حوار : نبيل شرف الدين: منذ أن ترك أمين هويدي مواقعه الرسمية الهامة كوزير للدفاع، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصري، ظل يكتب ويحلل كل الأحداث السياسية والعسكرية، بل وكل ما يتعلق بقضايا الأمن القومي على مستوي العالم.. وكانت آخر هذه الأحداث وأخطرها ما جري لأميركا يوم الثلاثاء الدامي، وما أصاب رموزها الاقتصادية والعسكرية والأمنية في مقتل خلال نصف ساعة فقط.
ويفسر أمين هويدي في حواره مع (إيلاف) عجز أقوى جهاز مخابرات في العالم في التنبؤ بما جري، وتصوره لسمات من نفذوا هذه العمليات الخارقة، ويحدد الرابح والخاسر في عملية ضرب أميركا، ثم يتطرق لملامح الضربة العسكرية الأميركية القادمة، وماذا سيترتب علىها بالنسبة.
* كرئيس سابق للمخابرات، وكمحلل لقضايا الأمن القومي: ما هو تفسيرك لعجز جهاز المخابرات الأميركية في التنبؤ بهذا الهجوم الانتحاري الذي تعرضت له نيويورك وواشنطن؟
لا أريد أبدا أن أقفز خطوات لأتحدث عن فشل الجهاز، فلكل جهاز (وأنا كنت رئيسا للمخابرات العامة المصرية) انتصاراته وهزائمه.. إيجابياته وسلبياته.. وأنا أرى أن اكتشاف تصرفات فردية، أو 'تكتيكية' أمر صعب جدا، لأن هناك فارقا بين الحصول على معلومات وتحليل هذه المعلومات.
وهذه المسألة بالذات كانت محل تحقيقات لجنة القاضي 'أجرانات' عقب حرب أكتوبر 73 والتي اتهم فيها 'إميلي زعيرا' رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية نظرا للإهمال، والرجل دافع عن نفسه بأنه حصل على المعلومات.. وهذا ما كلف به، أما النوايا فلا تدخل في تقديراته: وهذا خطأ كبير جدا لأنه من الواجب الكشف عن النوايا، وتجنبا لأي خطأ يعالج الموضوع على أساس عدة احتمالات، ولكل احتمال ردود فعله المخططة والجاهزة، والعملية التي تمت يوم الثلاثاء 11 سبتمبر اعتمدت أولا وأخيرا على عنصر (المفاجأة)، وهو عنصر خطير جداً، وأريد أن أقول أن تحقيق المفاجأة عمل عظيم، ولكن استغلالها أعظم، فالطائرة الأولي ضربت البرج الأول محققة المفاجأة، والطائرة الثانية ضربت بعد 18 دقيقة، وطائرة البنتاجون بعد ساعة أي أن منفذي العملية كانوا لا يكتفون بتحقيق المفاجأة فقط، ولكن باستغلالها، وهذا درس كبير جدا يجب أن نفهمه ونعيه لأن من الحكمة أن نتعلم من أخطاء غيرنا بدلا من أن نتعلم من أخطائنا.
والظاهرة الإيجابية في عجز المخابرات الأميركية كانت أن الكونجرس تحرك لمعرفة السبب في هذا العجز، كما حدث في إسرائيل وتشكلت لجنة القاضي 'أجرانات' في عام73 لأن معرفة أسباب العجز هي الطريقة المثلي لإصلاحه..
وهذه المسألة بالذات كانت محل تحقيقات لجنة القاضي 'أجرانات' عقب حرب أكتوبر 73 والتي اتهم فيها 'إميلي زعيرا' رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية نظرا للإهمال، والرجل دافع عن نفسه بأنه حصل على المعلومات.. وهذا ما كلف به، أما النوايا فلا تدخل في تقديراته: وهذا خطأ كبير جدا لأنه من الواجب الكشف عن النوايا، وتجنبا لأي خطأ يعالج الموضوع على أساس عدة احتمالات، ولكل احتمال ردود فعله المخططة والجاهزة، والعملية التي تمت يوم الثلاثاء 11 سبتمبر اعتمدت أولا وأخيرا على عنصر (المفاجأة)، وهو عنصر خطير جداً، وأريد أن أقول أن تحقيق المفاجأة عمل عظيم، ولكن استغلالها أعظم، فالطائرة الأولي ضربت البرج الأول محققة المفاجأة، والطائرة الثانية ضربت بعد 18 دقيقة، وطائرة البنتاجون بعد ساعة أي أن منفذي العملية كانوا لا يكتفون بتحقيق المفاجأة فقط، ولكن باستغلالها، وهذا درس كبير جدا يجب أن نفهمه ونعيه لأن من الحكمة أن نتعلم من أخطاء غيرنا بدلا من أن نتعلم من أخطائنا.
