إيلاف&- نبيل شرف الدين: أتت اللائحة التي اعتمدتها الإدارة الأميركية للمنظمات الإرهابية متسقة مع وثيقة أخرى كانت قد نشرتها ووزعتها مؤخراً لجنة العقوبات التابعة لهيئة الأمم المتحدة أسماء تسعة من أقرب المقربين لأسامة بن لادن الذي تطالب الولايات المتحدة الأمريكية حركة طالبان الأفغانية بتسليمه لها لتقديمه للمحاكمة ، بما تنسبه له واشنطن من تهمة تمويل مجموعة من العمليات ضد مصالح أمريكية في نيروبي ودار السلام، فضلاً عن التفجيرات الأخيرة في واشنطن ونيويورك .
اللائحة الدولية
وإضافة لابن لادن فقد اشتملت الوثيقة الدولية ، التي استندت بالطبع إلى معلومات أجهزة الاستخبارات الأميركية ، وضمت أسماء كل من الأسماء التالية بعد :
1 ـ أيمن محمد ربيع الظواهري مصري الجنسية، أمير حركة الجهاد الاسلامي المصرية .
2 ـ سعد الشريف، سعودي الجنسية ويشغل منصب المسؤول المالي لأسامة بن لادن الذي تربطه به علاقة مصاهرة .
3 ـ سيف الدين، مصري الجنسية، وهو المسؤول عن توفير الحماية الشخصية لأسامة بن لادن
4 ـ أمين الحق، أفغاني الجنسية، المسؤول عن توفير الحماية لابن لادن أثناء تحركاته وتنقلاته داخل مختلف المناطق والمعسكرات في أفغانستان .
5 ـ أحمد سعيد القدر أو عبد الرحمن القنادي حسب الوثيقة مصري الجنسية ويحمل جواز سفر كنديا ومن قيادات تنظيم القاعدة .
6 ـ زين العابدين موحد حسين، سعودي الجنسية ويعمل كسكرتير لأسامة وهو أصغر من في القائمة سناً، من مواليد الرياض عام 1971 .
7 ـ صقر الجوادي، يمني الجنسية ولم تذكر الوثيقة أي شيء اضافي عنه .
8 ـ بلال بن مروان، ولم تذكر الوثيقة جنسيته واكتفت بالقول أنه من المتحالفين مع بن لادن .
9 ـ محمد عاطف، مصري الجنسية ومن معاوني بن لادن .
كما أصدرت لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة قائمة أخرى ضمت أسماء أربعة وخمسين عضواً قيادياً في حركة طالبان الأفغانية من بينهم الملا محمد رباني الرجل الثاني في الحركة ورئيس مجلس الوزراء في الحكومة الأفغانية، اضافة لأسماء كل الوزراء والمسؤولين في الحكومة الأفغانية وأسماء أعضاء السفارة الأفغانية في اسلام أباد وممثل طالبان في الرياض الملا عبد الوهاب وممثلها في أبوظبي جان محمد مدني، وشددت الأمم المتحدة في ذيل الوثيقة على ضرورة قيام الدول الأعضاء في المنظمة بتجميد كل الحسابات والودائع البنكية لمن وردت أسماؤهم في القائمتين اضافة لمصادرة عقاراتهم وأملاكهم في تلك الدول
يذكر أن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أصدر مؤخراً قراراً بتشديد الحصار الاقتصادي وفرض المزيد من العقوبات على حركة طالبان الأفغانية لاجبارها على تسليم واشنطن أسامة بن لادن، واشتمل قرار الأمم المتحدة على فقرة تمنع كل الدول الأعضاء من تصدير السلاح لحركة طالبان وهو ما اعترضت عليه كل من باكستان وأوزباكستان على اعتبار أن ذلك يشجع تحالف المعارضة الأفغانية على شن المزيد من الهجمات المسلحة على مواقع تمركز قوات حركة طالبان التي تسيطر على تسعين بالمئة من الأراضي الأفغانية، كما نص القرار الدولي على ضرورة نشر مراقبين على طول حدود أفغانستان لمراقبة تطبيق القرار وفيما اذا كانت أي من الدول المحيطة بأفغانستان تصدر السلاح لحركة طالبان أم لا وكذلك من أجل مراقبة تحركات قادة حركة طالبان الممنوعين بموجب قرار مجلس الأمن الدولي من مغادرة أفغانستان الاّ للمشاركة في مفاوضات سلمية مع خصومهم تتم برعاية الأمم المتحدة .
