لا زالت الخلافات تتواصل داخل جماعة الإخوان المسلميين حول خليفة المرشد العام الحالي مهدي عاكف، في وقت تشير التوقعات إلى أن المنصب سيبقى شاغرا لفترة اذا لم يتم التوصل لاتفاق قريب حول خليفة عاكف.وقد حاولت الجماعة عقد انتخابات مجلس الشورى العام فى الفترة الماضية لكن تعذر الأمر quot;لاعتبارات أمنية quot;

القاهرة:لا يبدو ان حسم جماعة الإخوان المسلمين لهوية المرشد القادم سوف يكون قريبا . فمع قرب ترك المرشد الحالي محمد مهدي عاكف للمنصب الأعلى فى الجماعة فى شهر يناير المقبل , إلا ان مصادر خاصة لـquot;إيلافquot; داخل الجماعة تؤكد انه لم يتم الاتفاق بعد على تسمية مرشح لخلافة المرشد لطرحه أمام مجلس الشورى العالمى للتصويت عليه , مشيرين الى وجود محاولات مع عاكف للاستمرار فى منصبه إلا انه لا يزال ثابتا على موقفه بترك منصبه , ما يشير الى ان الجماعة ستستمر فترة من الوقت بدون مرشد فعلى , قد تستمر إلى شهر يونيو المقبل لحين اختيار مجلس الشورى الجديد , وذلك فى حال استجابة الجماعة لهذا المطلب .

وتنص اللائحة الخاصة باختيار المرشد داخل الجماعة على انه quot;فى حالة خلو منصب المرشد يمهل مجلس الشورى العالمي 60 يوما لاختيار المرشد quot; , ويقتصر دور مجلس الشورى العالمي وفق سيد نزيلى عضو مجلس شورى الجماعة على اختيار المرشد الذي ترشحه الجماعة من مصر . وأضاف quot;لإيلافquot; انه quot;فى حالة عدم موافقته على الاسم يتم ترشيح اسم جديد الى ان يتم الموافقة فى نهاية المطاف quot;.

ويتوقع نزيلى حسم هذا الأمر بعد انتهاء فترة ولاية عاكف مباشرة , خلال الفترة التى تنص عليها اللائحة , على اقصى تقدير فى شهر فبراير المقبل , إلا ان نزيلى يوافق الآراء التي تنادى بتأجيل حسم منصب المرشد الى ما بعد اختيار مجلس الشورى العام التي صدر قرار بتأجيلها مؤخرا 6 أشهر لتعقد فى شهر يونيو , وفقا لقوله .

وقد حاولت الجماعة عقد انتخابات مجلس الشورى العام فى الفترة الماضية لكن تعذر الأمر quot;لاعتبارات أمنية quot; واحتجاز عدد لا بأس به من قيادات الجماعة فى السجون عل ذمة قضايا مختلفة . ويتولى المجلس تشكيل مكتب إرشاد الجماعة من بين أعضاء المجلس وترشيح مرشد الجماعة.

ولكن هناك من يطالب فى الجماعة بضرورة الفصل بين عضوية مجلس الشورى العام وعضوية مكتب الإرشاد وهو م يتطلب تعديل اللائحة , ويرى أصحاب هذا الاتجاه ان المكتب بنظامه الحالي يجعله quot;خصما وحكما فى نفس الوقت quot;.

ويقود هذا الاتجاه قيادات فى الصف الثاني والثالث فى الجماعة - اقوي فصيل سياسي فى مصر , تستحوذ على 88 مقعدا ى البرلمان المصري - فضلا عن اقتراح أخر بان يكون لمجلس شورى الجماعة رئيس مستقل وليس المرشد يتم الاحتكام إليه فى حالة حدوث خلاف بين أعضاء مكتب الإرشاد والمرشد .

ويأتي هذا الاقتراح الأخير الذي أصبح quot;ملحاquot; بنظر القيادات الشابة بعد الأزمة الأخيرة التى تفجرت بين محمد مهدي عاكف و مكتب الإرشاد على خلفية رغبته بتصعيد القيادي الاصلاحى عصام العريان الى عضوية المكتب او نائبا ثالثا له وهو ما رفضه أعضاء المكتب وترددت أخبار عن تقديم المرشد لاستقالته قبل ان يعود الى ممارسة منصبه بعد ذلك , لينفى صحة ما تردد .

وحتى تأخذ هذه الاقتراحات موضع التنفيذ لابد ان تخضع لإجراءات وخطوات معينة تنص عليها اللائحة , وفقا لما يقول عضو مكتب الإرشاد أسامة نصر , مشيرا الى أنها quot;تخضع للتصويت ويتم التعديل إذا وافق الثلثينquot; .

وتفتح هذه التغييرات الداخلية المجال لضخ دماء جديدة دماء فى الجماعة سوف يكون لها تأثير ايجابي فى تطور علاقة الجماعة بالمجتمع والدولة , ويكتمل الأمر وفقا لأصحاب هذا الرأي بحسم الخلاف حول استثناء الأعضاء الخمسة الذين تم تصعيدهم من مجلس الشورى العام مؤخرا الى مكتب الإرشاد من الانتخابات المقبلة للمكتب , وهو ما يرسخ أقدام هؤلاء الذين يمثلون الجناح الاصلاحى فى المكتب على حساب الجناح المحافظ , الذي يتوقع مراقبون للشأن الداخلى فى الجماعة ان يتقلص عدد أعضائه بشكل كبير وفقا للتعديلات الجديدة التى طرأت على اللائحة الداخلية بقصر العضوية فى المكتب على فترتين (4 سنوات فقط) .

وفى حال إذا استمر عاكف على رأيه ورفض الاستجابة للأصوات التي تطالبه بالاستمرار فى منصبه حتى انتخابات مجلس الشورى العام , والى حين اختيار مجلس الشورى العالمي للمرشد الجديد , يتولى - وفق اللائحة - النائب الأول مهام المرشد وتسيير شئون الجماعة لحين تسمية المرشد الجديد . وهو الدور الذي سوف يضطلع به الدكتور محمد حبيب , الذى يعتبره مراقبون quot;الأقرب للمنصب الأعلى فى الجماعةquot; .