والظاهرة الإيجابية في عجز المخابرات الأميركية كانت أن الكونجرس تحرك لمعرفة السبب في هذا العجز، كما حدث في إسرائيل وتشكلت لجنة القاضي 'أجرانات' في عام73 لأن معرفة أسباب العجز هي الطريقة المثلي لإصلاحه..
* هل بالغ العالم في حجم وقوة وإمكانيات جهاز المخابرات الأميركية المركزية الذي لا يقهر؟
ليس هناك إمكانيات لا حدود لها، وليس هناك ما يسمي بالعدو الذي لا يقهر، وكلمة المبالغة أنا أقول أنها كلمة غير واردة للتقييم الموضوعي للأعمال التي تتعلق بالأمن القومي، فأنت تتعامل معها بالحقائق المجردة، وكل جهاز مخابرات واجبه الأساسي إلقاء الضوء أمام صاحب القرار ليتخد قراره.
فشلت المخابرات الأميركية المركزية في التكهن بالحصول على المعلومات قبل هذه الضربة فعلا، ولكن كان الفشل الأكبر في أجهزة الدفاع عن سماء وأغراض الولايات المتحدة، خاصة بعد الضربة الأولي لم تتحرك الأجهزة، وهنا يدخل العامل البشري الذي يحتمل أن يهمل في واجباته، حدث هذا أيام الاتحاد السوفيتي حينما قام طالب ألماني بطائرته الخاصة باختراق الأجواء السوفيتية وهبط في الميدان الأحمر، وكما حدث لنا في عام 67 وضربت طائراتنا على الأرض، وهذا يجعلنا ننام كما ينام الذئب بعين واحدة مفتوحة وسط هذه الغابة الكبرى التي نعيش فيها والتي لا تعترف بالشرعية الدولية ولا بالاتفاقيات، ولا بالتعامل على أسس أخلاقية في السياسة.
ليس هناك إمكانيات لا حدود لها، وليس هناك ما يسمي بالعدو الذي لا يقهر، وكلمة المبالغة أنا أقول أنها كلمة غير واردة للتقييم الموضوعي للأعمال التي تتعلق بالأمن القومي، فأنت تتعامل معها بالحقائق المجردة، وكل جهاز مخابرات واجبه الأساسي إلقاء الضوء أمام صاحب القرار ليتخد قراره.
فشلت المخابرات الأميركية المركزية في التكهن بالحصول على المعلومات قبل هذه الضربة فعلا، ولكن كان الفشل الأكبر في أجهزة الدفاع عن سماء وأغراض الولايات المتحدة، خاصة بعد الضربة الأولي لم تتحرك الأجهزة، وهنا يدخل العامل البشري الذي يحتمل أن يهمل في واجباته، حدث هذا أيام الاتحاد السوفيتي حينما قام طالب ألماني بطائرته الخاصة باختراق الأجواء السوفيتية وهبط في الميدان الأحمر، وكما حدث لنا في عام 67 وضربت طائراتنا على الأرض، وهذا يجعلنا ننام كما ينام الذئب بعين واحدة مفتوحة وسط هذه الغابة الكبرى التي نعيش فيها والتي لا تعترف بالشرعية الدولية ولا بالاتفاقيات، ولا بالتعامل على أسس أخلاقية في السياسة.
