وزارة الداخلية اليمنية تقدم خدمات لنظيرتها في الرياض
اليمن لاعب السعودية الأول في حربها ضد الإرهاب

أحمد البشري من الرياض: هل أصبح اليمن اللاعب الأول للحكومة السعودية خارج الحدود في مواجهة الإرهاب، بعد أن كانت أحد أكثر الجبهات خطورة على الأمن السعودي، من خلال تسلل مئات الإرهابيين من وإلى الأراضي السعودية، عبر مئات الكيلومترات من الحدود المشتركة والوعرة والجبال، التي طالما وقفت في وجه حراس الحدود من الجانبين.

الخدمات التي تقدمها وزارة الداخلية اليمنية لنظيرتها السعودية ملموسة في الأشهر الأخيرة، عبر تسليم العديد من المطلوبين السعوديين على قوائم الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بقائمة الـ 85 التي وزعتها السلطات السعودية مؤخراً، حيث ذكرت مصادر أمنية في صنعاء في وقت سابق، بأن السلطات اليمنية سلمت السلطات السعودية خمسة سعوديين من المطلوبين في قضايا إرهابية وتخريبية، من بينهم عبد الله عبد الرحمن محمد الحربي، احد المطلوبين لليمن على قائمة الـ 116 التي أصدرتها اليمن بالإضافة إلى أنه مطلوب في السعودية.

وهو ما دعى الأمير نايف المعين حديثاً كنائبٍ ثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية إلى الحديث عن هذا التعاون، في أول لقاء صحفي معه بعد تعيينه، حيث قال: أعتقد أنه وإن كان هناك استهداف لليمن كما أكد أفراد الخلية التي ظهرت فأن الاستهداف الأول هو للسعودية بحكم أن اليمن جارة لها وقريبة منها.وأحب أن أشيد بالتعاون الجيد جداً (مع اليمن) وهو في أفضل المستويات بالتعاون مع دولتين جارتين.

العوفي تسلمته السعودية عبر السلطات اليمنية
ومن جانب آخر تطارد السلطات اليمنية ما يقارب الـ 50 سعودياً مطلوبين لها وللسلطات السعودية، يعتقد بوجودهم في مناطق مختلفة من الاراضي اليمنية. كما اعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن اعتقال 16 شخصا من أعضاء تنظيم القاعدة، وترجح الأخبار وجود سعوديين من ضمنهم، كانو يخططون لتنفيذ 12 عملية ارهابية ضد منشأة نفطية ومصالح غربية.

وتشير مصادر يمنية إن السلطات الأمنية تجهز لنشر قائمة بأسماء وصور لعناصر يمنية وسعودية مطلوبة للأمن في السعودية واليمن بهدف ملاحقة هذه العناصر على نطاق واسع وتقديم مكافآت مغرية للمتعاونين مع أجهزة الأمن للاعتقال والقبض على المطلوبين. كما ألقت أجهزة الأمن بمحافظة تعز اليمنية القبض على أحد المطلوبين أمنيا كان قد هدد السفارة السعودية بصنعاء.بعد توجيهه تهديدات إلى السفارة السعودية مطالبا بالإفراج عن عبد الله عبد الرحمن الحربي.

كل هذه المؤشرات تأتي لتكرس حديث الرئيس اليمني السابق الذي أدلى به لأحد الصحف العربية، حيث وصف التعاون الأمني بين اليمن والسعودية بأنه quot; من أقوى أشكال التعاون القائم بين دولتين جارتين، وأن هناك تنسيق وتبادل للمعلومات بشكل سريع وتبادل في تسليم المتورطين والمطلوبين للبلدين سواء من اليمنيين أو من السعوديينquot;.

الدكتور حسن أبو طالب الخبير بمركز
الأهرام للدراسات الاستراتيجية
وبهذا الخصوص تحدث الدكتور حسن أبو طالب الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية لـ quot;إيلافquot; حول التعاون اليمني السعودي الأخير: quot;المعروف أن هناك تعاون أمني بين اليمن والسعودية لضبط الحدود بين البلدين, وجزء من التعاون الأمني ممتد لتبادل المعلومات حول التنظيمات أو الجماعات والأفراد المتورطين في أعمال إرهابية في كلا البلدين, واليمن حريص دائما أن يكون بوابة للسلام والاستقرار الأمني للسعودية , كذلك السعودية حريصة علي دعم واستقرار حكومة علي عبدالله صالح .

وهذا الاستقرار يبدوا طبيعي من وجهة نظري, وشيء تلقائي أن تقوم اليمن بعد التحقيق مع العناصر المتورطة مع القاعدة تسليمها للسعودية نظرا لأن كما نعلم هناك قائمة مطلوبين من الحكومة السعودية التي أعطتها للدول العربية جميعها وطلبت مساعداتهم في القبض عليهم و أي دوله تستطيع أن تصل لهؤلاء المطلوبين, تتفضل بإعطائه للحكومة السعودية .

هذا غير العلاقات الطبيعية بين اليمن والسعودية وحيوية الموضوع وارتباطه بتنظيم القاعدة . وحول أسبقية اليمن في تسليم العناصر الإرهابية للسعودية قال ان المسألة مرتبطة بحكومات الدول العربية الاخرى وحول أمكانية اعتقال هذه العناصر , فهذه المسألة مرتبطة بالظروف والصدف والتطورات.
فهل قامت أي حكومة سواء مصر او سوريا او المغرب بالقبض علي أحد هذه العناصر, بالطبع لا وإذا تم القبض علي أي خلية تتضمن هؤلاء العناصر الإرهابية, فسوف يتم أبلاغ الحكومة السعودية والاستفادة من المطلوب.

الجدير بالذكر بأنه في يناير الماضي اعلن جناحي تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية اندماجهما بقيادة اليمني الوحيشي (أبو بصير)، الفار من السجن المركزي اليمين ، والسعودي العائد من غوانتانامو سعيد الشهري (أبو سفيان الأزدي) نائبا له، بالإضافة إلى السعودي محمد العوفي (أبو الحارث).

وبعد اسابيع أعلنت السلطات السعودية عن تسليم العوفي نفسه، عن طريق السلطات اليمنية التي بدورها سلمته إلى السعودية، ليظهر من جديد على القناة السعودية التلفزيونية الرسمية ليدلي باعترافات، أقحمت مصادر خارجية بالتدخل والدعم المادي واللوجستي للتنظيمات الإرهابية.