لندن ـ من نصر المجالي: قالت مصادر امنية جزائرية اليوم الاربعاء ان آلافا من الجزائريين (الافغان) ينتظرون مصيرهم في عديد من دول العالم فور انطلاق الحملة العسكرية الدولية ضد الارهاب. وقالت صحيفة جزائرية ان الخبراء الجزائريين في الشؤون الامنية يشيرون الى ان عدد الجزائريين الافغان الذين اقاموا خلال سنوات الثمانينيات في كل من باكستان وافغانستان& يقدر بحوالي 2500 شخصا.
وتقول المصادر ان 1500 من هؤلاء ذهبوا الى باكستان من جل الدراسة في الجامعات والمعاهد الاسلامية هناك بعد حصولهم على منح من منظمات خيرية او غير حكومية في حين تشير المصادر الى ان 700 من هؤلاء قاتلوا الى جانب المجاهدين الافغان اثناء الغزو السوفياتي الى ذلك البلد الآسيوي المسلم.
ويأتي الحديث عن الجزائريين الافغان في هذه المرحلة بعد ورود تقارير من الجزائر تشير الى ان الجنرالات وهم القوة الضاربة يخططو للقيام بهجوم عسكري كامل ضد مواقع الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي يتزعمها حسان حطاب وتقاتل السلطات الجزائرية منذ خمس سنوات.
وراح ضحية القتال مع قوات الجيش الجزائري وقوات الامن الاف من الضحايا من بينهم مدنيون ابرياء، وقالت التقارير ان الجنرالات اطلقوا على العملية اسم (سيف الحجاج) وهي ستنطلق على الفور مع بدء العمليات العسكرية ضد حركة الطالبان واسامة بن لادن وهي التي اطلقت عليها اميركا اسم (الحرية الدائمة).
وكانت مصادر عسكرية جزائرية قالت الاسبوع الماضي ان الحملة العسكرية التي يخطط لها الجنرالات الجزائريون مدعومة على ما يبدو معنويا ولوجستيا من الولايات المتحدة.
وقالت ان الولايات المتحدة اعطت الضوء الاخضر للسلطات الجزائرية لتنفيذ المهمة تزامنا مع بدء عمليات "الحرية الدائمة"، &مؤكدة انها لن تعط بالا لأي ردات فعل مناوئة من حركات حقوق الانسان التي تقف في العادة منددة بالعمليات التي يقوم فيها الجيش الجزائري ضد الجماعات الاسلامية المتشددة.
والى ذلك، تشير المصادر الجزائرية الى ان الجزائريين الافغان ليسوا جميعا من المنضوين تحت لواء اسامة بن لادن او تنظيم (القاعدة) كما انهم لم يؤدوا قسم البيعة لحركة الطالبان.
وتتابع مصادر الشؤون الامنية الجزائرية القول ان نحو 250 عنصرا من هؤلاء تم ضبطهم ضمن قوائم المجموعات الاهابية التي تنشط في الجزائر، وان غالبيتهم قضي عليه اثناء المواجهات مع الجيش الجزائري في السنوات الاخيرة.
وقالت "لكن بعض تلك العناصر لا يزال ناشطا على الساحة الجزائرية، ومن ابرز الجزائريين الافغان يوجد اسم امير المنطقة السادسة للجماعة السلفية للدعوة والقتال المدعو اسد ابو البراء الذي تعمل مجموعته المسلحة في ولايات جيجيل وشمال قسنطينة".
وتضم المجموعة ايضا عناصر مثل امير المنطقة التاسعة للتنظيم الذي يقوده حسان حطاب في منطقة الصحراء التي يقودها خالد ابو العباس وجماعة حماة الدعوة السلفية في الغرب الجزائري بقيادة سليم ابو جعفر، اضافة الى امير حركة "الباقون على العهد" ابو جميل وهؤلا جميعهم شاركوا في الحرب الافغانية.
وتشير المصادر الامنية الجزائرية حسب التقرير الذي نشرته اليوم صحيفة "الخبر" الجزائرية باصابع الاتهام الى ممثل العلاقات الخارجية للجمعة السلفية للدعوة والقتال في المانيا مصطفى آيت المهدي.
وتقول المصادر انه رغم تبني الولايات المتحدة سياسة صارمة ازاء الجماعات لارهابية الجزائرية الا ان تساهل بعض العواصم الاوروبية قد مكن هؤلاء من&تنفيذ مهماتهم الارهابية وتوسيع نطاق عملياتهم الى بلدان اخرى.
وعلى صعيد متصل، فان السلطات الجزائرية تطرح السؤال المهم، وهو انه على الرغم من اهمية قرار الرئيس الاميركي الاخير بتجميد ودائع اموال الجماعات الارهابية فلماذا لا يتم تطويق انشطة تلك الجماعات وخاصة في اوروبا التي تستغل فيها هذه الجماعات مناخات الحرية لتنفيذ العملات الارهابية؟.
واخيرا، فان السلطات الجزائرية تأمل في ان تتم في اطار عملية "الحرية الدائمة" الاميركية وعملية "سيف الحجاج" الجزائرية القضاء على نشاطات تلك الجماعات مرة واحدة والى الابد.&&&&&