* هل تعتقد أن هناك جهاز مخابرات محترفا كان وراء هذه الضربات القاصمة التي أصابت رموز أميركا الاقتصادية والعسكرية والأمنية في مقتل خلال نصف ساعة فقط ؟
- ليس بالضرورة أبدا، فالتخطيط الجيد التي تمت به العملية، والتنفيذ الدقيق الذي تم به تنفيذ هذا التخطيط يمكن أن تنفذه أي منظمة إرهابية.. وليس بالضرورة أن يكون جهاز مخابرات!
- ليس بالضرورة أبدا، فالتخطيط الجيد التي تمت به العملية، والتنفيذ الدقيق الذي تم به تنفيذ هذا التخطيط يمكن أن تنفذه أي منظمة إرهابية.. وليس بالضرورة أن يكون جهاز مخابرات!
* تصورك لأهم سمات من نفذوا هذه العملية الإرهابية الخارقة بهذا الإتقان؟
هذه العملية تدلنا على مبدأ هام جدا وهو أن الله سبحانه وتعالي خلق البشر ومعهم إرادتهم، والإرادة قد تختفي لدواعي الضغط أو الخوف أو الظلم الشديد، ولكنها لا تنتهي، فتجدها تنفجر فجأة، ثم هناك مبدأ تصدي الأقزام للعمالقة.. أي ضعف القوة، وقوة الضعف..
وكما رأينا كيف أمكن لحفنة من الأفراد تعد على اصابع اليدين أن تضرب عمق الولايات المتحدة وتؤثر في هيبتها العالمية، وأنا أركز على أن الولايات المتحدة قوية جدا وتمتلك كل مصادر القوة وعلينا أن ندرك هذا حتى لا نخطئ في الحسابات..
والذين نفذوا هذه العملية كان تحت يدهم المعلومات الدقيقة، والتدريب الجيد، والأهم من كل ذلك التصميم على تحقيق الهدف، وإصرار على تنفيذ مهمتهم، ورغبة أكيدة في الموت لأجل ذلك.
هذه العملية تدلنا على مبدأ هام جدا وهو أن الله سبحانه وتعالي خلق البشر ومعهم إرادتهم، والإرادة قد تختفي لدواعي الضغط أو الخوف أو الظلم الشديد، ولكنها لا تنتهي، فتجدها تنفجر فجأة، ثم هناك مبدأ تصدي الأقزام للعمالقة.. أي ضعف القوة، وقوة الضعف..
وكما رأينا كيف أمكن لحفنة من الأفراد تعد على اصابع اليدين أن تضرب عمق الولايات المتحدة وتؤثر في هيبتها العالمية، وأنا أركز على أن الولايات المتحدة قوية جدا وتمتلك كل مصادر القوة وعلينا أن ندرك هذا حتى لا نخطئ في الحسابات..
والذين نفذوا هذه العملية كان تحت يدهم المعلومات الدقيقة، والتدريب الجيد، والأهم من كل ذلك التصميم على تحقيق الهدف، وإصرار على تنفيذ مهمتهم، ورغبة أكيدة في الموت لأجل ذلك.
* من الرابح.. والخاسر في عملية ضرب أميركا؟
كسبت إسرائيل، والجماعات اليمينية الأميركية، أما الخاسر الوحيد في العملية فهم العرب والمسلمون.
كسبت إسرائيل، والجماعات اليمينية الأميركية، أما الخاسر الوحيد في العملية فهم العرب والمسلمون.
* كيف كان شعورك الشخصي وأنت تتابع الهجوم على أميركا ؟
شعرت بالجزع لأنني أشعر في نفس الوقت بالجزع لما قد يحدث لنا في فلسطين والعراق، وشعرت أيضا بأنه يمكن لهذا الحادث الكبير أن يجعل أميركا تعيد تقييم سياستها التي تسبب لها سخط وكراهية العالم أجمع، لأن لكل حادث سببا، فكون مرتكبي الحادث يضحون بحياتهم بالصورة المأساوية التي تمت بها لابد أن يكونوا مدفوعين بحقد هائل نتيجة لضغوط هائلة..