اللائحة العربية
ومقابل هذه اللائحة الدولية ، فهناك رصد مختلف لأجهزة الأمن ، وسلطات التحقيق العربية عموماً ، والمصرية على وجه الخصوص التي حددت الأسماء التالية باعتبارهم مساعدين لابن لادن :
* أيمن محمد ربيع الظواهري‏ : ويعد بمثابة الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" بعد ابن لادن ، واتهم في قضية تنظيم الجهاد الأولى التي ضبطت في أعقاب اغتيال السادات عام 1981 وكان ترتيبه في قائمة الاتهام متأخراً ( 113 ) ما يشير إلى أن دوره كان محدوداً في بداية تشكيل التنظيمات الأصولية في مصر ، إلا أنه يشغل& حالياً& الأمير العام لتنظيم الجهاد الذي تولى شئونه منذ عام‏1991,‏ وقد شارك مع أسامة بن لادن‏ في تأسيس ما يعرف بـ " الجبهة العالمية لتحرير المقدسات",‏ وتطالب أمريكا برأسه ,‏ باعتباره متهماً رئيسياً ومحرضاً على حادثتي تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام& في العام 1998 ‏، فضلاً عن اتهامه في التفجيرات الأخيرة
ويعاون الظواهري في مجلس الشوري مجموعة من قيادات التنظيم وهم :‏ عبد الله محمد رجب‏‏ (الدكتور) واحمد سلامة مبروك‏ ‏ومرجان مصطفي سالم‏ وثروت صلاح شحاتة‏,‏ وشقيقه محمد ربيع الظواهري‏ ,‏ ونصر فهمي نصر‏ وغيرهم ويرتبط الظواهري بعلاقة وطيدة مع اسامة بن لادن‏ ‏,‏ وتشير المعلومات الأمنية إلى قيام الظواهري بالتخطيط لتفجير السفارة المصرية في إسلام أباد عام‏1995 ,‏ واجتمع مع قيادات التنظيم في بيت الشباب باليمن وقرر لمعاونيه ان سبب تفجير السفارة المصرية كان& بسبب قيامها برصد أنشطة الأصوليين ، وجمع معلومات عن تنظيم "الجهاد " بشكل خاص ، وتدخلها لدى السلطات الباكستانية مما تسبب في ترحيل عدد كبير من أعضاء التنظيم ‏,‏ كما ذكر أن ضرب السفارة جري في سرية تامة وعملية الإعداد جرت في إحدى المدن القريبة من إسلام أباد‏,‏ وان التفجير حدث من خلال عملية انتحارية نفذها شخص يكني "أبو دجانة" لم تتوافر عنه معلومات كافية .
كما تجدر الإشارة أيضاً إلى أن معلومات أمنية استقتها من اعترافات لأصوليين جرى التحقيق معهم في مصر ، تفيد انتقال أيمن الظواهري بين عدة بلدان منها باكستان واليمن‏ والسودان‏ والفلبين‏ وأذربيجان‏,‏ وحتى الولايات المتحدة التي تفيد المعلومات لقيامه بزيارتها والبقاء بها عدة شهور دون علم الأجهزة الأمنية أو سلطات الإقامة الأمريكية بحقيقته& ، كما جاء ترتيبه الأول في قائمة قضية "العائدون من ألبانيا" والتي كانت تضم 107 متهمين ، وقضت المحكمة العسكرية حينئذ بإعدامه غيابياً في تلك القضية ، ليضاف حكم جديد لقائمة الأحكام الصادرة ضده بالإعدام .
