التحذيرات الأميركية - البريطانية للرعايا في الإمارات
السفارات تمتنع عن تحديد الأسباب والجهات الرسمية صامتة

أجنحة القاعدة ترفرف فوق سماء الإمارات للمرة الأولى

جهات أمنية إماراتية: تسمع... ترى... ولا تتكلم

بعد بريطانيا.. أميركا تحذر رعاياها من هجوم محتمل بالإمارات

مروة كريدية من دبي: أثار خبر التحذيرات الأميركية ومن قبلها البريطانية لرعاياهما المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة من خطر وقوع هجوم إرهاب، قلق العديد من المقيمين الأجانب في الدولة، في ظل تكتم تام لوسائل الإعلام المحلية في الإمارات على الخبر، وفي وقت لم تتناوله وكالة الأنباء الإمارتية الرسمية، إضافة إلى رفض معظم الجهات الرسمية في الدولة التعليق على الموضوع جملة وتفصيلاً، وكانت جهات أمنية إماراتية اتصلت بها quot;إيلافquot; مساء الإثنين قد فضلت عدم التعليق على التحذيرات الأميركية البريطانية التي بدأت تتوالى تباعًا قائلة إن quot;على الجميع الانتظار حتى يصدر تعليق وزارة الخارجيةquot; التي لم تتحدث حتى هذه اللحظة.

فيما إمتنعت السفارة البريطانية عن تحديد الأسباب التي دعتها إلى اصدار مثل هذا التحذير. لكنها قالت عبر بيانها إن هذه التحذيرات تراجع باستمرار متى ما تغيرت او تعدلت المعلومات او المعطيات. وفي اتصالنا ببعض المحللين السياسيين العرب المقيمين في الدولة للاطلاع على آرائهم ، فضل معظمهم عدم الادلاء بأي رأي حول تلك التهديدات قبل صدور موقف رسمي من الجهات المعنية في الدولة، فيما أشار بعضهم إلى أن هذه التهديدات تأتي من باب التهويل وفي سياق حرب اقتصادية يشنها المحور الاميركي- البريطاني للحد من الاستثمارات البريطانية في الامارات، وانها لعبة من اجل ضرب الاسهم الاستثمارية في وقت تشهد البلاد نموًا اقتصاديًَا وعمرانيًّا منقطع النظير.

من جهة أخرى، فقد اعتبر بعضهم أن هذا التحذير يأتي في السياق نفسه التي تنتهجه الادارة الاميركية من اجل احكام قبضتها وسيطرتها في المنطقة خصوصًا في الدول التي تملك مقومات اقتصادية جيدة، وفي حديث لمحلل سياسي رفض الكشف عن اسمه اشار الى ان التقارب الاماراتي السوري الاخير الذي تبلور من خلال زيارة الاسد للامارات أقلق الادارة الاميركية، فإتخذت هذا الاجراء للحد من تقارب الدول الخليجية مما تطلق عليه واشنطن محور الشر في محاولة منها لإبقاء سوريا وايران في عزلة اقتصادية وسياسية دائمة.

أما على الصعيد الغربي فقد أوردت الـ quot;سي ان ان quot; أن خبير أمني دولي سابق أشار الى أن ثمة ثقة متبادلة، أو ما يشبه الاتفاق غير المكتوب، بين تنظيم القاعدة ودول خليجية، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة، لتغض من خلاله الأخيرة الطرف عن استخدام أراضيها كملاذ ومأوى للاستراحة وإعادة التنظيم، مقابل عدم شن أي هجمات ضدها. وسبق للخبير الأمني، كليف كنوكي، في حديث لسي ان ان أيضًا ، إن quot;غض طرفquot; الإمارات يساعد البلاد على حفظ أمنها. وأضاف: quot;من المعروف أن عناصر القاعدة يمكنهم دائمًا أخذ استراحة في دبي وأبوظبي، وبوجود هذه الثقة المتبادلة لن يتم تنفيذ هجمات في الإمارات لأن ذلك سيسترعي انتباه السلطاتquot;.