أنا لا أعرف من هم.. لكنهم يمثلون تيارا كبيرا ساخطا مستضعفا معتدى على حقوقه، وعلى الرأي العام الأميركي أن يسأل إدارته ليل نهار: لماذا أميركا مكروهة إلى هذا الحد في أكثر بلاد العالم ؟
ويسألونها لماذا أصبحت أميركا هي الوجه القبيح بدلا من أن تكون منارة كما أراد لها آباؤها الأوائل ؟
شعرت بالجزع لأنني أشعر في نفس الوقت بالجزع لما قد يحدث لنا في فلسطين والعراق، وشعرت أيضا بأنه يمكن لهذا الحادث الكبير أن يجعل أميركا تعيد تقييم سياستها التي تسبب لها سخط وكراهية العالم أجمع، لأن لكل حادث سببا، فكون مرتكبي الحادث يضحون بحياتهم بالصورة المأساوية التي تمت بها لابد أن يكونوا مدفوعين بحقد هائل نتيجة لضغوط هائلة..
أنا لا أعرف من هم.. لكنهم يمثلون تيارا كبيرا ساخطا مستضعفا معتدى على حقوقه، وعلى الرأي العام الأميركي أن يسأل إدارته ليل نهار: لماذا أميركا مكروهة إلى هذا الحد في أكثر بلاد العالم ؟
ويسألونها لماذا أصبحت أميركا هي الوجه القبيح بدلا من أن تكون منارة كما أراد لها آباؤها الأوائل ؟
* ما رأيك فيما تنفذه أميركا الآن بوضع خطة الحرب والانتقام ضد ما تسميه قواعد الارهاب في أفغانستان، المطالبة بتسليم أسامة بن لادن ؟
ما تم من أحداث هو هدم لسياسة الأمن القومي الأميركي وجرح عميق للهيبة الأميركية، لأن أميركا تعتمد في أمنها على أنها كتلة من اليابسة يحميها محيطان، وتعتبر أن هذا يكفل لها الأمن، إلى أن برز خطر الصواريخ الباليستية وهنا بدأت الإدارات الأميركية تنادي بحائط الصواريخ ضد الصواريخ، فريجان قام بما أسماه حرب النجوم وبوش الإبن جدد ما كان يقال عن حائط الصواريخ، ولكن وسط هذا الشعور الآمن من أي عدوان بري عليها تنفجر أميركا من الداخل بواسطة عدد قليل جدا من الأفراد.. أمر لا تسمح به أميركا أبدا، ولعلنا نذكر ما حدث في كوبا أيام كنيدي، فهي لم تسمح بوجود صواريخ روسية في بطنها، ولذلك لابد أن تقوم أميركا بالرد بعنف وعلى مدى طويل.
ما تم من أحداث هو هدم لسياسة الأمن القومي الأميركي وجرح عميق للهيبة الأميركية، لأن أميركا تعتمد في أمنها على أنها كتلة من اليابسة يحميها محيطان، وتعتبر أن هذا يكفل لها الأمن، إلى أن برز خطر الصواريخ الباليستية وهنا بدأت الإدارات الأميركية تنادي بحائط الصواريخ ضد الصواريخ، فريجان قام بما أسماه حرب النجوم وبوش الإبن جدد ما كان يقال عن حائط الصواريخ، ولكن وسط هذا الشعور الآمن من أي عدوان بري عليها تنفجر أميركا من الداخل بواسطة عدد قليل جدا من الأفراد.. أمر لا تسمح به أميركا أبدا، ولعلنا نذكر ما حدث في كوبا أيام كنيدي، فهي لم تسمح بوجود صواريخ روسية في بطنها، ولذلك لابد أن تقوم أميركا بالرد بعنف وعلى مدى طويل.
* لمن توجه الضربة.. وكيف توجه هذه الضربة؟
هي تقول ستوجهها إلى الإرهاب.. والإرهاب أمر غير ملموس، وشيء 'هلامي' يوجد في كل مكان بما فيه أميركا نفسها.. وهم جماعات صغيرة العدد.. غير معروفة الأماكن.. منظمة وتتنقل بصفة مستمرة، ولا يعلق أعضاؤها لافتات عليها 'أنا إرهابي'.. فمن تضرب ؟!