* رفاعى أحمد طه وهو من مواليد 24/1/1954 باسوان ويقيم بنجع دنقل التابع لمركز أرمنت بقنا ، وكان المتهم رقم 34 فى قضية تنظيم الجهاد الأول وكانت قد بدأت صلته بالجماعة عن طريق فؤاد حنفى المتهم الرابع فى التنظيم ، أثناء فراره من قنا بالإختباء طرفه بمنزله بالمنيا عقب مشاركته فى حوادث سطو على محلات للذهب فى نجع حمادى لتمويل التنظيم ، وهناك التقى بكرم زهدى الذى عرض عليه إمارة الجماعة بقنا وعرفه بعلى الشريف مسئول التدريب بالتنظيم وهو من أخطر العناصر الإرهابية كما تؤكد تقارير الأمن وكانت تربطه بمحامي الجماعات الإسلامية& منتصر الزيات علاقة وثيقة ، وعقب اغتيال السادات ظل هارباً حتى ألقى القبض عليه وحوكم وقضى بسجنه ثلاث سنوات قضاها وسافر بأوراق مزورة إلى السعودية ومنها إلى أفغانستان ، وقد شارك فى العمليات العسكرية هناك وتولى مسئولية تدريب القادمين الجدد لبيوت ضيافة الأنصار والقاعدة فى بيشاور وورد ذكره فى تحقيقات النيابة العسكرية فى قضية "العائدين من أفغانستان" وثبت تورطه فى ارتكاب عدد من الحوادث وحكم عليه غيابيا بالإعدام .
* صبحي محمد أبوسنة‏ : (‏ أبوحفص المصري‏) :‏ وهو من أبرز العناصر الأصولية التي لمع نجمها على الساحة مؤخراً ، وقد شمله قرار الاتهام الصادر من الادعاء العام الأمريكي مع أسامة بن لادن والظواهري ، ووصف بأنه المسئول العسكري الحالي لمنظمة "القاعدة‏" في أفغانستان ,‏ ورصدت‏5‏ ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في ضبطه ، وهو وثيق الصلة بأسامة بن لادن، وذلك بعد توليه مسئولية القاعدة عقب وفاة أبوعبيدة البنشيري الذي كان قد تنقل معه بين العديد من الدول العربية والأجنبية‏,‏ حيث التقي بقادة تنظيم الجهاد في الأردن‏,‏ واليمن‏,‏ وباكستان‏,‏ والسودان‏,‏ وأفغانستان‏,‏ وغيرها ,‏ وكان أبوحفص قد شارك في تأسيس منظمة القاعدة في بداية عام‏1991 بافغانستان وانتقلت أنشطته مع بن لادن إلي السودان حتي‏1996 ، ‏ حينما عاد بن لادن إلي افغانستان مرة اخري‏& فعاد معه أبو حفص والظواهري والاسلامبولي وآخرون .‏
وتجدر الإشارة إلى أن أبو حفص ينتحل اسماً حركياً هو "محمد عاطف" ، وهو الاسم الذي تورده دوائر الاستخبارات الأمريكية في تعقبها له باعتباره أحد المقربين لابن لادن وتشير معلومات مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى المعلومات التفصيلية التالية عنه : الطول: من 6 أقدام و 4 بوصة إلى 6 أقدام و6 بوصات تقريباً ( من 8ر1 إلى 4ر2 متر )
لون الشعر: أسود
أسماء الشهرة : أبو حفص المصري الخبير، تيسير، عبد الله
الصفات المميزة : لحية كاملة وشارب
وتضيف نشرة المعلومات الأمريكية أن كلاً من : محمد عاطف وأيمن الظواهري ومصطفى محمد فاضل ، وأحمد خلفان غيلاني وفهد محمد على مسالم وشيخ أحمد سالم سويدان وآخرين محتجزين حالياً هم المسئولون مع أسامة بن لادن عن حوادث تفجير السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا يوم 7 أغسطس عام 1998، واللذين نجم عنهما مقتل 224 مدني وإصابة آخرين يتجاوز عددهم 5 آلاف شخص ، كما تؤكد النشرة الأمريكية أن هؤلاء الأصوليين يشكلون جزءاً من منظمة دولية يرأسها أسامة بن لادن .
وجدير بالذكر أن الحكومة الأمريكية تعرض تقديم مكافأة مالية مقابل الحصول على أية معلومات من شأنها أن تؤدي للقبض على بن لادن أو عاطف أو الظواهري أو فاضل أو غيلاني أو مسالم أو محمد أو سويدان أو إدانة إي منهم في أي بلد من العالم .