وكان كنوكي، الذي شغل في السابق مواقع متقدمة ضمن أحد أجهزة المخابرات الغربية، ويدير حاليًا شركة quot;ريسكquot; لتقييم المخاطر الدولية في بريطانيا، وهي شركة متخصصة في تقدم نصائح ودراسات أمنية لتقييم الأخطار للمستثمرين الغربيين، قد زار دبي مؤخراً على هامش مؤتمر لمكافحة تبييض الأموال.


الجدير ذكره أن السفارة الأميركية في أبوظبي كانت قد أطلقت أمس الثلاثاء تحذيرًا إلى رعاياها المقيمين في دولة الإمارات من خطر وقوع هجوم إرهابي، وجاء هذا التحذير الأميركي بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة من تحذير السفارة البريطانية مواطنيها مما أسمته quot;مخاطر كبيرةquot; من احتمال وقوع هجوم إرهابي في الإمارات.

وذكر البيان الصحافي المنشور في الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية أن التحذير، الذي يعود تاريخه إلى 17 يناير/كانون الثاني الماضي، أعيد تعميمه على كافة مواطنيها في دولة الإماراتquot;. حيث ناشدت السفارة مواطنيها في الإمارات ضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر خاصة في الأماكن العامة التي يرتادها الأجانب المقيمون والزائرون ويشمل ذلك المجمعات السكنية والمواقع النفطية والعسكرية، ووسائل النقل العامة والطيران. وجاء في البيان الصحافي المفصل: quot;المعلومات الراهنة تشير إلى أن القاعدة والتنظيمات المتحالفة معها تواصل التخطيط لتسديد ضربات ضد المصالح الأميركية في عدد من المناطق، ويتضمن ذلك، أوروبا، وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسطquot;.

ويأتي هذا التحذير مع اقتراب فصل الصيف واستعدادات الاحتفال بالعيد الوطني وجاء في البيان الرسمي الذي صدر اولاً في واشنطن ان الاميركيين قد تلقوا تحذيرًا من quot;الوضع العام على الصعيد الامنيquot; في المنطقة قبيل فترة quot;اجازات الصيف والاستعدادات للرابع من تموز/يوليو (العيد الوطني الاميركي) في الامارات العربية المتحدةquot;. وقد حذرت سفارة الولايات المتحدة في ابو ظبي والقنصلية في دبي الاميركيين في ان quot;خطر حصول اعتداء ارهابي في المنطقة بما فيها الامارات حقيقي فعلاً ... ولهذا السبب يتعين على الرعايا الاميركيين التنبه باستمرار الى مستوى التهديد المرتفع وخصوصًا في الاماكن العامةquot;.

يذكر انه في حديث لمسؤول طلب التكتم على هويته، قال الاثنين الماضي لوكالة فرانس برس قبل الاعلان عن اتحذير رسميًا : ان التحذير الذي ارسل بالبريد الالكتروني الى الاميركيين المسجلين في السفارة بأبو ظبي سينشر على موقع السفارة في شبكة الانترنت ابتداء من يوم غد الثلاثاء. ولا تتضمن الرسالة اي معلومات اضافية وتطلب من الاميركيين المواظبة على تصفح موقع السفارة على الانترنت.

وكان غونزالو غاليغوس المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية قد قال الاسبوع الماضي في مؤتمر صحافي ان الحكومة الاميركية اخذت في الاعتبار التحذير البريطاني الموجه الى المسافرين وانها تنوي تجديد تحذيرها. واضاف quot;نراقب الوضع في البلاد لنبلغ المسافرين والرعايا الاميركيين بالتدابير الامنية التي يتعين عليهم اتخاذهاquot;. ويأتي التحذير الأميركي في أعقاب آخر بريطاني، نبهت خلال الخارجية البريطانية إلى ما سمته quot;مخاطر كبيرةquot; من احتمال وقوع هجوم إرهابي في الإمارات، حسب ما قالت القنصلية البريطانية في دبي.