ولنأخذ 'مثلا' أفغانستان التي تريد ضربها.. أفغانستان ليس بها أغراض حيوية لكي يضربوها بالصواريخ أو الطائرات.. وفاقد الشيء لا يعطيه.. هل ستتدخل بريا في أفغانستان ؟
أنا رأيي لو فعلت ذلك ستغوص أميركا في الرمال الناعمة، لأنه في هذه الحالة ستتصارع عقيدتان: العقيدة الأميركية التي تحسب ألف حساب للخسائر البشرية تقوم بما أسميه 'حرب الأثرياء' بالضرب عن بعد لدرجة أنها لم تخسر في حرب الخليج إلا 7 أفراد، وفي حرب كوسوفا 3 أفراد، أما العقيدة الأخرى فلا يهمها الخسائر وهم أناس يسكنون الكهوف والجبال، فإذا تقدموا إليهم برا سيصابون بخسائر فادحة جدا لأن الأفغان مقاتلون شرسون جدا، وإذا ضربوهم بالطائرات أو الصواريخ سيهربون منهم إلى الكهوف والجبال!
لذلك قد يفكر الأميركان بقتال الأفغان 'بالوكالة' بمعني أن يجيشوا المعارضة في الشمال لكي تدور وتشتد الحرب الأهلية بين المعارضة وبين طالبان، وهنا قد تطالب أميركا دولا إسلامية أخرى بالتدخل للمساعدة مثل 'باكستان'.. وهذا ما حدث وسيحدث !
ولنتذكر أن أميركا هي التي صنعت 'طالبان' وضعت 'بن لادن' لمقاومة الاتحاد السوفيتي.. بمعنى أن أميركا تصنع الجان ثم تحاول قتله!
هي تقول ستوجهها إلى الإرهاب.. والإرهاب أمر غير ملموس، وشيء 'هلامي' يوجد في كل مكان بما فيه أميركا نفسها.. وهم جماعات صغيرة العدد.. غير معروفة الأماكن.. منظمة وتتنقل بصفة مستمرة، ولا يعلق أعضاؤها لافتات عليها 'أنا إرهابي'.. فمن تضرب ؟!
ولنأخذ 'مثلا' أفغانستان التي تريد ضربها.. أفغانستان ليس بها أغراض حيوية لكي يضربوها بالصواريخ أو الطائرات.. وفاقد الشيء لا يعطيه.. هل ستتدخل بريا في أفغانستان ؟
أنا رأيي لو فعلت ذلك ستغوص أميركا في الرمال الناعمة، لأنه في هذه الحالة ستتصارع عقيدتان: العقيدة الأميركية التي تحسب ألف حساب للخسائر البشرية تقوم بما أسميه 'حرب الأثرياء' بالضرب عن بعد لدرجة أنها لم تخسر في حرب الخليج إلا 7 أفراد، وفي حرب كوسوفا 3 أفراد، أما العقيدة الأخرى فلا يهمها الخسائر وهم أناس يسكنون الكهوف والجبال، فإذا تقدموا إليهم برا سيصابون بخسائر فادحة جدا لأن الأفغان مقاتلون شرسون جدا، وإذا ضربوهم بالطائرات أو الصواريخ سيهربون منهم إلى الكهوف والجبال!
لذلك قد يفكر الأميركان بقتال الأفغان 'بالوكالة' بمعني أن يجيشوا المعارضة في الشمال لكي تدور وتشتد الحرب الأهلية بين المعارضة وبين طالبان، وهنا قد تطالب أميركا دولا إسلامية أخرى بالتدخل للمساعدة مثل 'باكستان'.. وهذا ما حدث وسيحدث !
ولنتذكر أن أميركا هي التي صنعت 'طالبان' وضعت 'بن لادن' لمقاومة الاتحاد السوفيتي.. بمعنى أن أميركا تصنع الجان ثم تحاول قتله!
* وهل يجوز الهجوم على دولة بسبب شخص أسامة بن لادن ؟
استراتيجية أميركا الآن باختصار هي الاقتراب غير المباشر تريد أن تكمل الحلقة حول روسيا بأن تخلق صراعات اقليمية ينتج عنها مكاسب استراتيجية لها كما حدث في حرب الخليج.
