحظات الاخيرةquot;.

ونقلت الصحف الاسرائيلية عن quot;بهيجة رسول كروانquot; في الخمسينات من عمرها من كردستان العراق وكانت تتواجد في مستشفى فولفسون بجانب سرير ابنها محمد البالغ من العمر 12 عاما والذي اخضع لعملية قلب ناجحة قولها وهي في زيها الكردي التقليدي انها تركت اطفالها الاربعة واحتضنت محمد واخترقت الحدود وكسرت جميع الحواجز من اجل انقاذ حياة طفلها .

واضافت quot;لم اعرف بان القدر سيذهب بنا الى اسرائيل لم اتخيل ذلك لكنني كنت على استعداد للذهاب الى اي بقعة في العالم بغية انقاذ حياة ابني فالوضع الصحي في العراق منهار ومشلول ومجرد مرض بسيط يتعرض له الطفل يتحول لمرض مزمن وهناك مئات الاطفال يموتون شهريا بسبب انعدام ابسط العلاجاتquot; . وقالت quot;قدمنا الى الاردن عن طريق جمعية اجنبية تنشط في العراق وتعنى بالاطفال ممن يعانون امراض القلب وفي الاردن توافد مئات الاطفال العراقيين وتم اخضاع العشرات منهم لفحوصات طبية على ايدي طواقم طبية عربية واجنبية، واتضح لنا بان الاطباء الاجانب هم يهود ومن اسرائيل وقدموا خصيصا الى الاردن لفحص الاطفاء العراقيين وتحويل الحالات الطارئة والمستعجلة الى مستشفيات اسرائيلquot; .