وكان بيان قد صدر يوم السبت الماضي عن السفارة quot; ان الامارات تمر quot;بأعلى درجة تهديد من عمل ارهابي، وان الحكومة البريطانية تعتقد ان ارهابيين ربما يخططون لهجمات في الاماراتquot;.
وأوضح البيان ان الهجمات quot;قد تحدث في اي وقت، وان على المواطنين البريطانيين المحافظة على درجة عالية من اليقظة الامنيةquot;.

وكان التحذير السابق من السفارة يشير الى quot;تهديد عام من الارهابquot;. وكانت وكالة رويترز للانباء قد نسبت الى سيمون جولدسميث المتحدث باسم السفارة البريطانية في الامارات قوله ان quot;التحذير رفع الى درجة اعلى، لكن معظم التحذيرات ترتفع وتنخفض باستمرار، ونحن لا ننصح الرعايا البريطانيين بتغيير خطط سفرهمquot;. واضاف البيان الذي بث في موقع وزارة الخارجية البريطانية :quot;نحن نعتقد ان الارهابيين ربما يخططون لهجمات ارهابية في الاماراتquot;.

واضاف البيان ان quot;الهجمات يمكن ان تكون عشوائية، وقد تقع في اي وقت، وفي اماكن قد يرتادها اجانب مثل المجمعات السكنية او القواعد العسكرية او المنشآت النفطية او مواقع الطيران المدنيquot;. من جهته قال مسؤول لـquot;س ان انquot; فضل عدم الكشف عن هويته إنه لا يملك معلومات حول الموضوع كي يعقب عليه. ولم ترشح معلومات حتى الآن عن قيام أي من السفارات الغربية في الإمارات بتعديل تقديراتها حول مستوى quot;التهديد الإرهابيquot;.

كما أوضح البيان أن quot;نصائح السفرquot; عرضة لمراجعة مستمرة، والتي تستند عادة إلى المصادر المتاحة للحكومة البريطانية، بما في ذلك المصادر الإستخباراتيةquot;. ولفت البيان إلى أن درجات التحذير عرضة للتغير، موضحًا أن السفارة لا تقدم عادة التفسيرات لتلك التغييرات، ولن تقوم بذلك في هذه المرةquot;. وقالت السفارة البريطانية في التحذير، الذي خصت به رعاياها، إن quot;الهجمات قد تكون عشوائية، وقد تقع في أي زمان في الأماكن التي يرتادها الأجانب المتواجدين في الدولة والزوارquot;.

وعدّد التحذير بعضًا من تلك الأماكن، كالمجمعات السكنية، والعسكرية، والمنشآت الفنية، ووسائل النقل العام، إلى جانب الطيران. وطالبت السفارة رعاياها بتوخي quot;أقصى درجات الحيطة والحذر، خاصة في الأماكن العامةquot;. وتقول السفارة ان نحو مليون بريطاني زاروا الامارات عام 2006 وان اكثر من مئة الف منهم يقيمون فيها، مما يجعله اكبر تجمع لغربيين في هذا البلد.يشار الى ان اكثر من 80 في المئة من سكان الامارات، البالغ عددهم نحو 5,6 مليون نسمة، هم من غير الاماراتيين.

ومعظم هؤلاء الاجانب هم من العمالة الرخيصة الوافدة من شبه القارة الهندية، والعاملة في قطاع الانشاءات والاعمار. وتقدر احتياطيات الامارات من النفط بنحو 98 مليار برميل من النفط، مما يضعها في المرتبة الخامسة بين اكبر احتياطيات النفط في العالم. ويقدر صندوق النقد الدولي متوسط النمو الاقتصادي في الامارات لعام 2007 بنحو 7,4 في المئة.