فقواتها في الخليج تدفع الدول الخليجية حتى الآن فاتورة البقاء، وهي تريد بعد الضربة الحالية إلي تعزيز مواقعها في باكستان وكسب مواقع في أفغانستان، ومن ينظر إلى الخريطة يري أن أميركا تريد استكمال الحلقة في بطن روسيا الاتحادية كما كانت تفعل دائما أيام الاتحاد السوفيتي السابق، لأن همّ أميركا في سياستها العالمية هي روسيا و الصين.
استراتيجية أميركا الآن باختصار هي الاقتراب غير المباشر تريد أن تكمل الحلقة حول روسيا بأن تخلق صراعات اقليمية ينتج عنها مكاسب استراتيجية لها كما حدث في حرب الخليج.
فقواتها في الخليج تدفع الدول الخليجية حتى الآن فاتورة البقاء، وهي تريد بعد الضربة الحالية إلي تعزيز مواقعها في باكستان وكسب مواقع في أفغانستان، ومن ينظر إلى الخريطة يري أن أميركا تريد استكمال الحلقة في بطن روسيا الاتحادية كما كانت تفعل دائما أيام الاتحاد السوفيتي السابق، لأن همّ أميركا في سياستها العالمية هي روسيا و الصين.
* تقديرك الشخصي لملامح الضربة الأميركية القادمة هل ستكون شاملة أم محدودة ؟
لن تكون شاملة.. ستكون محدودة في بعض الأماكن، وهي تريد من العالم أن يعطيها الموافقة على أن تقوم بضرب أي دولة في العالم بالصواريخ أو الطيران أو البحرية في أي وقت تشاء.. وأنا أتساءل: هل هذه الاستراتيجية تقضي على الارهاب؟.. الارهاب لا يقاوم إلا من خلال إجراء دولي داخل منظماته الدولية الشرعية على أن يكون هناك وحدة فكرية لتعريف الارهاب.. فهل ياسر عرفات ارهابي وهو لا يطالب بشيء إلا باستقلال جزء من بلاده؟.. نحن نعتبره رجلا مناضلا.. وهم يعتبرونه ارهابيا !
وفي المقابل نحن نعتبر 'شارون' ارهابيا وقاتلا ويجب تقديمه لمحاكمة دولية، هم يعتبرونه رجلا مدافعا عن حقوقه !
إذن المشكلة أن نقوم بعمل مشترك تحت مظلة فكرية واحدة لأن الارهاب هو الارهاب، وآن الأوان لأميركا أن تكون عادلة وحكما غير منحاز، وأنا متأكد لو حلت القضية الفلسطينية بإقامة دولتها وعاصمتها القدس، ولو رفعت أميركا يدها عن العراق حتى لا يتم تقسيمه، ولو رفعت حصارها عن ليبيا، وتدخلها في السودان، ومعاداتها لإيران لتحقق الاستقرار في المنطقة، ولاختفى الإرهاب نهائيا منها!
وأنا أؤكد أنه لا مكافحة للإرهاب العالمي إلا إذا تحققت مطالب شعوب منظمتنا لأنها تقوم الآن بحركات لتحقيق أهدافها الوطنية التي تصر أميركا على وصفها بالإرهاب.
لن تكون شاملة.. ستكون محدودة في بعض الأماكن، وهي تريد من العالم أن يعطيها الموافقة على أن تقوم بضرب أي دولة في العالم بالصواريخ أو الطيران أو البحرية في أي وقت تشاء.. وأنا أتساءل: هل هذه الاستراتيجية تقضي على الارهاب؟.. الارهاب لا يقاوم إلا من خلال إجراء دولي داخل منظماته الدولية الشرعية على أن يكون هناك وحدة فكرية لتعريف الارهاب.. فهل ياسر عرفات ارهابي وهو لا يطالب بشيء إلا باستقلال جزء من بلاده؟.. نحن نعتبره رجلا مناضلا.. وهم يعتبرونه ارهابيا !
