مدير استخبارات يتحفظ عنه الحريري وعميد لا يرضي جنبلاط
قيادة الجيش اللبناني ... بورصة
إيلي الحاج من بيروت: باتت أسهم المرشحين لتولي قيادة الجيش اللبناني أشبه بالبورصة صعوداً وهبوطاً، ما يسيء إلى المؤسسة العسكرية التي دعت وسائل الإعلام والسياسيين مراراً إلى عدم تداول هذه المسألة علناً وتصنيف الضباط الكبار سياسياًُ، ولكن بلا جدوى .
مما يفرض بات تعيين من يتولى هذا المنصب الخميس المقبل في أول جلسة لمجلس الوزراء، خصوصا أن الوضع الأمني يستدعي بإلحاح أن يكون للجيش قائد بالأصالة. فالحديث الأبرز في بيروت هذه الأيام هو حول من يكون قائد الجيش الذي سيخلف العماد ميشال سليمان المنتقل من مقر وزارة الدفاع إلى القصر الرئاسي. ويعزز حمى التكهنات حول من يكون العماد الآتي أن لا نظام محددا أو آلية محددة تتيح وصول قائد للجيش تلقائياً إلى المنصب عند شغوره، وبالتالي تخضع العملية لعناصر متشابكة ومعقدة بينها السياسي والشخصي والمناطقي، أما الإعتبار الطائفي فتحصيل حاصل باعتبار أن قائد الجيش في توزيع المناصب والمواقع المتفق عليها تاريخيا يكون مارونيا على غرار رئيس الجمهورية ، وكذلك مدير الاستخبارات العسكرية.
وكانت كل المعلومات تشير قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي إلى أن قائد اللواء الثاني عشر العميد الركن جان قهوجي هو الأوفر حظاً لتعيينه ، بينما تراجعت أسهم المدير الحالي للاستخبارات العميد جورج خوري بسبب بروز تحفظ عنه لدى قوى 14 آذار، وتحديدا رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري. فضلاً عن أن لا سابقة في لبنان لتولي مدير الاستخبارات قيادة الجيش . وبدا أن رئيس الجمهورية سليمان وافق الحريري في هذا الشأن، إلا أن المفاجأة في مجلس الوزراء تمثلت في موقف لوزيري quot;اللقاء الديموقراطيquot; الذي يترأسه النائب وليد جنبلاط لم يتجاوب مع الإتجاه إلى تعيين قهوجي، وبما أن تعيين قائد الجيش يجب أن يكون بالإجماع ولا يليق اللجوء إلى التصويت في شأنه طلب الرئيس سليمان إرجاء البحث في الموضوع .
وحار المحللون في تعليل موقف جنبلاط، فقيل إن الرجل يفضل تعيين مدير الاستخبارات العميد خوريquot; لأنه جنب البلاد حروباً أهلية أكثر من مرة ، ولأن البطريرك الماروني نصرالله صفير يفضله هو أيضا وكذلك quot;حزب اللهquot;، وقيل إن جنبلاط لا يريد أن يكون قائد الجيش من منطقته الشوف ، والعميد قهوجي من بلدة بعدران في أعالي الشوف ، إلا أن عارفي الرجل قالوا ل quot;إيلافquot; إنه ليس من النوع الذي يتطلع إلى زعامة وبالتالي لا مبرر لتخوف جنبلاطي من هذه الناحية.
وقيل إيضاً إن القائد الحالي للجيش بالوكالة اللواء الركن شوقي المصري سيكون مضى على توليه هذا المنصب ثلاثة أشهر الإثنين المقبل، وبعد ذلك ينال تعويضاً يوازي تعويض قائد الجيش الأصيل، فتكون خدمة أداها له جنبلاط بتأجيل التعيين أسبوعاً.
ولا يكشف القريبون من النائب الحريري سبب تحفظه عن مدير الاستخبارات خوري ، كما لا يفصح القريبون من جنبلاط سبب موقفه من العميد قهوجي، في حين يلزم السياسيون المسيحيون الصمت المطبق حيال هذه المسألة ويقولون إنهم يؤيدون ما يريده رئيس الجمهورية لأنه الأدرى بشؤون المؤسسة العسكرية .
أما منصب مدير الاستخبارات فمحسوم ، إذا لم يجدد فيه للعميد جورج خوري، وسيتولاه مدير استخبارات جبل لبنان العميد جوزف نجيم . وبعد العرقلة التي واجهها تعيين العميد خوري والعميد قهوجي لقيادة الجيش ، بدأ كلام يدور على اتجاه محتمل نحو قائد منطقة جبل لبنان العسكرية العميد أنطوان كريم .
وفي الجيش اللبناني نحو 65 عميد ركن يفترض أن يصبح أحدهم قائداً للجيش، أما في حال اخيار العماد من رتبة أقل ، عميد وما دون فيلزم إحالة جميع من يفوقونه رتبة على التقاعد، الأمر الذي يكلف الخزينة أموالاً طائلة كتعويضات ، ويحرم الجيش طاقات وخبرات شديدة الأهمية .
التعليقات