أسامة مهدي من لندن : اكد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي ان العراق بحاجة الى رجال مصلحين قادرين على اخراج العراق من الظروف الصعبة التي يعيشها منذ عقود عدة ودعا الى تشكيل هيئة سياسية تضم مختلف الشخصيات التي تعمل ضمن الدستور لتقوم بنشاطاتها على أنها الحكومة المقبلة في ما يشبه حكومات الظل وبشكل لايبعدها عن القرار والحقوق .. فيما اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بلاده اقترحت 4 مواعيد على الجانبين الاميركي والايراني لم يتم الالتزام بها لاستئناف حوارهما حول العراق وقال إن مؤتمر الجوار المقبل سينعقد في بغداد الخريف المقبل .
واضاف في كلمة له اليوم لدى انعقاد المؤتمر الاول لاتحاد البرلمانيين العراقيين الذي يضم نوابا واعضاء في الجمعية الوطنية السابقة ان العراق بحاجة الى ثلاثة مرتكزات اساسية يجب العمل على تأسيسها او الاهتمام بها في ظروفه الحالية . واشار الى ان اولى هذه الاحتياجات هو وجود رجال اصلاح من بين المضحين والمجاهدين الذين يملكون تجارب غنية لاتستند الى تضحيات الماضي وحدها وانما على إدراك لهموم ومتطلبات المرحلة الحالية التي هي نتاج تراكمات ثلاثة عقود مضت.
واكد ان على رجال الاصلاح هؤلاء ان يخرجوا عن الكثير من الاطارات التي تربوا عليها وعملوا في ظلها وتركبت في مرتكزاتهم الفكرية وسلوكياتهم الكثير من الثوابت والخطوط الحمراء ، موضحا ان رجال الاصلاح هؤلاء عليهم ان يدركوا حقيقة الاوضاع العراقية الحالية وتشعباتها ويسبحوا ضد التيار الذي تركب من قناعات خاطئة ووعي مزيف. وقال ان على رجال الاصلاح هؤلاء ونسائه ان يعملوا على تحطيم سلسلة المفاهيم الخاطئة التي يعتقد كل طرف انه يسير بها في الاتجاه الصحيح . واكد ضرورة تحمل رجال الاصلاح هؤلاء مسؤولية الخروج بالعراق من ظرفه الراهن وسلبياته والمضي به الى طريق الاصلاح والامن والاعمار والتصالح مع نفسه ومع جيرانه والمجتمع الدولي .
واضاف عبد المهدي ان حاجة العراق ملحة الى الانتقال الى مرحلة الرشد والوعي في العملية السياسية وبناء الهيئة السياسية التي تضم كل من يعمل في اطار الدستور والقانون ليكونوا جزءا من النظام والحكم . وقال ان هؤلاء يمكن ان يكونوا ايضا معارضة دستورية تفهم على انها الحكومة المقبلة وليس طرفا معزولا عن القرار والحقوق ليمكن السير بالعملية السياسية بالشكل التداولي بعيدا من الانقلابات والصراعات ومحركات الهدم . واشار الى ان الاتحاد البرلماني العراقي يمكن ان يستوعب جميع افراد الهيئة السياسية الذين يتوافقون مع الحكومة او يتعارضون معها ليكونوا في دائرة الارشاد والمساهمة وحتى الاعتراض .
وشدد على اهمية مثل هذه الهيئة التي تحتضن رجال الدولة بعد انتهاء مسؤولياتهم الرسمية وذلك من اجل الاستفادة من خبراتهم والتعرف إلى العقبات التي يواجهها رجل الدولة حين يكون في موقع المسؤولية .
اما رئيس مجلس النواب محمود المشهداني فقد اكد ضرورة العمل على انجاح التجربة الديمقراطية في العراق عبر وجود برلمان قوي يمثل العراقيين خير تمثيل من خلال انتخابات حرة نزيهة . واضاف في كلمة له ان وجود برلمان قوي هو خير ضمانة لنجاح عمل المؤسسة التشريعية لان البرلمان هو اداة التحول الديمقراطي الذي يعبر عن تطلعات ورغبات المواطنين .
بدوره اشار امام ممثل اتحاد البرلمانيين العراقيين منتصر الامارة الى ان الاتحاد الذي ينبثق اليوم قد مضى على عمليات تشكيله 18 شهرا وحيث انضم اليه اكثر من 200 برلماني سابق وحالي . واكد التزام الاتحاد بالثوابت الوطنية والديمقراطية ضمن اطار يحمي الطبقة السياسية ونخبها التي تترك السلطة ويمنع ركونها الذي يشكل خسارة للبلاد تمنع قيام معارضة دستورية بناءة . واكد حرص الاتحاد على اقامة افضل العلاقات البرلمانية العربية والدولية .