وفي المقابل نحن نعتبر 'شارون' ارهابيا وقاتلا ويجب تقديمه لمحاكمة دولية، هم يعتبرونه رجلا مدافعا عن حقوقه !
إذن المشكلة أن نقوم بعمل مشترك تحت مظلة فكرية واحدة لأن الارهاب هو الارهاب، وآن الأوان لأميركا أن تكون عادلة وحكما غير منحاز، وأنا متأكد لو حلت القضية الفلسطينية بإقامة دولتها وعاصمتها القدس، ولو رفعت أميركا يدها عن العراق حتى لا يتم تقسيمه، ولو رفعت حصارها عن ليبيا، وتدخلها في السودان، ومعاداتها لإيران لتحقق الاستقرار في المنطقة، ولاختفى الإرهاب نهائيا منها!
وأنا أؤكد أنه لا مكافحة للإرهاب العالمي إلا إذا تحققت مطالب شعوب منظمتنا لأنها تقوم الآن بحركات لتحقيق أهدافها الوطنية التي تصر أميركا على وصفها بالإرهاب.
* بعد كل ما جري للولايات المتحدة الأميركية: هل يجوز أن نطلق عليها مرة أخري 'القوة العظمى'؟
نعم.. هي قوة عظمي مؤثرة في أحوال العالم، وليس معني أنها عظمى أن نقوم باتباع سياسة الهيمنة، إذ رفضتها الشعوب في 'سياتل' وفي 'جنوة' وفي كل بلاد العالم..
العالم اليوم لا يقبل الهيمنة سواء الهيمنة العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية، إذ إن الشعوب ترفض النظام الديكتاتوري في العالم وتريد تحقيق الديمقراطية بين الضعفاء والأقوياء، أو بين الأغنياء والفقراء اننا من يملكون ومن لا يملكون نريد أن نعيش سويا في وئام وسلام تحت راية الأمن للجميع، والعدالة للجميع أيضاً.
نعم.. هي قوة عظمي مؤثرة في أحوال العالم، وليس معني أنها عظمى أن نقوم باتباع سياسة الهيمنة، إذ رفضتها الشعوب في 'سياتل' وفي 'جنوة' وفي كل بلاد العالم..
العالم اليوم لا يقبل الهيمنة سواء الهيمنة العسكرية أو الاقتصادية أو الثقافية، إذ إن الشعوب ترفض النظام الديكتاتوري في العالم وتريد تحقيق الديمقراطية بين الضعفاء والأقوياء، أو بين الأغنياء والفقراء اننا من يملكون ومن لا يملكون نريد أن نعيش سويا في وئام وسلام تحت راية الأمن للجميع، والعدالة للجميع أيضاً.
* من واقع خبرتك الطويلة في الأمن والسياسة، بماذا تنصح صناع القرار العرب الآن؟
صناع القرار في العالم العربي لديهم مؤسسات كاملة تقدم لهم النصيحة، وتحلل المواقف، وإن كان لي من صوت فلن أقول سوى عبارة واحدة وهي يجب عليهم التخلي عن السياسة السلبية المتمثلة في سياسة رد الفعل في المجال الدبلوماسي.. وألا ترهبهم الاتهامات العشوائية من هاء الذين لا يعرفون شيئاً .. وعليهم الوجود بثقل داخل دوائر القرار الأميركي لكي يؤثروا فيه حتى لا يتركوا لإسرائيل فرصة استغلال موقف الحيرة الذي تقع فيه أميركا.
صناع القرار في العالم العربي لديهم مؤسسات كاملة تقدم لهم النصيحة، وتحلل المواقف، وإن كان لي من صوت فلن أقول سوى عبارة واحدة وهي يجب عليهم التخلي عن السياسة السلبية المتمثلة في سياسة رد الفعل في المجال الدبلوماسي.. وألا ترهبهم الاتهامات العشوائية من هاء الذين لا يعرفون شيئاً .. وعليهم الوجود بثقل داخل دوائر القرار الأميركي لكي يؤثروا فيه حتى لا يتركوا لإسرائيل فرصة استغلال موقف الحيرة الذي تقع فيه أميركا.
التعليقات