&
إيلاف-نبيل شرف الدين: أتت ردود الفعل العربية على بداية الضربات الأميركية متأخرة عن نظيرتها الغربية، وهو ما فسره محللون بأنه يعكس حالة من "الارتباك" في التعاطي مع الأزمة وتداعياتها، ويشير إلى حجم الاعتبارات الهائل الذي تلتزم به الدبلوماسيات العربية في اللغة التي ينبغي استخدامها للتعليق على هذه الأزمة الدقيقة، فبينما اعلنت مصر اليوم على لسان مستشار الرئيس مبارك أنها تتفهم حق الولايات المتحدة في ضرب افغانستان لكنها استدركت مشترطة أن يرتبط بما "اذا كانت لديها ادلة" على تورط بن لادن في الهجمات التي استهدفتها، فيما اعلن الاردن دعمه للجهد الدولي لمكافحة الارهاب، واكدت البحرين تأييدها لتحرك المجتمع الدولي لمواجهة عناصر الارهاب، وفي صعيدها دعت الجامعة العربية الى "ضبط النفس".
واعلن اسامة الباز، مستشار الرئيس المصري حسني مبارك، في اول رد فعل على عمليات القصف الاميركي على افغانستان، ان مصر تتفهم حق الولايات المتحدة بالرد "اذا كان لديها ادلة"، ولكنه اعرب عن قلقه على الام الشعب الافغاني.
وقال الباز ان "للولايات المتحدة، وفي اطار احترام كل القوانين الدولية، الحق بالرد اذا كان لديها ادلة دامغة على ان اسامة بن لادن او مجموعته القاعدة قد تورطا في هذه الاعمال الارهابية وان الحكومة الافغانية تساعدهما على القيام بها او تخبئهما".
واضاف "نامل في ان لا تؤثر عمليات القصف على الشعب الافغاني الذي يتالم".
وشدد الباز على انهم "مدنيون ابرياء. نامل في ان لا يؤدي ذلك الى تفاقم المآسي الانسانية التي يعيشها الشعب الافغاني".
ومن ناحيتها، اعلنت الحكومة الاردنية اليوم الاثنين انها تدعم الجهد الدولي لمكافحة الارهاب مشددة على ضرورة عدم تعريض الشعب الافغاني للخسائر البشرية بين المدنيين الابرياء.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية، بترا، عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة قوله ان "الحكومة الاردنية تؤكد مجددا دعمها للجهد الدولي لمكافحة الارهاب مع اهمية ضرورة عدم تعريض الشعب الافغاني للخسائر البشرية بين المدنيين الابرياء وكذلك ضرورة مراعاة الظروف الانسانية لهذا الشعب".
واضاف الناطق "ترى الحكومة ان مكافحة الارهاب والقضاء عليه يجب الا تنحصر في الجانب العسكري فقط بل يجب ان تشمل ايضا معالجة القضايا والاسباب الاساسية التي تسبب الاحباط في منطقتنا وهذا يعني انه لابد من التوصل الى حل عادل للقضية الفلسطينية على اساس قرارات الشرعية الدولية".
وأعلنت البحرين اليوم الاثنين تأييدها لتحرك المجتمع الدولي لمواجهة عناصر الارهاب، لكنها اكدت، في الوقت نفسه، حرصها على ان لا يتحمل الشعب الافغاني عواقب افعال "خارجة عن ارادته الحرة".
وفي تصريح لوكالة انباء البحرين، أعلن رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ان بلاده "تؤيد تحرك المجتمع الدولي لمواجهة عناصر الارهاب من منطلق موقفها المبدئي ضد كافة اشكال الارهاب ومعالجة اسبابه في هذا الظرف الدولي الدقيق".
واضاف الشيخ خليفة ان البحرين "تحرص في الوقت ذاته، مع جميع الارادات الطيبة في العالم، على ان لا يتحمل الشعب الافغاني المسلم الشقيق عواقب افعال خارجة عن ارادته الحرة التي نأمل ان تؤخذ في الاعتبار".
واكد رئيس الوزراء البحريني ضرورة ان "تمهد الجهود الدولية المشتركة لابراز هذه الارادة بنهج ملائم يحترم مقتضيات الوحدة الوطنية لافغانستان، وذلك عن طريق الرأي الحر والاساليب المشروعة كما هو حق الشعوب في جميع انحاء العالم".
وشدد ايضا على "حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق وما تتعرض له من انتقاص".
وكانت البحرين قررت الاسبوع الماضي تجميد اموال اي منظمات او افراد يتم اثبات ارتباطهم فى عمليات مشتبه فيها، وذلك لدعم الجهود الدولية لقطع الاموال عن العمليات الارهابية من خلال النظام المصرفي والمالي
وعلى صعيدها ، فقد حثت الجامعة العربية الولايات المتحة وحليفاتها على ضبط النفس.
ودعا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم الاثنين الى "ضبط النفس وعدم توسيع المواجهة" وذلك غداة عمليات القصف الاميركي والبريطاني على افغانستان .