* عثمان خالد إبراهيم السمان وهو من مواليد 17/6/1957 وكان مقيما بالمنيا - 4 شارع العزبى باشا وترك دراسته بجامعة أسيوط ليتعرف على مجموعة الصعيد حتى إلتقى بـ "على الشريف" الذى عرض عليه فكرة احتلال أقسام الشرطة والإستيلاء على أسلحة الجنود للسيطرة على مدينة أسيوط ، وبدأ نشاطه بإختطاف عدة بنادق آلية من جنود حراسات الكنائس والمنشآت الهامة وشارك فى أحداث أسيوط وهرب بعدها إلى القاهرة حيث قابل رفاعى طه الذى عرض عليه إخفاءه ، فرفض واتجه لشقة أحد أصدقائه بحى إمبابة بالجيزة حتى ألقت أجهزة الأمن القبض عليه مصادفة أثناء سيره بالطريق العام ، وحوكم فى القضية وحكم بسجنه خمس سنوات قضاها وخرج ليفر إلى ليبيا ومنها إلى المملكة العربية السعودية ثم إتجه إلى أفغانستان وتزوج من باكستانية فى بيشاور وورد اسمه كمتهم خامس فى تنظيم "العائدين من أفغانستان" وقضى بإعدامه غيابياً.
* محمد محمد الظواهري‏ :‏ وهو شقيق الدكتور أيمن الظواهري ، كما أنه مسئول الجناح العسكري لتنظيم الجهاد وعضو مجلس الشوري‏,‏ وكان يتولي الاتصال بقيادات التنظيم داخل مصر ويتنقل مع شقيقه أيمن داخل الأراضي& الأفغانية ,‏ ويشرف محمد الظواهري علي وضع خطط العمليات التي ينفذها التنظيم والتي تسند للجناح العسكري الذي يقوده‏.‏ وهو عضو مؤسس في جبهة تحرير المقدسات الاسلامية التي يرأسها أسامة بن لادن برعاية حركة طالبان‏ ,‏ وسافر إلي عدة دول منها السودان‏ التي أشرف خلال فترة وجوده بها على تكوين المحطة الأفريقية للتنظيم بقيادة أبو عبيدة البنشيري ، والذي لقي مصرعه غرقاً في منطقة البحيرات العظمى ,‏ كما سافر محمد الظواهري إلى اليمن‏,‏ وألبانيا‏,‏ وأذربيجان‏ ‏وغيرها&
* أحمد مصطفى نوارة وقد كان دون مستوى الآخرين عثمان السمان ومصطفى حمزة والإسلامبولى ، فقد كان يعمل "فرارجى" - بائع طيور- ولم يشارك فى تأسيس التنظيم كالسابقين بل تعرف على رفاعى طه عقب الإفراج عنه واقنعه بالسفر إلى أفغانستان وبالفعل رحل إلى بيشاور وهناك أبلى بلاء حسنا فى معارك جلال اباد وغيرها حتى وقع اختيار محمد الإسلامبولى عليه لوضع خطط الحوادث التى وقعت فى ديروط فهو أصلا من أبنائها وكان مقيما بالعنوان 12 شارع أبو جبل بديروط ، وكان قد إستطاع التسلل عبر الحدود السودانية - كما تؤكد إعترافات المتهمين فى قضية "العائدين من أفغانستان" و "الإعتداء على السياحة" - ليشارك فى بعض أحداث العنف فى بعض قرى ومراكز أسيوط وقضى بإعدامه فى تلك القضية ولايزال مطلوبا فى قضايا الفتنة الطائفية بديروط واغتيال ضابط مباحث القوصية فى أسيوط.
* سيد إمام الشريف‏:‏ وهو المنظر الأبرز ، وممثل المرجعية الفقهية لتنظيم الجهاد المسلح في مصر ، وكان قد تولي إمارة تنظيم الجهاد حتى عام‏1991 ,‏ وعقب حدوث انشقاقات في صفوف التنظيم‏,‏ تنازل عن الامارة للظواهري‏ مكتفياً بمهمة إصدار البحوث الشرعية والمطبوعات والمنشورات‏,‏ وكان من أبرزها كتاب "العمدة في إعداد العدة‏" الذي أثار أثناء ظهوره ضجة كبرى في أوساط التنظيمات الأصولية عامة ، والمصرية على وجه الخصوص ,‏ولم ينافسه في تلك الضجة سوى كتاب "الحصاد المر" الذي اتهم الظواهري بالاستيلاء عليه ، ووضع اسمه كمؤلف له دون وجه حق ، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب كان يتضمن نقداً لاذعا ومريراً لتنظيم الإخوان المسلمين وتجربته السياسية والتاريخية& ، ولم يفض الخلافات بينه وبين الظواهري سوى تدخل بن لادن وبعض قادة حركة طالبان .