اما عضو مجلس الحكم السابق محمد بحر العلوم فقد حذر من خطورة الاوضاع العراقية الحالية في ظل اقتتال بين الاخوة كما قال . واشار الى ان الوضع الحالي على شفا انفجار جديد داعيا القوى السياسية بمختلف توجهاتها الى الاتفاق ولو بالحدود الدنيا على وقف الاقتتال الذي وصفه بالشرس وذلك من خلال جهد جماعي يطمئن الحكومة والاطراف المتنازعة معها إلى امكانية التوصل الى حلول تضمن حقوق الجميع . وناشد دول الجوار عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية ودعم جهود العراقيين لبناء دولتهم .. مشددا على ان عراقا قويا خير لدول الجوار من عراق ضعيف تهدده الفوضى التي يمكن ان تنتقل اليها .
زيباري : اقترحنا 4 مواعيد لاستئناف الحوار الاميركي الايراني لم يتم الالتزام بها
قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان اجتماع دول الجوار العراقي الذي عقد في الكويت اواخر الشهر الماضي حقق نتائج مهمة على صعيد الحصول على وعود بفتح سفارات دول شاركت فيه وارسال سفرائها الى بغداد . واوضح ان السلطات العراقية قد وفرت من جانبها الاجراءات الامنية لمقرات هذه السفارات مؤكدا ان الحجج السياسية والامنية التي كانت تمنع فتح هذه السفارات لم تعد مقبولة . وقال ان الاجتماع المقبل لدول الجوار سيعقد في بغداد خلال الخريف المقبل مشيرا الى ان العراق قادر على تأمين انعقاده على اراضيه . واوضح ان وزارته شكلت لجنة متابعة لقرارات الاجتماع السابق تضم ممثلين منها ومن بعثة الامم المتحدة في العراق .
واشار الى ان العراق سيرسل قريبا مجموعة من السفراء الجدد الى مختلف الدول لفتح سفارات عراقية فيها . واوضح ان التمثيل العراقي الدبلوماسي قد توسع كثيرا حيث ان للعراق حاليا 86 بعثة دبلوماسية في مختلف انحاء العالم .
وفيما يخص الحوار العراقي الاميركي الايراني اشار الى ان طهران اعلنت مؤخرا توقفها عن الحوار الى حين توقف العمليات المسلحة في مدينة الصدر . واشار الى ان 3 جولات قد تم عقدها من هذا الحوار خلال العام الماضي موضحا انها وان لم تحقق نتائج فورية كبيرة الا ان الحاجة الى استئنافها ضروري . وقال ان العراق قدم اربعة مواعيد مقترحة الى الجانبين الايراني والاميركي خلال الاشهر الاخيرة من اجل استئناف الحوار لكنه لم تتم الموافقة عليها . واضاف انه منذ تقديم العراق لمقترح لعقد اجتماع بين الطرفين في السادس من اذار (مارس) الماضي فانه لم يقترح اي موعد جديد لكنه اكد استمرار جهود العراق لاستئناف الحوار بعد ان تتهيأ ظروف مناسبة لذلك .
وحول المفاوضات العراقية الاميركية لتوقيع اتفاقية استراتيجية طويلة الامد اشار زيباري الى ان هذه المفاوضات التي بدأت في شباط (فبراير) الماضي تجري على قدم وساق وتحقق تقدما ملحوظا . واوضح ان العمل يجري على مختلف الاصعدة السياسية والامنية والقانونية والعسكرية والدبلوماسية لتحديد وضع القوات الاميركية في العراق اضافة الى تحديد اسس تعاون مشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والزراعية . وقال انه سيتم التوقيع على هذه الاتفاقية قبل نهاية تموز (يوليو) المقبل بعد عرضها على مجلس النواب العراقي والحصول على توافق سياسي بصددها .
وفي الاخير اشار الوزير زيباري الى اهمية بدء اول اتصالات رسمية بين الحكومة التركية وحكومة كردستان العراق الاسبوع الماضي من خلال زيارة مبعوث رئيس الوزراء التركي الى العراق . واوضح ان الحكومة العراقية بذلت جهودا جبارة لتحقيق هذا اللقاء الذي اشار الى انه ستتم متابعة تواصله لما فيه مصلحة جميع الاطراف.
التعليقات